أميركا تبلغ إسرائيل اعتزامها بدء سحب قواتها من سوريا خلال شهرين

قوات تركية وقوات أميركية خلال دورية مشتركة شمال سوريا- 8 سبتمبر 2019 - REUTERS
قوات تركية وقوات أميركية خلال دورية مشتركة شمال سوريا- 8 سبتمبر 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إدارة الرئيس دونالد ترمب وجهت بانسحاب تدريجي للقوات الأميركية المتواجدة في سوريا، ستبدأ تنفيذه في غضون الشهرين المقبلين.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمنيين أميركيين أبلغوا أجهزة الأمن الإسرائيلية بقرار الانسحاب من سوريا، مشيرة إلى أن تل أبيب حاولت منع ذلك، لكنها أُبلّغت الآن بأن جهودها باءت بالفشل.

وأشارت إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لا تزال ترفض الاستسلام، وتواصل الضغط على واشنطن لإرجاء سحب قواتها، محذرة من تبعات هذه الخطوة في ظل القلق من احتمال سيطرة تركيا على مزيد من الأصول الاستراتيجية في سوريا الجديدة، بحسب "يديعوت أحرونوت".

ووفقاً للصحيفة فإن نوايا ترمب بسحب القوات الأميركية ليست مفاجئة، فقد سبق وصرح بأن إدارته ستسحب الجنود الأميركيين من المنطقة، في إطار التوجه الانعزالي الذي يقوده، بتأثير جزئي من نائبه جي دي فانس.

وسبق أن كتب ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" عند تصاعد الأحداث عقب سقوط نظام الأسد: "هذه ليست حربنا".

وتستعد واشنطن حالياً للانتقال إلى المرحلة العملية من خطة الانسحاب مع إطلاع دائم للإسرائيليين الذين عبروا خلال المناقشات بين الجانبين عن قلق بالغ من تبعات هذه الخطوة.

تقديرات الانسحاب 

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لـ"يديعوت أحرونوت"، إن الانسحاب، إن حدث، سيكون جزئياً، وإن إسرائيل تحاول منعه خشية تصعيد التوتر مع تركيا، التي تعمل علناً على تعزيز سيطرتها في الساحة بعد سقوط نظام بشار الأسد. 

وتنتشر القوات الأميركية في عدد من المناطق الاستراتيجية في شرق وشمال سوريا، وتشكل عامل استقرار.

ويعتقد في إسرائيل أن انسحاب هذه القوات قد يزيد من "شهية تركيا" للسيطرة على مزيد من الأصول العسكرية الاستراتيجية في الميدان.

ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاستغلال التحولات الجذرية لتحويل بلاده إلى قوة إقليمية، من خلال سوريا، إذ أن خطابه الصادم تجاه إسرائيل منذ اندلاع الحرب لا يُسهم في تهدئة قادة المؤسسة الأمنية والسياسية، في ظل القلق المستمر من اقترابه من الحدود مع إسرائيل، بحسب الصحيفة.

الوجود التركي 

وأوضحت إسرائيل لأنقرة وكذلك لواشنطن أن الوجود التركي الدائم في قواعد مثل تدمر وT4 يُعدّ تجاوزاً لخط أحمر، وقد يمس مباشرة بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية.

وفي اجتماع عُقد الأسبوع الماضي بأذربيجان بين ممثلين إسرائيليين وأتراك، أوضحت تل أبيب أنها ترى أن الحكومة السورية الجديدة مسؤولة عن كل ما يحدث في تلك المناطق، وأن أفعالها ستُواجه بتبعات بما في ذلك العملية العسكرية.

وأبدى الطرفان اهتماماً بتخفيف التوتر، وأطلقا محادثات لإقامة آلية تنسيق، على غرار النموذج الإسرائيلي-الروسي الذي نظّم عمل سلاح الجو في سوريا.

ومع ذلك، فإن الانسحاب الأميركي المرتقب، إلى جانب التعاطف الذي أبداه ترمب تجاه أردوغان خلال لقائه بنتنياهو الأسبوع الماضي، أديا إلى رفع حالة التأهب في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ومن هذه الزاوية، فإن اقتراح ترمب أن يكون وسيطاً بين تل أبيب وأنقرة لا يبعث بالضرورة على الاطمئنان، خصوصاً إذا كانت الترتيبات على الأرض تشير إلى استعداد للانسحاب الأميركي، وفقاً للصحيفة.

وذكرت الصحيفة أنه ليس من قبيل المصادفة أن تذكر مصادر أمنية أن الهجمات على قاعدة T4 هي بمثابة سباق مع الزمن، قبل أن "تغلق أميركا الدكان"، في إشارة إلى سحب القوات الأميركية من سوريا، لافتة إلى أن اللقاء بين ممثلي إسرائيل وتركيا في أذربيجان الأسبوع الماضي كان تقنياً، تناول إقامة آلية تهدئة لمنع حوادث غير مرغوب فيها في سوريا.

ووفقاً لمصدر سياسي فإن "إسرائيل أوضحت بشكل لا لبس فيه خلال اللقاء أن أي تغيير في انتشار القوات الأجنبية في سوريا، وخاصة إقامة قواعد تركية في منطقة تدمر، يُعتبر خطاً أحمر وسيُعدّ كسراً للقواعد".

وأضاف المصدر: "إسرائيل أوضحت في الماضي أن منع هذا التهديد هو من مسؤولية الحكومة في دمشق".

وتقع قاعدة T4 في منطقة تدمر، التي تعرضت إلى قصف من قبل الجيش الإسرائيلي، وتخطط تركيا للانتشار فيها قريباً.

وفسر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن القواعد التركية في منطقة تدمر وسط سوريا البعيدة عن الحدود التركية، تشكل تهديداً على حرية تحرك إسرائيل الجوي في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن القصف الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين لعدة قواعد عسكرية، من بينها قاعدة T4 في منطقة تدمر، وقع بعد وقت قصير من زيارة ممثلين أتراك لتلك القواعد من أجل التمهيد لإمكانية نشر قوات تركية فيها.

تصنيفات

قصص قد تهمك