الرئيس الأميركي بعد 100 يوم من توليه المنصب: سياساتي ضرورية لعلاج بلد مريض

ترمب: بوتين "يماطلني قليلاً" في محادثات أوكرانيا.. والصين تستحق الرسوم الجمركية

دبي -الشرق

تحدث الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن أداءه خلال الأيام الـ 100 الأولى من ولايته الثانية في البيت الأبيض، خلال مقابلة مع شبكة ABC News، تناول فيها مجموعة واسعة من القضايا، إذ اعتبر أن الصين "تستحق الرسوم الجمركية"، فيما أقر بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يماطله" في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، ووجه انتقادات متكررة إلى سلفه جو بايدن.

وتطرق ترمب، خلال المقابلة التي أُجريت في البيت الأبيض، إلى قضايا عدة بدءاً من الاقتصاد إلى الهجرة ووزارة الكفاءة الحكومية DODE، والصلاحيات التنفيذية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، إذ سعى إلى طمأنة الأميركيين القلقين من الوضع الاقتصادي. 

وادعى ترمب الفضل في ما قال إنها "تخفيضات" في أسعار البنزين والمواد الغذائية، مشيراً بشكل خاص إلى البيض، الذي أصبح قضية محورية خلال حملة انتخابات عام 2024، في حين أشاد بعدد من مسؤولي إدارته، بينهم وزير الدفاع بيت هيجسيث، والملياردير إيلون ماسك، الذي يتولى رئاسة وزارة الكفاءة الحكومية.

الصين "تستحق" الرسوم الجمركية

ودافع الرئيس الأميركي، عن سياساته الاقتصادية المثيرة للجدل، في محاولة منه لطمأنة الأميركيين القلقين من الأوضاع الاقتصادية المتقلبة، فيما اعتبر أن الصين "تستحق الرسوم الجمركية" التي تبلغ 145%.

وقال إنه سبق وأن نبّه، خلال حملته الانتخابية، إلى أن الأميركيين "سيشهدون فترة انتقالية"، وأضاف ترمب: "لقد قلت كل هذا أثناء الحملة، قلت إنه ستكون هناك فترة انتقالية، لقد تم استغلالنا من كل دول العالم، كانوا يسخرون منا، وكانوا يظنون أننا أغبياء.. وقد كنا كذلك، وقلت: هذا لن يحدث بعد الآن". 

وعندما سُئل عن النسبة التي فرضها على الصين وهي 145باعتباها بمثابة "حظر تجاري"، قال ترمب: "هذا جيد، إنهم يستحقون ذلك".

وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الرسوم الجمركية على الصين تبلغ حالياً 145%، فيما أكدت بكين أنها "ليست مهتمة بالدخول في معارك"، لكنها لا تخشى التهديدات الأميركية.

ورغم أن ترمب حث الأميركيين مؤخراً على الصمود، مع دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ، قائلاً إن "النتائج النهائية ستكون تاريخية"، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى قلق واسع بين الأميركيين حيال هذه السياسات.

مماطلة بوتين

وتطرقت المقابلة إلى الوضع في أوكرانيا ومفاوضات السلام التي يتوسط فيها ترمب لإنهاء 3 سنوات من الحرب، قائلاً: "لو لم أكن أنا، أعتقد أن بوتين كان سيستولي على البلاد كلها، لذا عندما غادرت منصبي، لم تكن هناك أي فرصة لحدوث ذلك. وعندما تدخل بايدن، لن أقول ما إذا كان قد تعامل مع الأمر بشكل صحيح أم لا، ولكن من الواضح أنه لم يكن جيداً، لأن الحرب بدأت".

وحول ما ذا كان الرئيس الروسي يماطله، قال ترمب: "هذا ممكن. نعم، ممكن، بالتأكيد. ربما يماطلني قليلاً".

وتابع قائلاً: "أعتقد أن بوتين أراد أوكرانيا كاملة"، مدعياً أن "بوتين قرر غزو أوكرانيا لأن بايدن كان في السلطة". وأضاف: "أعتقد أنه لو لم أفز بالانتخابات، كان سيستولي على أوكرانيا بأكملها، لكن بسببي، أعتقد أنه مستعد لوقف القتال". 

وفي منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، أكد ترمب أنه "لا يوجد مبرر لإطلاق بوتين صواريخ على مناطق مدنية، مدن وبلدات، في الأيام الأخيرة"، مضيفاً: "هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد وقف الحرب، بل يماطلني، ويجب التعامل معه بطريقة مختلفة، من خلال العقوبات المصرفية أو العقوبات الثانوية؟ الكثير من الناس يموتون". 

ودعت الولايات المتحدة، الثلاثاء، روسيا وأوكرانيا إلى تقديم مقترحات ملموسة لإنهاء الحرب، وهددت بوقف دورها كوسيط في حال عدم إحراز تقدم.

وكان الرئيس الروسي، أعلن الاثنين، وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في مايو بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه في الحرب العالمية الثانية، "يوم النصر"، في خطوة بدت وكأنها تهدف إلى الإشارة إلى أن موسكو لا تزال مهتمة بالسلام، فيما تساءلت أوكرانيا عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف إطلاق نار يستمر 30 يوماً على الأقل، تبدأ على الفور.

اقرأ أيضاً

هدنة بوتين المؤقتة في "يوم النصر" تربك حسابات ترمب بشأن وقف إطلاق النار بأوكرانيا

أعلنت روسيا هدنة مؤقتة جديدة في أوكرانيا بمناسبة "يوم النصر"، مما أثار انتقادات من الولايات المتحدة التي تسعى للتفاوض على اتفاق دائم للسلام.

وسعت كل من كييف وموسكو إلى إظهار أنهما تحرزان تقدماً نحو هدف ترمب المتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام سريع، بعد أن هددت الولايات المتحدة بالتخلي عن مساعيها لتحقيق السلام.

سمعة أميركا الخارجية 

وبعد يوم واحد من تصويت الكنديين لصالح حكومة ليبرالية رابعة بقيادة مارك كارني، الذي عُرف بانتقاداته الحادة لرسوم ترمب الجمركية وتهديداته بضم كندا للولايات المتحدة، قلل ترمب من أهمية تدهور العلاقات مع كندا.

ورداً على سؤال يتعلق بتراجع سمعة الولايات المتحدة في هده، قال ترمب: "لا، أعتقد أنها تحسنت كثيراً، وأعتقد أننا بلد يحظى بالاحترام من جديد. لقد كانوا يسخرون منا في كل مكان".

وكان الرئيس الأميركي محوراً رئيسياً في انتخابات كندا، بسبب تصريحاته بشأن ضم كندا لتصبح الولاية 51، وقضية الرسوم الجمركية.

اقرأ أيضاً

بين اقتصادي يتحدى ترمب ومحافظ يتوعد أميركا.. الكنديون يصوتون في الانتخابات

يتوجه الكنديون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تُخيّم عليها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتهديداته بضم بلادهم.

وكانت هيئة الإحصاء الكندية أفادت، مارس الماضي، بتراجع عدد الرحلات البرية للمقيمين في كندا من وإلى الولايات المتحدة تراجع بنسبة 23% في فبراير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مسجلاً ثاني شهر توالياً من الانخفاض السنوي.

وكان التراجع في يناير وفبراير أول انخفاض سنوي يُسجَّل منذ مارس 2021، إذ يأتي في وقت يتبنى فيه العديد من الكنديين مقاطعة العطلات والمنتجات الأميركية، بعد أن هدّد ترمب باستخدام "القوة الاقتصادية" لضم كندا وفرض رسوم جمركية مدمّرة عليها.

وتُعدُّ الولايات المتحدة الوجهة الأكثر شعبية للرحلات الدولية بين الكنديين، وتسجل كندا عجزاً دائماً في تجارة الخدمات مع الولايات المتحدة، ويرجع ذلك أساساً إلى قطاع السفر.

انتقاد بايدن 

وخلال المقابلة، وجه ترمب اتهامات متكررة لبايدن بـ"عدم الكفاءة"، وألقى عليه باللوم في العديد من التحديات التي تواجهها إدارته. 

وتطرقت المقابلة إلى قرار ترمب بشأن حجب المعلومات الأمنية عن خصومه السياسيين واستهدافه لبعض مكاتب المحاماة، قائلاً "دعني أقول لك ما يجب أن تسأل عنه. لم يتعرض أي رئيس في تاريخ هذا البلد للاضطهاد كما تعرضت له أنا، على يد أشخاص فاسدين للغاية. أشخاص غير نزيهين وبشعين. وهذا الأمر تم إثباته". 

وأضاف ترمب: "أنا لا ألاحق خصومي السياسيين (...) بايدن فعل شيئاً ضدي، وأنا فعلت شيئاً ضده. وتعرف لماذا؟ لأنه غير كفؤ تماماً. هذا ليس شخصاً يجب أن يُسمح له بالنظر في أمور شديدة السرية". 

ووصف ترمب استخدامه غير المسبوق للصلاحيات الرسمية في تنفيذ أجندته بأنه "ضرورة لعلاج بلد مريض". 

وأضاف: "كل ما أفعله هو تطبيق سياسة (لنجعل أميركا عظيمة مجدداً). لدينا بلد كان فاشلاً. بلد كان موضع سخرية في جميع أنحاء العالم. كان لدينا قائد غير كفءٍ إطلاقاً (...) ما كان ينبغي أن يكون هناك أبداً". 

وسعى إلى طمأنة ناخبيه الذين ربما يشعرون بالقلق من احتمال ارتفاع التضخم نتيجة الرسوم الجمركية، وقال ترمب إنه "وفّى بوعد حملته الانتخابية الأساسي بخفض الأسعار منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض". 

وقال ترمب: "لقد هاجموني في الأسبوع الأول بعبارات من نوع: البيض، البيض، البيض، وكأن الأمر كان خطأي. قلت لهم: لم أتسبب في هذه المشكلة، بل بايدن هو من تسبب بها. ما مشكلة البيض؟ فقالوا: لقد تضاعف سعره. حسناً، أسعار البيض انخفضت بنسبة 87% منذ أن تدخلت". 

سياسات الهجرة والكفاءة الحكومية 

وعن الأساليب التي يعتمدها للحد من العبور غير القانوني على الحدود الجنوبية، قال ترمب: "حسناً، تبدو ناجحة". 

وروج ترمب لسياسات إدارته الخاصة بالهجرة، ورد على المخاوف المتعلقة بترحيل بعض الأشخاص المقيمين في الولايات المتحدة بشكل خاطئ، مؤكداً أن السلطات تتوخى "الحذر" في إجراءاتها.

وقال: "حسناً، هم يحصلون على إجراء نتبعه لإخراجهم، نعم. إذا دخل الناس إلى بلدنا بشكل غير قانوني، فهناك معيار مختلف. هؤلاء غير شرعيين. لقد دخلوا بشكل غير قانوني". 

وعندما سُئل لاحقاً عن تعليقات المدون جو روجان، وهو مؤيد للرئيس، التي قال فيها إنه على السلطات منح المُرحلين حق الإجراءات القانونية الواجبة لأن "علينا أن نحذر من أن نصبح وحوشاً ونحن نقاتل الوحوش"، أجاب ترمب أنه يتفق مع هذا الرأي. 

وقال: "حسناً، أتفق مع ذلك 100%. نريد أن نكون حذرين. نحن حذرون. ونقوم بأمر لا بد من تنفيذه. بلدنا مريض جداً". 

وتحدث ترمب عن وزارة الكفاءة الحكومية التي يتولاها إيلون ماسك، قائلاً إنها أحالت عدداً من قضايا الاحتيال إلى وزارة العدل بهدف الملاحقة القضائية. 

وعما إذا كانت الوزارة، التي خفضت برامج الغذاء والأبحاث الطبية وغير ذلك، قد تجاوزت الحدود بسرعة وتهور، أجاب ترمب بالنفي، مؤكداً أن الوزارة وفرت مليارات الدولارات.

وقال: "وجدنا هدراً واسعاً، واحتيالاً، واستغلالاً، ووجدنا الكثير من حالات الاحتيال. كانت هناك أمور احتيالية تحدث، وأنهيناها، وهؤلاء الأشخاص سيدفعون الثمن"، مشيراً إلى إحالة عدد من القضايا إلى وزارة العدل.

وتعمل إدارة ترمب على تعزيز سيطرتها بشأن تعيين الموظفين الفيدراليين أو إقالتهم، عبر تمكين وكالة رئيسية لمواصلة بعض جهود ماسك الرامية إلى تقليص حجم الحكومة، مع تراجع الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" عن انخراطه في واشنطن.

تصنيفات

قصص قد تهمك