قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الخميس، إن بلاده تحتاج إلى موقف حازم من الاتحاد الأوروبي بشأن "استفزازات" تركيا المستمرة في شرق المتوسط.
وذكر أناستاسيادس عبر حسابه على "تويتر" أنه أجرى محادثات هاتفية "بناءة" مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، وناقش معهما الوضع في قبرص وشرق المتوسط.
كما تطرقت المباحثات الهاتفية إلى تنسيق الجهود لوقف تركيا عملياتها "غير القانونية" في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وتحقيق السلام والاستقرار، بحسب أناستاسيادس.
من ناحية أخرى، قالت وكالة الأنباء القبرصية نقلاً عن بيان لمدير المكتب الإعلامي لأناستاسيادس، إن ميركل وكونتي عبرا للرئيس القبرصي عن دعمهما الكامل لبلاده وحقوقها السيادية في ما يخص "استفزازات" تركيا وممارساتها "غير القانونية" في المنطقة الاقتصادية القبرصية الخالصة.
ألمانيا ستستخدم لغة التهديد
إلى ذلك، قالت وكالة أنباء "ANA-MPA" اليونانية نقلاً عن السفير الألماني لدى اليونان إرنست رايخل، الخميس، إن برلين خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي، وربما في المجلس الأوروبي المقبل، ستستخدم لغة التهديد بفرض عقوبات مع تركيا، واحتمال تدهور علاقتها مع الاتحاد بشكل عام.
وأضاف السفير أمام لجنة الشؤون الأوروبية بالبرلمان اليوناني أن المجلس الأوروبي سيلوح لتركيا قريباً "بعصا العقوبات"، لافتاً إلى "إننا نتعامل مع جارة صعبة المراس، وهذه مشكلة نعاني منها ليس مع تركيا فحسب، وإنما روسيا أيضاً جارة صعبة المراس. أعتقد أن الحل هو سياسة العصا والجزرة. أود القول إن المجلس الأوروبي سيلوح بالعصا لتركيا قريباً جداً".
ولفت السفير إلى أن المسألة مع تركيا مهمة للغاية بالنسبة للرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي. وتابع أن ميركل ووزير الخارجية هايكو ماس، قاما بتحليل شامل لقضية العلاقات مع أنقرة، مشيراً إلى أن ميركل تولي اهتماماً كبيراً لمنع تفجر صراع عسكري، ووقف التصعيد، وترسيم الحدود سلمياً في المناطق البحرية.
وأشار إلى انسحاب سفينة التنقيب التركية "أوروتش رئيس" مطلع الأسبوع، وقال: "إذا نجحنا، فقريباً جداً سننتقل إلى المرحلة التالية، وهي بدء ما يسمى الاتصالات الاستطلاعية".
وكانت صحيفة "إيكاثمريني" نقلت عن رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس قوله في مؤتمر صحافي مع رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الثلاثاء، إن اليونان مستعدة لإجراء محادثات استطلاعية مع تركيا بشأن تعيين حدود المناطق البحرية، بشرط أن ترى دليلاً ملموساً على وقف التصعيد من جانب أنقرة.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد تلفزيون "تي آر تي" التركي على "تويتر" بأن الاجتماع الفني الرابع بين الوفدين العسكريين التركي واليوناني انطلق الخميس، في مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأضاف أن الاجتماع يناقش طرق فض النزاع في شرق البحر المتوسط.
أردوغان يهاجم ماكرون
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح لأحد بعزلها داخل شواطئها، رغم امتلاكها أطول سواحل على البحر المتوسط، مضيفاً: "نظراؤنا (في شرق المتوسط) أدركوا أن لغة التهديد لا تنفع، وأن تركيا لن تخضع للابتزاز وقطاع الطرق".
وصعد أردوغان أيضاً مع فرنسا التي اتخذت موقفاً مؤيداً للموقف القبرصي واليوناني، ووصفه بأنه "عديم الكفاءة"، في حلقة جديدة من مسلسل الإهانات المتبادلة بين زعيمي البلدين.
وتبادل أردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور، بعدما اتّخذا مواقف متناقضة حيال نزاعات عدة بدءاً من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، ووصولاً إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية.
وأثار ماكرون حفيظة أنقرة الأسبوع الماضي، عندما أشار إلى أن تركيا "تستحق شيئاً مختلفاً" عن طريقة تعاطي حكومة أردوغان مع الشؤون الخارجية.
وقال أردوغان خلال اجتماع عبر الإنترنت لحزبه الحاكم "العدالة والتنمية" إن منطق ماكرون في تحميل تركيا مسؤولية مشاكل المنطقة غير مجدٍ"، وتساءل: "إذا تخلّت تركيا عن كل شيء، فهل سيكون بوسع فرنسا التخلص من الفوضى التي أثارها الشخص الطموح وعديم الكفاءة الذي يترأسها، وتبني سياسة قائمة على المنطق؟".
ويتفاقم العداء بين الرئيسين منذ حذّر ماكرون في نوفمبر من أن عدم رد حلف شمال الأطلسي (ناتو) على العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، كشف أن الحلف يعاني من "موت دماغي".
والشهر الماضي، زادت وتيرة النزاع بعدما أرسلت فرنسا قطعاً بحرية إلى شرق المتوسط، لمساعدة السفن الحربية اليونانية التي أرسلت في مواجهة تلك التركية في المياه المتنازع عليها.
وماكرون ليس الزعيم الأوروبي الوحيد الذي يهاجم أردوغان، إذ كثرت التصريحات الصادرة عن المفوضية الأوروبية في الأسابيع القليلة الماضية على خلفية الأزمة مع قبرص واليونان، حتى إن الاتحاد الأوروبي سيناقش الأسبوع المقبل مسألة فرض عقوبات على تركيا.