قال رئيس الوفد الروسي المفاوض في إسطنبول، فلاديمير ميدينسكي، الخميس، إن الهدف من المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا التي اقترحها الرئيس فلاديمير بوتين هو "إرساء سلام دائم وطويل الأمد، عبر القضاء على الأسباب الجذرية للصراع"، بينما انتقد وزير الخارجية سيرجي لافروف، في تصريحات منفصلة، ما اعتبره "عدم احترافية" من جانب أوكرانيا.
وتستضيف إسطنبول، أول محادثات مباشرة بين موسكو وكييف منذ آخر جولة عقدت في ربيع عام 2022، وسط تلويح أوروبي بعقوبات على روسيا تستهدف قطاعيْ الطاقة والمال.
وأضاف ميدينسكي معلقاً على تصريحات غربية أشارت لعدم جدية موسكو بمفاوضات السلام في إسطنبول: "جئنا إلى إسطنبول بتعليمات بوتين ونعتزم العمل بجدية ومهنية (...) الغرض من المفاوضات المباشرة التي اقترحها بوتين هو ضمان سلام طويل الأجل ودائم من خلال القضاء على الأسباب الجذرية للصراع".
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، متحدثاً عن المفاوضات التي تستضيفها إسطنبول، إن الدبلوماسية "لا تتعلق بالتخمين والصراخ في الميكروفون، كما يفعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بل بالقيام بذلك باحترافية".
وأضاف: "موقف الوفد الأوكراني القائل بأنه من الممكن مناقشة مسألة وقف إطلاق النار فقط في إسطنبول، يتعارض مع موقف موسكو".
في السياق، أفاد الكرملين، بأنه لا توجد حتى الآن تفاصيل بشأن المفاوضات الروسية الأوكرانية المقبلة، بما في ذلك موعد بدايتها، فيما أوضح الوفد الروسي أنه "ينتظر منذ الصباح الوفد الأوكراني الذي لم يصل بعد".
وأضاف الكرملين، أن موسكو "لا تعرف حتى الآن تفاصيل محددة حول تشكيل الوفد الأوكراني"، مؤكداً أن روسيا مستعدة لبذل كل جهد ممكن لكي تكون المفاوضات في إسطنبول "مثمرة".
وقال إنه "من السابق لأوانه الحديث عن مواعيد نهائية للمحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول"، مشيراً إلى أن بوتين "لا يخطط لزيارة إسطنبول خلال الأيام المقبلة".
شروط لقاء ترمب وبوتين
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إن هناك سلسلة كاملة من الشروط المسبقة المطلوبة للتحضير للقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، وأنها ليست مسألة التقدم أو عدمه بشأن محادثات أوكرانيا.
وأضاف: "لا يوجد في الوقت الراهن أساس لتأكيد احتمال عقد لقاء بين وزير خارجية روسيا وأميركا في 16 مايو الجاري".
وتعليقاً على مفاوضات إسطنبول، قال مبعوث الرئيس الروسي كيريل دميترييف، إن ترمب وحلفائه "جعلوا المستحيل ممكناً، إذا لم تنهار المفاوضات في اللحظة الأخيرة، فمن الممكن أن تصبح خطوة تاريخية نحو السلام".
وكشف الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أن "بوتين حدد المهام والموقف التفاوضي للوفد الروسي في إسطنبول، بعد مناقشة جميع التقارير ذات الصلة"، فيما قدم لافروف تقريراً عن قضايا السياسة الخارجية خلال اجتماع إعداد الوفد الروسي لمحادثات إسطنبول بمشاركة بوتين، حسبما أوردت وكالة "سبوتنيك".
وسيغيب ترمب ونظيره الروسي عما يمكن أن تكون أول محادثات سلام مباشرة بين موسكو وكييف منذ ثلاث سنوات، إذ يخفض غياب الرئيسين الروسي والأميركي عن المفاوضات سقف التوقعات بتحقيق تقدم كبير في الحرب.
وبحسب شبكة CNN، فإن روسيا وأوكرانيا متباعدتين لدرجة أنه من غير الواضح ما ستتناوله المحادثات، لكن زيلينسكي قال الثلاثاء، إن "أي شيء غير اتفاق على وقف إطلاق نار غير مشروط سيكون فاشلاً".
في غضون ذلك، قال بوتين إنه بينما لا تستبعد روسيا "إمكانية التوصل خلال هذه المحادثات إلى نوع من الهدنة الجديدة، ووقف إطلاق نار جديد"، فإن المحادثات ستهدف إلى القضاء على "الأسباب الجذرية للصراع".
وتشمل "الأسباب الجذرية" التي ذكرها، المظالم الروسية الراسخة، بما في ذلك وجود أوكرانيا كدولة ذات سيادة، وتوسع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، شرقاً منذ نهاية الحرب الباردة، وهما مطلبان لا يمكن التفاوض على أي منهما بالنسبة لأوكرانيا أو حلفائها.