قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الرئيس أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، الأحد، بأن تركيا مستعدة لاستضافة محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول مجدداً.
وأكد الكرملين الاتصال، وقال إن الجانبين ناقشا اقتراح بوتين بعقد محادثات سلام، وإن أردوغان قال لبوتين إنه "يؤيد تماماً" الاقتراح.
وفي وقت لاحق، ذكر مكتب أردوغان في بيان أن الرئيس التركي عبر لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد بلاده لاستضافة المحادثات، وأضاف أن أردوغان أبلغ ماكرون بأنه تسنى التوصل إلى "نقطة تحول تاريخية" نحو إنهاء الحرب، وأنه يجب اغتنام الفرصة.
وجاء في البيان أن أردوغان عبر عن استعداد بلاده لبذل كل جهد قد يسهم في تحقيق وقف إطلاق النار والسلام الدائم بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك استضافة المفاوضات.
وفي فبراير الماضي، أكد الرئيس التركي استعداد بلاده للمساهمة في تسوية النزاع في أوكرانيا واستضافة مفاوضات بين الجانبين.
وقال أردوغان في رسالة مصورة نُشرت في حساباته على منصات التواصل الاجتماعي حينها: "نواصل دعمنا الراسخ لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها. ناقشنا الأسبوع الماضي في أنقرة مع زيلينسكي المساهمة التي يمكن أن تقدمها تركيا في هذه المرحلة المهمة، ورغبتها في استضافة المحادثات".
اتصالات فرنسية تركية
وفي باريس، ذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون تحدث إلى أردوغان لإطلاعه على المحادثات التي أجراها مع زعماء أوروبيين آخرين بخصوص أوكرانيا في كييف.
وخلال الاتصال، شدد ماكرون على ما وصفها قصر الإليزيه بضرورة موافقة روسيا على وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة 30 يوماً.
واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول بهدف إنهاء الحرب، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف مستعدة للحوار شريطة موافقة موسكو أولاً على وقف لإطلاق النار.
وقف إطلاق النار قبل أي محادثات
ودعا الرئيس الأوكراني روسيا إلى تأكيد وقف إطلاق نار غير مشروط اعتباراً من الاثنين الموافق 12 مايو، قائلاً إن أوكرانيا ستكون عندئذ مستعدة لعقد محادثات مباشرة مع موسكو.
وقدمت القوى الأوروبية الكبرى والرئيس الأميركي دونالد ترمب دعمهم لزيلينسكي، السبت، في ما يتعلق بوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً يبدأ الاثنين.
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت مبكر من صباح الأحد، باقتراح إجراء محادثات مباشرة مع كييف تبدأ يوم الخميس في تركيا.
وقال زيلينسكي الأحد عبر منصة إكس: "بدء الروس أخيراً بالتفكير في إنهاء الحرب هو علامة إيجابية... والخطوة الأولى لإنهاء أي حرب حقاً هي وقف إطلاق النار".
وأضاف: "لا جدوى من استمرار القتل ولو ليوم واحد. نتوقع من روسيا تأكيد وقف إطلاق نار -بشكل كامل ودائم وموثوق- ابتداء من الغد 12 مايو، وأوكرانيا مستعدة لعقد اجتماع".
وقال أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، عبر تليجرام: "أولاً، يجب وقف إطلاق النار، قبل كل شيء". وأضاف "لا ينبغي لروسيا أن تُخفي رغبتها في مواصلة الحرب بتصريحات غامضة".
بوتين يتمسك بشروطه
وظل بوتين، الذي أحرزت قواته تقدماً خلال العام الماضي، متمسكاً بشروطه لإنهاء الحرب، على الرغم من ضغوط من ترمب، وتحذيرات متكررة من القوى الأوروبية.
وفي يونيو 2024، قال إن أوكرانيا يجب أن تتخلى رسمياً عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وتسحب قواتها من كامل أراضي المناطق الأوكرانية الأربع التي تطالب بها روسيا.
واقترح المسؤولون الروس أيضاً أن تعترف الولايات المتحدة بسيطرة روسيا على نحو 20% من مساحة أوكرانيا، وطالبوا بأن تظل أوكرانيا محايدة، رغم أن موسكو قالت إنها لا تعارض طموحات كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشار بوتين على وجه التحديد إلى مسودة الاتفاق لعام 2022 التي تفاوضت عليها روسيا وأوكرانيا بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي.
وبموجب هذه المسودة، التي اطلعت "رويترز" على نسخة منها، يتعين على أوكرانيا أن توافق على الحياد الدائم مقابل ضمانات أمنية دولية من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وقال بوتين: "لم تكن روسيا هي من أوقفت المفاوضات عام 2022، بل كييف. روسيا مستعدة للتفاوض دون شروط مسبقة".
وشكر بوتين الصين والبرازيل والدول الإفريقية ودول الشرق الأوسط والولايات المتحدة على جهودها للوساطة.