أرمينيا تدين التدخل التركي في ناجورنو قره باغ وتحذر من "إبادة جماعية"

صورة من شريط فيديو يظهر أفراداً من الجيش الأذربيجاني وهم يطلقون نيران المدفعية خلال اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجورنو قره باغ، سبتمبر 2020.  - via REUTERS
صورة من شريط فيديو يظهر أفراداً من الجيش الأذربيجاني وهم يطلقون نيران المدفعية خلال اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجورنو قره باغ، سبتمبر 2020. - via REUTERS
دبي-الشرق

تتواصل الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، في إقليم ناجورنو قره باغ، والتي أسفرت عن مقتل عسكريين ومدنيين في أعنف اشتباكات بين الجانبين منذ عام 2016، بينما تتبادل الجارتان الاتهامات بينهما، بشأن إشعال المواجهات، إذ تقول أذربيجان إنها شنت "عملية مضادة" رداً على "العدوان" الأرميني، فيما تتهم الحكومة الأرمينية أذربيجان بـ"إعلان الحرب" على شعبها. 

وجددت المعارك الأخيرة القلق بشأن عدم الاستقرار في جنوب القوقاز، وهو ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.

وقالت وزارة الخارجية الأرمينية الاثنين، إن أذربيجان هي التي بدأت "العدوان"، وتلجأ إلى نشر "أكاذيب" من خلال اتهام أرمينيا بالتحريض على الأعمال "العدائية".

ونقلت وكالة أنباء أرمنبريس الرسمية، عن بيان للخارجية الأرمينية، أنه في مواجهة الموقف الموحد للمجتمع الدولي، الذي يدين استخدام القوة وتقويض السلام الإقليمي والأمن "يلجأ الجانب الأذربيجاني إلى نشر أكاذيب واضحة، من خلال اتهام الجانب الأرميني بالتحريض على الأعمال العدائية.. هناك حقائق لا يمكن إنكارها وهي أن أذربيجان هي التي بادرت بهذا العدوان".

لهذه الأسباب تدعم تركيا أذربيجان

وأشارت الخارجية الأرمينية، إلى أن حقيقة رفض أذربيجان في 25 سبتمبر طلب الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمراقبة خط الاتصال "يكشف بوضوح أهداف أذربيجان للتستر على خططها لإطلاق العنان للحرب".

وذكرت أن أذربيجان "شجبت علانية عملية السلام على مستوى الرئيس (إلهام) علييف ووضعت هدفاً لحل نزاع ناجورنو قره باغ من خلال شن حرب شاملة.. لهذا الغرض تتلقى أذربيجان دعماً عسكرياً وسياسياً واسع النطاق من تركيا". وقالت الوزارة إن الخبراء العسكريين الأتراك "يقاتلون جنباً إلى جنب مع أذربيجان التي تستخدم الأسلحة التركية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والطائرات الحربية".

وتابعت: "بحسب مصادر موثوقة، تقوم تركيا بتجنيد ونقل مقاتلين إرهابيين أجانب إلى أذربيجان. في غضون ذلك تقدم تركيا دعماً سياسياً ودعائياً كاملاً لأذربيجان على أعلى مستويات قيادتها".

ولفتت الخارجية الأرمينية، إلى أن الوضع على الأرض يشير بوضوح إلى أن شعب ناجورنو قره باغ يقاتل ضد "التحالف التركي الأذربيجاني"، محذرة من أن هذا التحالف الذي "يتخذ طابع الإبادة الجماعية يشكل تهديداً خطيراً لشعوب المنطقة". ومضت قائلة: "تركيا، التي أبادت قبل قرن من الزمن الشعب الأرميني في وطنه التاريخي وما زالت تبرر هذه الجريمة حتى الآن، تدعم الآن أذربيجان بكل الوسائل الممكنة لتنفيذ أعمال الإبادة الجماعية نفسها في جنوب القوقاز".

وعبرت الوزارة عن "ثقة أرمينيا التامة في أن المغامرة العسكرية الأذربيجانية ستفشل، وستضطر أذربيجان إلى التخلي عن نيتها في حل النزاع بالوسائل العسكرية والتحدث إلى شعب ناجورنو قره باغ، ليس من خلال وابل المدفعية، ولكن على طاولة المفاوضات".

وندد السفير الأرميني في الإمارات مهير مكرتوميان، بـ"التدخلات التركية الصارخة" في الصراع بين بلاده وأذربيجان، مؤكداً على "وجود دعم عسكري من قبل أنقرة للجيش الأذربيجاني".

وأوضح مكرتوميان في تصريح خاص لـ"الشرق"، أن "تركيا وفرت خبراء عسكريين لدعم أذربجيان في معركتها ضدنا"، مضيفاً أن "أنقرة وباكو قامتا بمناورة عسكرية مشتركة منذ شهر"، وهذا يدلل على أن "الهجوم على بلدنا كان مخططاً له مسبقاً".

ورداً على سؤال "الشرق"، حول أي دور عسكري روسي في الصراع الحالي، نفى السفير الأرميني وجود أي دعم عسكري لبلاده من طرف موسكو في الأزمة الحالية"، مشيراً إلى أن "روسيا تُعد حليفاً استراتيجياً لبلاده، وتسعى لحل الأزمة عبر التسوية السياسية".

وناشد السفير الأرميني دول الشرق الأوسط دعم بلاده، لمواجهة "التوسع التركي في منطقة آسيا الصغرى".

أذربيجان: نخوض حرباً عظمى

في المقابل، قال حكمت حاجييف، مساعد رئيس أذربيجان الاثنين، إن على أرمينيا أن تتخلى عن موقفها "العدواني"، مشيراً إلى أن بلاده تخوض معها "حرباً وطنية عظمى".

ونقلت وكالة أذرتاج الرسمية للأنباء عن حاجييف قوله: "نريد أن تتخلى أرمينيا من موقفها العدواني. هذه هي الحرب الوطنية العظمى بالنسبة لنا".

وذكر حاجييف أن مواقف رؤساء بعض المنظمات الدولية "غير مقبولة"، مشيراً إلى أن رئيس منظمة الدول الأميركية أدلى ببيان "منحاز"، دون اعتبار مواقف الدول الأعضاء فيها، كما عبر عن عدم قبول موقف الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية.

وأضاف: "نريد أن نرى الموقف الحقيقي للدول في هذه اللحظة.. يجب أن يناشد المجتمع الدولي أرمينيا وقف الاحتلال".

وأكد سفير أذربيجان في دولة الإمارات العربية المتحدة ماهر علاييف في تصريخ خاص لـ"الشرق"، أن بلاده "لم تتلق دعماً عسكرياً من تركيا"، موضحاً أن جيش بلاده "قادر على ردع القوات الأرمينية".

وشدد علاييف على أن "أرمينيا هي من بادر بخرق الهدنة الموقعة بين البلدين، والجيش الأذربيجاني يتصدى للهجمات الأرمينية داخل الحدود".

وأضاف علاييف أن "أرمينيا تروج لوجود مقاتلين مأجورين، برفقة القوات المسلحة الأذربيجانية في الحرب"، ووصف هذه الإدعاءات بـ"الكاذبة"، ودلل على ذلك بـ"التناقض بين تصريحات سفيري أرمينيا في موسكو وأبوظبي حول أعداد هؤلاء المقاتلين".