حلّ رئيس حكومة المجلس الرئاسي فايز السراج الأحد بتركيا، حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتزامن مع انطلاق المحادثات التشاورية غير الرسمية في المغرب، بين المجلس الأعلى للدولة (الموالي لحكومة المجلس الرئاسي في طرابلس)، والبرلمان الليبي.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان استقبل رئيس حكومة المجلس الرئاسي فايز السراج، في قصر وحيد الدين بمدينة إسطنبول، من دون ذكر تفاصيل عن موضوع هذا اللقاء. ونشرت قناة "تي آر تي" التركية صوراً لاستقبال أردوغان للسراج.
وأفاد المكتب الإعلامي للسراج، بأن الاجتماع تناول مستجدات الأوضاع في ليبيا، وآفاق التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين الصديقين"، لافتاً إلى أنه جدد دعم تركيا لـ"المبادرة القاضية بنزع السلاح من سرت والجفرة، واستئناف مسارات برلين، ووقف إطلاق النار واستئناف إنتاج وتصدير النفط".
كما بحث الجانبان ملف عودة الشركات التركية لاستكمال مشاريع البنى التحتية المتوقفة في ليبيا، والمساهمة في مشاريع جديدة.
وتزامنت زيارة السراج إلى تركيا، الداعمة الرئيسية لحكومة المجلس الرئاسي، مع انطلاق المحادثات التشاورية في بلدة بوزنيقة، في ضواحي العاصمة المغربية الرباط، بين ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة، وممثلين عن مجلس النواب الليبي، ومقره طبرق (شرق ليبيا).
بوريطة: الليبيون اختاروا جدول أعمالهم
وخلال افتتاحه المحادثات، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن "الصراع في ليبيا خلف دماراً واسعاً، ولكن الليبيين بإمكانهم تغليب روح المسؤولية"، مضيفاً: "فتحنا المجال أمام حوار ليبي-ليبي، من دون أي تدخل، فالليبيون هم من اختاروا جدول أعمالهم".
ونفى بوريطة أن يكون للمغرب "أي مبادرة لحل الأزمة الليبية"، وأكد أن "الليبيين ينتظرون أخباراً سارة".
ومن المنتظر أن يستمر الحوار الليبي، تحت الرعاية المغربية، يومي الأحد والاثنين، بين خمسة أعضاء من كلّ من مجلس النواب الليبي، والمجلس الأعلى للدولة، في إطار جولة من مشاورات تمهيدية، قبل الدخول في مناقشة تفاصيل المناصب السيادية، وهيكلة مؤسسات الدولة، ومسألة تثبيت وقف النار.
ويرتقب أن تعلن الوفود الليبية، أهم النقاط التي جرى الاتفاق حولها في اليوم الأول من المفاوضات، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج اليوم الثاني.
ويأتي اللقاء بعد أسابيع من زيارة كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إلى المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي.
كما يأتي بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز للمغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية، والشركاء الإقليميين والدوليين لإيحاد حل للازمة هناك.
وقال يوسف عقوري رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي في افتتاح الاجتماعات: "سنبذل قصارى جهدنا لتجاوز الماضي، والتوجه لرأب الصدع والسير نحو بناء الدولة الليبية القادرة على انهاء معاناة الليبيين، وتحقيق الاستقرار والتطلع لبناء المستقبل الزاهر".
كما قال عبد السلام الصفراوي رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا إنهم يتطلعون "في لقائنا هذا إلى العمل على كسر حالة الجمود، واستئناف العملية السياسية وعقد لقاءات بناءة مع شركائنا في مجلس النواب من أجل الوصول إلى حل توافقي سياسي وسلمي".
وأضاف: "في ظل الانقسام السياسي والمؤسساتي يتوجب على مجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة تحمل مسؤوليتهما في الإسراع في إيجاد حل لهذه الأزمة، وحفظ البلاد من التقسيم والحفاظ على المسار الديمقراطي وتجنيب بلادنا من سوء حرب جديدة لا سمح الله".