ماكرون يتصل بالقادة اللبنانيين للإسراع في تشكيل الحكومة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي في مقر السفير الفرنسي ببيروت. 1 سبتمبر 2020 - AFP
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي في مقر السفير الفرنسي ببيروت. 1 سبتمبر 2020 - AFP
دبي- وكالات

أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، اتصالات هاتفية بالقادة اللبنانيين لمناقشة الجهود المتعثرة لتشكيل حكومة جديدة، وسط مساعي باريس للدفع بمبادرتها لإخراج لبنان من أزمته المالية العميقة.

وأفادت الرئاسة اللبنانية على "تويتر"، بأن الرئيس ميشال عون تلقى اتصالاً من ماكرون "تناول الوضع الحكومي وضرورة الاستمرار في المساعي لتأمين ولادة الحكومة في أقرب وقت ممكن".

وقال مصدر دبلوماسي لـ"رويترز"، إن ماكرون اتصل أيضاً برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، وكذلك اتصل برئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، الخميس، طالباً منه التحلي بالهدوء وعدم التنحي عن مسؤولية تأليف الحكومة.

وتأتي الاتصالات الفرنسية بعد 3 أيام من انقضاء الموعد النهائي المحدد بين باريس والزعماء اللبنانيين لتشكيل الحكومة، ووصول العملية إلى طريق مسدود، بسبب إصرار الثنائي  "حزب الله" (الذي يواجه عقوبات اقتصادية دولية) وحليفته حركة "أمل" (يتزعمها بري)، على تسمية وزرائه والتمسك بحقيبة المال.

ويعارض أديب الأمر مصرّاً على تشكيل "حكومة بمهمة محددة"، بناء على ما التزمته القوى السياسية أمام ماكرون خلال زيارته الثانية لبيروت في 1 سبتمبر، والتي أتت بعد شهر تقريباً من زيارته الأولى غداة انفجار المرفأ.

أديب  خلال مؤتمر صحافي بعد تكليفه تشكيل الحكومة - في 31 أغسطس 2020 - AFP
أديب خلال مؤتمر صحافي بعد تكليفه تشكيل الحكومة. 31 أغسطس 2020 - AFP

وأكدت كتلة "حزب الله" البرلمانية رفضها "القاطع" أن "يسمي أحد عنا الوزراء الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة.. وأن يضع حظراً على تسلّم المكوّن الذي ننتمي إليه حقيبة وزارية ما، خصوصاً حقيبة وزارة المال"، في إشارة إلى اقتراح أديب بتداول الوزارات بين الطوائف.

ونقلت مصادر، أمس الخميس، أن أديب وافق "نتيجة تفاهم غالبية القوى السياسية اللبنانية، على تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية، في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الإصلاحات فوراً"، وبالتالي فإن "أي طرح آخر (في إشارة إلى شرط حزب الله وحركة أمل) سيفترض مقاربة مختلفة للحكومة الجديدة، وهذا لا يتوافق مع المهمة التي كُلف من أجلها".

أديب يتريّث

وبعد ساعات، أعلن أديب أنه سيمنح المزيد من الوقت لمحادثات تشكيل الحكومة في محاولة أخيرة لتبديد العراقيل، التي يبدو أنها أتت بعد اتصال ماكرون لثنيه عن التنحي.

وقال أديب بعد زيارته القصر الرئاسي في منطقة بعبدا (شرق بيروت)، إنه ناقش مع عون "الصعوبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة. مع الوعي الكامل بأننا لا نملك ترف الوقت".

وأضاف: "أعوّل على تعاون الجميع من أجل تشكيل حكومة تكون صلاحياتها إنفاذ ما اتُّفق عليه مع الرئيس ماكرون"، لافتاً إلى اتفاقه مع عون "على التريث قليلاً لإعطاء المشاورات الجارية مزيداً من الوقت".

ومنذ انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، تمارس فرنسا ضغوطاً على القوى السياسية لتشكيل حكومة سريعاً تنكبّ على إجراء إصلاحات عاجلة، مقابل حصولها على دعم دولي لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية غير المسبوقة منذ الحرب الأهلية (بين 1975 و1990).

عون يستقبل ماكرون في مطار بيروت في 6 أغسطس 2020 بعد يومين من انفجار المرفأ - AFP
عون يستقبل ماكرون في مطار بيروت في 6 أغسطس 2020 بعد يومين من انفجار المرفأ - AFP

وأبدت الرئاسة الفرنسية الأربعاء أسفها لـ"عدم احترام التعهدات التي قطعها السياسيون خلال زيارة ماكرون لتشكيل الحكومة خلال 15 يوماً".

وقال قصر الإليزيه: "لم يفت الأوان بعد. على الجميع تحمّل مسؤولياتهم من أجل مصلحة لبنان فقط والسماح بتشكيل حكومة بمستوى خطورة الوضع".

إضرار بالمبادرة الفرنسية

وفي مؤتمر صحافي، الجمعة، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن مطالب "حزب الله" وحركة "أمل" تضرب المبادرة الفرنسية "في الصميم". 

وقال جعجع: "آمل بأن أكون مخطئاً، لكنها تعطلت.. ماذا يمكن أن يخلّصها الآن؟".

وأشار إلى أن الإذعان لمطالب الثنائي سيدفع بقية الأحزاب إلى طرح مطالب، وهو ما سيعرقل الإصلاحات.

وعما يتوقعه في حال تبددت الفرصة الفرنسية، قال جعجع: "مزيد من الانهيار لكن بسرعة أكبر".