أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن وفداً من كييف سيحضر جولة ثانية من المحادثات المباشرة مع روسيا في مدينة إسطنبول التركية، الاثنين، وحدد 3 مطالب من أجل المضي قدماً نحو تسوية لإنهاء الحرب، فيما غادر الوفد الروسي موسكو لحضور المفاوضات المرتقبة.
وكتب زيلينسكي على تطبيق "تليجرام" بعد اجتماعه مع مسؤوليه: "حددت مواقف (أوكرانيا) قبل الاجتماع في إسطنبول الاثنين"، مشيراً إلى أن الوفد الأوكراني سيرأسه وزير الدفاع رستم أوميروف.
كما ذكر، في منشور عبر منصة "إكس": "تلقيت تقارير من وزير الدفاع الأوكراني ووزير الخارجية (أندريه سيبها)، وهيئة الأركان العامة، ووكالاتنا الاستخباراتية، وجهاز الأمن الأوكراني".
وأضاف زيلينسكي: "نبذل قصارى جهدنا لحماية استقلالنا ودولتنا وشعبنا.. لقد أوضحت المهام على المدى القريب وحددت أيضاً مواقفنا قبل الاجتماع في إسطنبول الاثنين".
زيلينسكي يحدد 3 مطالب
وأوضح الرئيس الأوكراني أن مطالب كييف، تشمل: "أولاً: وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط.. ثانياً: إطلاق سراح الأسرى.. ثالثاً: عودة الأطفال المختطفين".
وتابع: "ومن أجل إحلال سلام موثوق ودائم وضمان الأمن، (يجري) التحضير للاجتماع على أعلى مستوى، ولا يمكن تسوية القضايا الرئيسية إلا من قبل القادة، وسيترأس وفدنا الاثنين رستم أوميروف".
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام روسية، الأحد، نقلاً عن مصدر أن الوفد الروسي غادر إلى إسطنبول لحضور الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا والمزمعة الاثنين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، إن بلاده اقترحت على أوكرانيا عقد الجولة المقبلة من المحادثات بين البلدين بمدينة إسطنبول التركية في 2 يونيو.
وأضاف لافروف: "وفدنا، برئاسة فلاديمير ميدينسكي، على استعداد لتقديم مذكرة إلى الوفد الأوكراني وتقديم التوضيحات اللازمة خلال الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة المستأنفة في إسطنبول الاثنين المقبل 2 يونيو".
وتابع: "كما هو معروف، وبفضل دعم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا، أمكن تهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات الروسية الأوكرانية المباشرة، وانعقدت الجولة الأولى بعد استئنافها في 16 مايو الحالي في إسطنبول، ووفقاً للاتفاقيات التي تم التوصل إليها هناك، جرى تبادل للأسرى وفق صيغة (ألف مقابل ألف)، وفي الوقت نفسه، اتُفق في إسطنبول على أن تُعدّ موسكو وكييف وثائق تُحدد موقف كل طرف من أجل التوصل إلى تسوية مستدامة".
وأشار إلى أنه وفقاً لما تم الاتفاق عليه سارع الجانب الروسي إلى إعداد مذكرة تفاهم تُحدد موقف موسكو من جميع جوانب التغلب على الأسباب الجذرية للأزمة بشكل موثوق.
شروط موسكو
والأسبوع الماضي، كشفت 3 مصادر روسية مطلعة على سير المفاوضات لوكالة "رويترز"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يشترط لإنهاء الحرب في أوكرانيا أن يتعهد القادة الغربيون "خطياً" بوقف توسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" شرقاً، ورفع جزء من العقوبات المفروضة على روسيا، فيما ألمح الكرملين إلى أن هناك إمكانية لعقد لقاء بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "لكن ينبغي أن يكون نتيجة لاتفاقيات محددة بين موسكو وكييف".
وقال مصدر روسي رفيع مطلع على تفكير القيادة العليا في الكرملين: "بوتين مستعد لصنع السلام، لكن ليس بأي ثمن".
وأشارت المصادر الروسية الثلاثة، إلى أن بوتين يريد "تعهداً خطياً" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسيع الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة شرقاً، وهو ما يُفهم منه استبعاد انضمام أوكرانيا، وجورجيا، ومولدوفا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق إلى الحلف رسمياً.
وأضافت المصادر، أن روسيا تريد أيضاً أن تكون أوكرانيا "دولة محايدة"، وأن يُرفع جزء من العقوبات الغربية، وأن تُحل مسألة الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، إلى جانب توفير الحماية للناطقين بالروسية في أوكرانيا.