أعلن مسؤول أمني سوري، الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لـ"ضمان عودة الأمن والاستقرار"، وذلك بعد اشتباكات مع مجموعة وصفها بـ"الخارجة عن القانون"، ما أسفر عن سقوط 16 شخصاً من قوات الأمن العام.
وبالتزامن مع هذا الإعلان وصل وفد من مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء إلى مدينة داريا بريف دمشق لعقد اجتماع مع مسؤولين في الحكومة السورية، بهدف إيجاد "حل سريع" للأزمة في أشرفية صحنايا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سورية.
وقال مدير مديرية أمن ريف دمشق، حسام الطحان، لوكالة الأنباء السورية "سانا"، الأربعاء: "نعلن انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار".
وفي السياق، عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، الأربعاء، عن "قلقه البالغ" إزاء العنف في البلاد، لا سيما في ضواحي دمشق وحمص.
وقالت الأمم المتحدة، في بيان: "يشعر (المبعوث جير بيدرسن) بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بسقوط ضحايا ومصابين مدنيين، وكذلك بين أفراد الأمن، واحتمال تفاقم الوضع الهش للغاية"، وفق تعبيره.
وتأتي هذه التحركات بعد اندلاع أعمال عنف في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية، بالقرب من دمشق، الثلاثاء، وأفادت التقارير حينها بسقوط أكثر من 12 شخصاً.
"خارجة عن القانون"
وذكر الطحان، في بيان، أوردته وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، إنه "على خلفية الأحداث التي شهدتها جرمانا خلال اليومين الماضيين، تم التوصل إلى اتفاق مع وجهاء المدينة يقضي بوقف إطلاق النار، وتسليم جثامين الضحايا الذين قُتلوا داخل المدينة، وقد باشرت الجهات المختصة بتنفيذ بنود هذا الاتفاق فوراً".
وأشار إلى أن "قوات إدارة الأمن العام باشرت بالانتشار في محيط مدينتي صحنايا وأشرفية صحنايا لتأمين المنطقة، ومنع وقوع أي أعمال عدائية".
وتابع: "إلا أن مجموعات خارجة عن القانون تسللت، ليل الاثنين، إلى الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية صحنايا، واستهدفت كل تحرك مدني أو أمني"، مشيراً إلى أنها أسفرت عن سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين ومن عناصر قوات الأمن العام.
ولفت الطحان إلى أن تلك المجموعات "صعّدت اعتداءاتها، صباح الأربعاء، حيث هاجمت نقاطاً وحواجز أمنية على أطراف المدينة"، مضيفاً أنها أسفرت عن سقوط 11 عنصراً من قوات إدارة الأمن العام.
وذكر أنه "في محاولة لاحتواء الموقف وحقن الدماء، تدخل عدة جهات لوقف عمليات إطلاق النار، إلا أن المجموعات نكثت بتعهدها مجدداً، وهاجمت نقطة أمنية جديدة"، لافتاً إلى سقوط 5 عناصر إضافيين من قوات الأمن العام، ليبلغ إجمالي عدد الضحايا 16 شخصاً.
وشدد على أن "رجال إدارة الأمن العام في جميع أنحاء سوريا يؤدون واجبهم في حماية أمن الوطن والمواطن، وأن أي اعتداء عليهم هو اعتداء على استقرار البلاد ومساعي السلم الأهلي". وأكد أنه سيتم "اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة".
وفد درزي
وجاء البيان بعدما أفادت وسائل إعلام سورية، بوصول وفد من مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء، إلى مدينة داريا بريف دمشق، على رأسه شيخي العقل أبو أسامة يوسف جربوع، وأبو وائل حمود الحناوي، وقائد حركة "رجال الكرامة" أبو حسن يحيى الحجار، وليث البلعوس، لعقد اجتماع مع مسؤولين في الحكومة، بهدف إيجاد حل سريع للأزمة في أشرفية صحنايا.
وذكرت أن "الاجتماع يجري الآن ويضم من الجانب الحكومي محافظي السويداء ودمشق وريف دمشق"، موضحة أن وفد السويداء وصل إلى ريف دمشق بحماية من الأمن العام.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات على محيط منطقة أشرفية صحنايا، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
