روسيا تعلن دعمها وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً بشرط مراعاة "الأمور الدقيقة"

أحد المتخصصين في الأمن الروسي يقف بالقرب من برج سباسكايا في الكرملين وكاتدرائية القديس باسيل في وسط موسكو. 13 فبراير 2025 - reuters
أحد المتخصصين في الأمن الروسي يقف بالقرب من برج سباسكايا في الكرملين وكاتدرائية القديس باسيل في وسط موسكو. 13 فبراير 2025 - reuters
دبي-الشرقوكالات

قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة، إن روسيا تؤيد تنفيذ وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في الصراع مع أوكرانيا لكنها اشترطت مراعاة "الأمور الدقيقة" في الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله: "هذا الموضوع طرحه الجانب الأوكراني منذ فترة طويلة".

وأضاف: "بمجرد أن طرحت (إدارة دونالد ترمب هذه الفكرة)، أيدها الرئيس (فلاديمير) بوتين مع بعض التحفظات؛ لأنه من الصعب للغاية مناقشة هذا الأمر بالتفصيل إذا لم يتم التوصل لإجابات على عدد كبير من الأمور الدقيقة المتعلقة بفكرة وقف إطلاق النار".

وأكدت روسيا مراراً أن تطبيق وقف إطلاق نار طويل الأمد يعتمد على إنشاء آليات لمراقبة هذه الخطوة والالتزام بها.

ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا وأوكرانيا، الخميس، إلى وقف "غير مشروط" لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، مهدداً بفرض عقوبات إضافية في حال لم تحترم هذه المدة.

وكتب ترمب على منصة "تروث سوشيال"، أن "المحادثات بين روسيا وأوكرانيا مستمرة"، داعياً إلى "وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، نأمل أن يتم الالتزام بوقف إطلاق النار هذا، وأن تتحمل الدولتان (روسيا وأوكرانيا) مسؤولية احترام هذه المفاوضات المباشرة". وحذّر من أنه "إذا لم يُحترم وقف إطلاق النار، فستفرض الولايات المتحدة وشركاؤها عقوبات إضافية".

قادة أوروبيون في كييف

وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية، مساء الجمعة، في بيان مشترك، أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسي وزراء بريطانيا كير ستارمر وبولندا دونالد تاسك سيلتقون بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، السبت.

وذكر البيان أن القادة الأوروبيين سيعربون للرئيس الأوكراني عن تضامن بلادهم مع كييف ضد ما وصفوه بـ"الغزو الروسي الوحشي".

كما دعا القادة الأوروبيون روسيا للكف عن عرقلة الجهود الرامية لوقف الحرب وتحقيق سلام دائم، كما دعوا موسكو إلى قبول الاقتراح المطروح بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً.

وتعهد القادة الأوروبيون بزيادة الدعم لأوكرانيا ومواصلة الضغط على روسيا حتى تقبل وقف إطلاق النار الدائم.

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن قادة أوروبيين من "تحالف الراغبين" يخططون للتجمع في أوكرانيا، السبت.

محادثات مع إدارة ترمب

قالت مصادر مطلعة لوكالة "بلومبرغ" إن مسؤولين أوروبيين كباراً يجرون محادثات مع إدارة ترمب لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يوماً، يتضمن فرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم يبد الرئيس فلاديمير بوتين مرونة.

ولا تزال الخطط غير نهائية، والمضي قدماً يعتمد على الولايات المتحدة، التي دعت إلى هدنة غير مشروطة لمدة شهر، وإلى محاسبة كل من روسيا وأوكرانيا على احترام قدسية المفاوضات المباشرة.

وقال أندري يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "الولايات المتحدة وشركاءنا الاستراتيجيين الآخرون مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والدول الإسكندنافية يدعمون وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً"، وأنهم يناقشون متى يجب فرض "عقوبات قوية جداً" إذا رفضت روسيا وقف إطلاق النار.

وفي الأثناء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في إفادة صحفية الجمعة، إن أوروبا "تدعم" مقترح ترمب.

موقف أكثر تشدداً

واعتبر مسؤولون أوروبيون وأميركيون في تصريحات غير علنية أن المواقف داخل البيت الأبيض تجاه النزاع أصبحت أكثر تشدداً، مع اعتبار بوتين الآن عائقاً أمام جهود السلام.

وقال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس هذا الأسبوع: "ما يمكنني قوله هو أن الروس يطلبون حالياً مجموعة معينة من المتطلبات والتنازلات لإنهاء الصراع. ونحن نعتقد أنهم يطلبون أكثر مما ينبغي".

وذكر زيلينسكي، الجمعة، أن أوكرانيا لديها "تواصلاً إيجابياً ومثمراً" مؤخراً مع الولايات المتحدة. وأضاف: "نحن جميعاً متفقون، يجب أن يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار. وإذا واصلت روسيا إطالة أمد الحرب، فسنحتاج إلى عقوبات أقوى، خصوصاً إذا خرقت وقف إطلاق النار عندما يتحقق أخيراً".

وكان ترمب قد تعهّد بإنهاء الحرب خلال أول 100 يوم له في المنصب، وهو موعد انقضى في 29 أبريل الماضي، وقد أرسل مبعوثه الخاص الموثوق ستيف ويتكوف إلى موسكو لإجراء محادثات، لكنه لم ينجح حتى الآن في إقناع بوتين بالموافقة على اتفاق.

ورفضت موسكو المطالب الأميركية بوقف إطلاق النار لمدة لا تقل عن شهر، وتمسّك بوتين بمنح روسيا السيطرة على 4 مناطق شرق وجنوب شرق أوكرانيا قامت بضمهم عام 2022 بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وفي غضون ذلك، وافق زيلينسكي على منح الولايات المتحدة السيطرة على بعض عائدات الموارد المستقبلية في سبيل الحفاظ على دعم ترمب، وأيّد الدعوات لوقف غير مشروط لإطلاق النار.

زيادة الضغط الاقتصادي

وأعدّ المسؤولون الأميركيون مجموعة من الخيارات لترمب لزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ"، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر. وأشار هؤلاء إلى أن الرئيس الأميركي لم يتخذ أي قرارات بعد، إذ لا تزال الجهود الدبلوماسية جارية.

وطرحت الولايات المتحدة في السابق مقترحات لإنهاء الحرب تقوم بشكل عام على تجميد الصراع عند خطوط الجبهة الحالية، ما يعني بقاء معظم الأراضي التي تحتلها روسيا تحت سيطرتها. كما تستعد إدارة ترمب للاعتراف بمنطقة القرم الأوكرانية كجزء من روسيا، حسبما أفادت "بلومبرغ" في أبريل.

وتشمل المقترحات الأميركية استبعاد تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، ورفع العقوبات عن روسيا، في حين تحصل كييف على ضمانات أمنية قوية لضمان التزام الطرفين بأي اتفاق.

كما تريد إدارة ترمب من موسكو إعادة محطة زابوريجيا النووية، الأكبر في أوروبا، والتي سيطرت عليها في وقت مبكر من الحرب. ومن المقرر أن تخضع المنشأة بعد ذلك للولايات المتحدة لإدارة الطاقة لكلا الجانبين.

تصنيفات

قصص قد تهمك