أوكرانيا تطلب مزيداً من "باتريوت".. و"الناتو" يبحث عن بدائل في أوروبا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بألمانيا بجانب منظومة دفاع جوي صاروخي من طراز باتريوت. 11 يونيو 2024 - REUTERS
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بألمانيا بجانب منظومة دفاع جوي صاروخي من طراز باتريوت. 11 يونيو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

تواجه أوكرانيا تحديات متزايدة في الحصول على أنظمة دفاع جوي أميركية من طراز "باتريوت"، في ظل تقلّص الدعم العسكري وتردد الإدارة الأميركية الجديدة في تقديم المزيد، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

وقالت أوكرانيا إن روسيا شنت خلال ثلاثة أيام أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب بمئات الطائرات المسيرة وصواريخ "كروز"، فيما اعتبرت الصواريخ الباليستية الأكثر رعباً، ولا يمكن مواجهتها بشكل موثوق إلا بمنظومة "باتريوت".

ودان الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا على الهجمات، لكنه لم يقدم أي وعود بمساعدة عسكرية إضافية. وكتب على منصة "تروث سوشيال" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "جن جنونه تماماً"، فيما وصف دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، تعليقات ترمب بأنها "مرتبطة بعبء عاطفي زائد".

والمساعدة العسكرية الإضافية الرئيسية التي طلبتها أوكرانيا من إدارة ترمب، هي المزيد من منظومة "باتريوت" وقاذفاتها، فيما قال وزير الخارجية ماركو روبيو خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، إنه "بصراحة لا نمتلكها".

وأضاف روبيو أن الولايات المتحدة "تشجع" بدلاً من ذلك حلفاءها في "الناتو" على التبرع بصواريخ وأنظمة "باتريوت" من مخزوناتهم. وتابع: "لا تريد أي من هذه الدول التخلي عن أنظمة باتريوت الخاصة بها أيضاً".

"باتريوت لن تكون مجاناً"

وقال دبلوماسي أوروبي في كييف إن الشركة المصنعة الأميركية Raytheon لا تزال بصدد توسيع خطوط إنتاجها لتلبية الطلب. وأضاف: "تحتاج الولايات المتحدة إلى الاحتفاظ بكمية معينة لدفاعها الخاص".

ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الأوكرانيون في كييف أن إدارة ترمب ستكون مستعدة لبيع المزيد من صواريخ "باتريوت" لأوكرانيا بدلاً من إرسالها كمساعدة، كما فعلت الإدارة السابقة. 

وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إنه لا يتوقع أن تمنع واشنطن بيع أنظمة دفاع جوي مستقبلاً لأوكرانيا، لكنه يدرك أن البيت الأبيض "لن يقدمها مجاناً". وأضاف: "إنهم يفكرون كرجال أعمال، إذا أعطيتك شيئاً، عليك أن تعطيني شيئاً في المقابل.. علينا أن نتكيف مع هذا الأمر".

وسمحت إدارة ترمب لألمانيا بإعادة تصدير مواد "باتريوت" إلى كييف، بعد أن وقعت أوكرانيا صفقة معادن مع واشنطن في أبريل. وتتمتع الولايات المتحدة بحق النقض على إعادة بيع أي من معداتها العسكرية.

وقبل أسابيع، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس للصحافيين، إن بلاده ستقدم صواريخ "باتريوت" لأوكرانيا إلى جانب أربعة أنظمة IRIS-T، وهو سلاح قصير إلى متوسط المدى فعال ضد صواريخ "كروز"، ولكن ليس أمام الصواريخ الباليستية.

لكن برلين تخطط لإرسال صواريخ PAC-2 "باتريوت" القديمة إلى أوكرانيا، والتي بالمقارنة مع صواريخ PAC-3 الأحدث، ليست فعالة في اعتراض الصواريخ الباليستية، حسبما قال الدبلوماسي الأوروبي.

وأضاف أن النظام الوحيد الآخر الموجود الذي قد يكون قادراً على إسقاط صاروخ باليستي هو "أستر"، وهو صاروخ أوروبي، على الرغم من أن ذلك لم يتم إثباته.

عناصر من الجيش الأوكراني بجوار منصة الدفاع الجوي 'باتريوت' في مكان غير معلن وسط استمرار الهجوم الروسي- 4 أغسطس 2024
عناصر من الجيش الأوكراني بجوار منصة الدفاع الجوي 'باتريوت' في مكان غير معلن. 4 أغسطس 2024 Reuters

وقال مسؤول في المخابرات الأوكرانية إن صواريخ PAC-3 نفسها لا يمكنها اعتراض "أوريشنيك"، وهو صاروخ روسي باليستي جديد متوسط المدى، تم الكشف عنه في نوفمبر الماضي.

وبينما يمكن لأوكرانيا استخدام دفاعاتها الجوية المطورة محلياً والمساعدات الأوروبية لمواجهة الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، فإنها لا تزال بحاجة إلى صواريخ وأنظمة "باتريوت" لاعتراض الصواريخ الباليستية، حسبما قال المسؤول بالمخابرات الأوكرانية.

وأضاف أنه بسبب سرعة وحجم الرؤوس الحربية الباليستية، فإن امتلاك ما يكفي من صواريخ "باتريوت" هو مسألة "حياة أو موت". وقال المسؤول إن البعض في الإدارة الأميركية يفهم ذلك، والبعض الآخر لا يفهم، معتبراً أن "كل صاروخ إسكندر (روسي) يمكن أن يقتل مئات الأشخاص".

بالنسبة للبلدان الأخرى، فإن التبرع بصواريخ أو أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا هو مطلب كبير، لأنها باهظة الثمن، وجزء مهم من جهاز الأمن القومي لكل بلد.

وقال المسؤول: "يجب عليهم مقارنة إيجابيات دعم أوكرانيا وإضعاف أنفسهم.. نحن نعمل بشكل وثيق مع الأميركيين، نحن ممتنون جداً لهم على هذا النظام، لكنه غير كافي".

زيارة هيجسيث إلى مقر "الناتو"

أجرت دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" محادثات لأسابيع حول إيجاد نظام "باتريوت" آخر لأوكرانيا، ربما من مكان ما في أوروبا، لكن لم يحدث أي تقدم، وفقاً لثلاثة مسؤولين أوروبيين.

وقال أحد المسؤولين إن مسألة الدفاعات الجوية من المقرر أن تناقش عندما يزور وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث مقر "الناتو" لعقد اجتماع في أوائل يونيو، مضيفاً أن إعلاناً قد يصدر حينها عن تعهد "باتريوت" لأوكرانيا، ولكن ليس من الولايات المتحدة.

وأضاف أن إدارة ترمب تبدو مترددة في إصدار إعلانات كبيرة بشأن شحنات الأسلحة إلى كييف، معتقدة أن ذلك قد يعرقل المفاوضات.

وقال المسؤول: "يبدو أنهم يعتقدون الآن أن أي إعلان ضخم عن إعطاء صواريخ باتريوت لأوكرانيا، هو شيء لا يريدونه لأنه سيجعل بوتين غاضباً جداً.. سيشعرون بقلق بالغ بشأن هذا النوع من تعريض أي محادثات سلام محتملة للخطر".

تصنيفات

قصص قد تهمك