قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن تحركات القوات الأميركية في سوريا والمناطق المختلفة "تُظهر الطبيعة المرنة للتموضع الدفاعي العالمي للولايات المتحدة"، لافتاً إلى أن الوزارة "تقوم بشكل روتيني بإعادة تخصيص القوات استناداً إلى الاحتياجات التشغيلية والاحتمالات الطارئة".
وأضاف المسؤول رداً على سؤال بشأن مدى صحة الأنباء التي تحدثت عن وجود خطط لسحب جزء من القوات الأميركية في سوريا، أن تحركات تلك القوات "تُظهر قدرتها على الانتشار في جميع أنحاء العالم بسرعة قصيرة لمواجهة التهديدات الأمنية المتطورة".
وجاء هذه التصريحات بعدما ذكرت شبكة CBS NEWS الأميركية، الثلاثاء، أن وزارة الدفاع تخطط لسحب جزء من القوات البالغ عددها نحو ألفي جندي في سوريا، وإعادة تمركز من تبقّى منهم في عدد أقل من القواعد العسكرية.
كما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إدارة الرئيس دونالد ترمب وجهت بانسحاب تدريجي للقوات الأميركية المتواجدة في سوريا، ستبدأ تنفيذه في غضون الشهرين المقبلين.
وذكرت الصحيفة، أن مسؤولين أمنيين أميركيين أبلغوا أجهزة الأمن الإسرائيلية بقرار الانسحاب من سوريا، مشيرة إلى أن تل أبيب حاولت منع ذلك، لكنها أُبلّغت الآن بأن جهودها باءت بالفشل.
وكان مسؤولان دفاعيان قالا، في 5 فبراير الماضي، إن "البنتاجون"، يعمل على وضع خطط لسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، في غضون 30 أو 60 أو 90 يوماً، حسبما أوردت شبكة NBC News حينها.
وأضاف المسؤولان أن ترمب والمسؤولين المقربين منه أعربوا مؤخراً عن اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سوريا، ما دفع مسؤولي "البنتاجون" إلى البدء في وضع خطط للانسحاب الكامل في غضون 30 أو 60 أو 90 يوماً، دون توضيح سياقات تلك التصريحات ومتى أدلى بها ترمب.
وسبق أن سأل أحد الصحافيين ترمب عن التقارير بشأن نيته سحب القوات الأميركية من سوريا، وأجاب: "لا أعرف من قال ذلك، لكننا سنتخذ قراراً بشأن ذلك. نحن لا نتدخل في سوريا. سوريا في حالة فوضى ولديهم ما يكفي من الفوضى هناك إنهم لا يحتاجون مشاركتنا في كل شيء".
وفي ديسمبر الماضي، أعلن "البنتاجون" نشر حوالي ألفي جندي في سوريا، وهو أكثر من ضعف العدد الذي قاله الجيش لسنوات، حوالي 900.
ووصف ناطق باسم "البنتاجون" آنذاك، القوات الإضافية البالغ عددها 1100 جندي في ذلك الوقت، بأنها "قوات تناوب مؤقتة لمدة تتراوح بين 30 إلى 90 يوماً، في حين أن 900 كانوا قوات أساسية تم نشرها لمدة تقترب من عام واحد".
ويقول "البنتاجون"، إن المهمة العسكرية الأميركية الرئيسية في سوريا، تتمثل في إضعاف تنظيم"داعش" ودعم الشركاء المحليين العاملين هناك، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهي تحالف بقيادة الأكراد، لضمان عدم تمكن التنظيم من إعادة بناء ملاذ آمن.
ووقعت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على ما يقرب من ربع الأراضي السورية، الشهر الماضي، اتفاقاً مع دمشق بشأن دمج الهيئات الحاكمة وقوات الأمن التي يقودها الأكراد في الحكومة المركزية.
ويحذر مسؤولون دفاعيون، من أن سحب القوات الأميركية من سوريا يعني التخلي عن "قسد" ويهدد أمن أكثر من 20 سجناً ومخيماً للاجئين، والتي تؤوي أكثر من 50 ألف شخص، بما في ذلك ما يقرب من 9 آلاف من مقاتلي "داعش".
وتتولى قوات "قسد"، تأمين المرافق التي تحتجز الرجال والنساء والأطفال، لكنها تعتمد على الدعم والأموال من الولايات المتحدة وحلفائها لإبقائها تعمل.
في أواخر عام 2019، أمر ترمب وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، بسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، لكن ماتيس عارض الخطة واستقال احتجاجاً على ذلك، لكن ترمب سحب معظم القوات الأميركية، وأعادها لاحقاً واستمر الوجود الأميركي في سوريا منذ ذلك الحين.