مصادر تكشف لـ"الشرق" تفاصيل المفاوضات السرية بين "حماس" والولايات المتحدة

عناصر من حركة "حماس" خلال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين في خان يونس بجنوب قطاع غزة. 15 فبراير 2025 - Bloomberg
عناصر من حركة "حماس" خلال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين في خان يونس بجنوب قطاع غزة. 15 فبراير 2025 - Bloomberg
دبي-الشرق

كشف مصدر مطلع على كواليس المفاوضات السرية بين حركة حماس والولايات المتحدة، الخميس، عن تفاصيل ما جرى تداوله بين الجانبين بشأن المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة.

وقال المصدر المقرب من "حماس" لـ"الشرق" إن الحركة الفلسطينية أبلغت المسؤولين الأميركيين أنها "تتطلع لإطلاق سراح الأسرى الأميركيين وكافة الإسرائيليين في إطار اتفاق أشمل يتضمن الاتفاق على مفاتيح جديدة بشأن الأسرى العسكريين الإسرائيليين وبدء مفاوضات المرحلة الثانية".

ويستخدم مصطلح "المفاتيح" في المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل للإشارة إلى المعايير التي تحدد عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه من غزة.

على سبيل المثال، "كان المفتاح في المرحلة الأولى إطلاق سراح 50 أسيراً فلسطينياً من الصادر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد أو لفترات طويلة مقابل كل محتجز إسرائيلي مجند أو في سن التجنيد".

وأشار المصدر إلى أن الاتصالات واللقاءات المباشرة جرت بترتيب قطري وبناءً على رغبة أميركية، مضيفاً أن "حماس تعاملت بمرونة عالية في مناقشة مسألة المحتجزين الإسرائيليين الذين يحملون جنسية أميركية، ولا تمانع بتقديم بادرة حسن نية في هذا الأمر"، دون تفاصيل أكثر.

دور أميركي في المفاوضات

وذكرت المصادر أن هذه اللقاءات "تقرب وجهات النظر، ويمكن من خلالها شرح موقف حماس بشكل أوضح، وهي مقدمة لحلول شاملة والاستقرار بالمنطقة".

وقال المصدر لـ"الشرق" إن المباحثات تركزت على إطلاق سراح حاملي الجنسية المزدوجة، الإسرائيليين الأميركيين، وعددهم ما بين 4 إلى 6 أشخاص.

وشدد على أن "حماس" طالبت بدور أميركي في صفقة تبادل شاملة في إطار اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة لمدة طويلة، ينهي التواجد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة ويتيح إعادة إعمار القطاع وإنهاء الحصار.

وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين "ركزوا على مسألة الأسرى مزدوجي الجنسية الذين يحملون الجنسية الأميركية للتمهيد لبحث قضايا أخرى"، لكنه لفت إلى أن "الاتصالات لم تنقطع، رغم عدم التوصل إلى اتفاق"، مشيراً إلى أن اللقاءات تمت بحضور مسؤولين من قطر ومصر.

وأوضح أن "حماس" طالبت الموفدين الأميركيين بالضغط على إسرائيل لاستئناف إدخال المساعدات الإغاثية والغذائية والدوائية والوقود والكرفانات والخيام، وبدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار.

وقالت المصادر القريبة من "حماس" إن مفاوضيها لمسوا تفهماً أميركياً لهذه المطالب، رغم أن إسرائيل لا تبدي ملامح تجاوب مع هذا الشأن.

وانتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، السبت، وفرضت إسرائيل منذ ذلك الحين حصاراً كاملاً على جميع البضائع والمساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، وطالبت حماس بإطلاق سراح المحتجزين المتبقين دون بدء مفاوضات إنهاء الحرب.

ويقول الفلسطينيون إن الحصار قد يؤدي إلى مجاعة بين 2.3 مليون شخص يعيشون في ما تبقى من قطاع غزة.

تهديد ترمب

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وجّه، مساء الأربعاء، تهديداً إلى "حماس" مطالباً إياها بإطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة على الفور، و"إلا فسينتهي أمركم"، وذلك بعد "محادثات مباشرة" بين الحركة الفلسطينية ومسؤول أميركي بشأن الرهائن، ومصير الحرب في القطاع.

وقال ترمب في بيان نشره على منصته "تروث سوشال": "سأرسل إلى إسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، ولن يكون أي عضو في حماس آمناً إذا لم تفعلوا ما أقول.. لقد التقيت للتو برهائنكم السابقين الذين دمرت حياتهم.. هذا تحذيركم الأخير!".

وأضاف: "بالنسبة للقيادة (في حماس)، الآن هو الوقت لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم فرصة.. وأيضاً، إلى سكان غزة: مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتجزتهم رهائن.. إذا فعلتم ذلك، فأنتم هالكون! اتخذوا قراراً ذكياً".

 وأردف البيان قائلاً: "أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا فستدفعون الثمن غالياً لاحقاً.. إطلاق سراح الرهائن الآن، أو ستكون هناك عواقب وخيمة!".

في المقابل، قالت حركة "حماس"، الخميس، إن تهديد الرئيس الأميركي المتكرر للفلسطينيين يشكل دعماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتشديد الحصار على الفلسطينيين في القطاع.

وذكر المتحدث باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، في رسالة نصية لرويترز أن "المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء".

محادثات مباشرة بين حماس وأميركا

وأكدت مصادر في حماس لـ"الشرق" أن مسؤولين في الحركة أجروا مؤخراً محادثات مع مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى آدم بوهلر تركزت حول إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية، ومصير الحرب في قطاع غزة.

وقالت المصادر إن الحركة وافقت على إجراء عملية تبادل لحمَلة الجنسية الأميركية في حال تلقّيها تعهدات كافية من الإدارة الأميركية بأن ذلك سيقود إلى تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتضمن الاتفاق على وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك