أميركا ترى أن رد روسيا على هجوم "شبكة العنكبوت" الأوكراني لم يكتمل بعد

رجال إطفاء يعملون في موقع مبنى أصابته ضربة طائرة مسيرة روسية، وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا، وذلك في خاركيف، أوكرانيا. 7 يونيو 2025 - Reuters
رجال إطفاء يعملون في موقع مبنى أصابته ضربة طائرة مسيرة روسية، وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا، وذلك في خاركيف، أوكرانيا. 7 يونيو 2025 - Reuters
واشنطن-رويترز

ذكر مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة تعتقد أن التهديد الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"الانتقام" من أوكرانيا رداً على هجومها بالطائرات المسيّرة، الذي أطلقت عليه كييف اسم عملية "شبكة العنكبوت"، في مطلع الأسبوع الماضي، لم ينفذ بعد، ورجحوا أن يكون الرد كبيراً ومتعدد الجوانب وصادماً.

وقال أحد المصادر إن توقيت الرد الروسي لا يزال غير واضح، لكنه متوقع خلال أيام، فيما أوضح مسؤول أميركي ثان أن الضربة الروسية المرتقبة من المتوقع أن تشمل استخدام وسائل هجومية مختلفة، مثل الصواريخ والطائرات المسيرة.

وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، ولم يذكروا تفاصيل عن أهداف الهجوم الروسي المحتمل أو الجوانب الاستخباراتية للأمر.

وقال المسؤول الأول إن الضربة الروسية ستكون "غير متماثلة"، أي أن طبيعتها وأهدافها ستختلف عن الهجوم الأوكراني الذي استهدف مقاتلات روسية في الأسبوع الماضي.

وذكر مصدر دبلوماسي غربي أنه في حين أن الرد الروسي ربما يكون قد بدأ، إلا أنه من المرجح أن يزداد حدة بضربات ضد أهداف أوكرانية لها قيمة رمزية مثل المباني الحكومية، بهدف توجيه رسالة واضحة إلى كييف.

وتوقع دبلوماسي غربي آخر رفيع المستوى هجوماً مدمراً آخر من قبل موسكو. وقال: "سيكون هجوماً ضخماً وشرساً وبلا هوادة.. لكن الأوكرانيين شعب شجاع".

وقبل ساعات، قال سيرجي سوبيانين رئيس بلدية موسكو، في وقت مبكر الأحد، إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت طائرة مسيرة أوكرانية كانت تستهدف العاصمة الروسية أثناء الليل.

وتشن روسيا منذ الجمعة، هجمات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف.

 وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن هذه الضربات استهدفت مواقع عسكرية وأخرى مرتبطة بها، وذلك رداً على ما وصفته "بالأعمال الإرهابية" الأوكرانية ضد أراضيها.

ويعتقد المسؤولان الأميركيان أن الرد الروسي الكامل لم يأت بعد.

 

خيارات روسيا لـ"الانتقام"

وقال مايكل كوفمان، الخبير في الشؤون الروسية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، إنه يتوقع أن موسكو قد تسعى إلى معاقبة جهاز الأمن الداخلي الأوكراني لدوره في هجوم مطلع الأسبوع الماضي.

وأضاف أن روسيا قد تستخدم صواريخ باليستية متوسطة المدى في الهجوم لتوجيه رسالة.

وقال كوفمان: "على الأرجح، سيحاولون الانتقام من مقر جهاز الأمن الداخلي أو مقرات استخبارات محلية أخرى"، مضيفاً أن روسيا قد تستهدف أيضاً مراكز الصناعات التحويلية الدفاعية الأوكرانية.

ومع ذلك، أشار كوفمان إلى أن خيارات روسيا للانتقام قد تكون محدودة لأنها تستخدم بالفعل الكثير من قوتها العسكرية في أوكرانيا.

وتابع: "بشكل عام، فإن قدرة روسيا على تصعيد الضربات بشكل كبير عما تقوم به بالفعل وتحاول القيام به خلال الشهر الماضي محدودة للغاية".

والأربعاء الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أجرى مكالمة هاتفية "جيدة" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، استغرقت ساعة وربع، مشيراً إلى أن بوتين أبلغه وبلهجة قوية، أنه سيرد على الهجوم الأوكراني "شبكة العنكبوت" الذي استهدف مطارات في العمق الروسي.

وكتب ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس فلاديمير بوتين.. ناقشنا الهجوم الذي شنّته أوكرانيا على الطائرات الروسية التي كانت راسية، وكذلك الهجمات المختلفة التي تحدث من كلا الجانبين".

وأضاف ترمب أن "المكالمة كانت جيدة، لكنها ليست محادثة ستؤدي إلى سلام فوري"، مشيراً إلى أن "بوتين قال وبلهجة قوية، إنه سيتعين عليه الرد على الهجوم الأخير على المطارات" الروسية.

"أكثر العمليات تعقيداً"

وصفت أوكرانيا الهجوم الذي نفذته مطلع الأسبوع الماضي بطائرات مسيرة على قواعد جوية في العمق الروسي، بأنه أحد أكثر العمليات تعقيداً وجرأة منذ بدء الحرب، خصوصاً وأنه نُفذ على بعد آلاف الكيلومترات من جبهات القتال.

العملية التي حملت اسم "شبكة العنكبوت"، مثّلت تحولاً في قدرات كييف الهجومية، إذ زعمت أنها استهدفت أكثر من 40 قاذفة، أي حوالي ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، التي "تضررت أو دمرت" في هجوم الأحد، من بينها قاذفات استراتيجية قادرة على حمل صواريخ نووية.

فيما تقول موسكو إن الهجوم تسبّب في اشتعال نيران في عدد من الطائرات في قاعدتين بإقليم إيركوتسك في سيبيريا ومقاطعة مورمانسك في الشمال، وأكّدت أن الحرائق أُخمدت.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عملية "شبكة العنكبوت" تطلبت تخطيطاً على مدى عام ونصف، تم تنفيذها انطلاقاً من مكتب بجوار مقر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB).

وتضمنت العملية تهريب عشرات الطائرات المسيّرة الصغيرة من نوع FPV، والتي تبث مجال رؤيتها للمشغِّل في الوقت الفعلي، ما يتيح له التحكم بها كما لو كان على متنها،

تصنيفات

قصص قد تهمك