هجمات إسرائيل ونقص الإمدادات يدفعان نظام غزة الصحي نحو "انهيار تام"

دبي -الشرق

يعاني النظام الصحي في قطاع غزة، منذ الأسابيع الأولى من الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023، بسبب الغارات وعمليات هدم المؤسسات الصحية بزعم وجود أسلحة أو أنفاق تابعة لحركة "حماس" داخلها، بالإضافة للحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول المساعدات والإمدادات، ما ضاعف من الصعوبات في معظم المرافق، فيما تواجه المرافق المتبقية نقصاً في المياه والوقود والإمدادات الطبية.

وتحذر مؤسسات أممية ودولية وفلسطينية من "انهيار تام وشيك" للقطاع الصحي في غزة، بسبب أماكن العمليات العسكرية الإسرائيلية التي غالباً ما تكون قريبة من المستشفيات، بالإضافة إلى تعمد الجيش الإسرائيلي قطع الإمدادات عن المستشفيات بشكل كامل.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذّرت، الأحد، من أن "نظام الرعاية الصحية في غزة يوشك على الانهيار التام، في إطار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بالقطاع منذ أكثر من عام ونصف".

وقالت اللجنة، إن "أغلب المصابين الفلسطينيين في الحوادث الأخيرة في غزة، كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة للآلية الأميركية الإسرائيلية".

رجل يحمل طفلة بينما يقوم الفلسطينيون بإجلاء الجرحى من موقع غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة. 5 يونيو 2025
مسعف يحمل طفلة بينما يقوم الفلسطينيون بإجلاء الجرحى من موقع غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة. 5 يونيو 2025 - Reuters

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن "الأيام الماضية شهدت تصاعداً في وتيرة الأعمال العدائية حول المستشفيات القليلة المتبقية التي لا تزال قيد التشغيل في قطاع غزة".

وشددت على أن "الطاقم الطبي يواجه تحدياً بإنقاذ الأرواح في ظل استمرار تعرضه للرصاص الطائش، ما يعرّض سلامة العاملين بالمجال الطبي والمصابين على حد سواء للخطر، ويهدد استمرارية عمل المستشفى الميداني". وأكدت أن "الوتيرة غير المسبوقة لوصول المصابين، الذين يحتاج كثير منهم إلى تدخل فوري، أنهكت الطاقم الطبي واستنزفته".

وخلصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى أن "نظام الرعاية الصحية في غزة يوشك على الانهيار التام".

تحذيرات من "انهيار تام"

بدورها، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، من أن مجمع الشفاء الطبي (أكبر مستشفيات القطاع)، والمستشفى الأهلي العربي، يواجهان خطر الخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة.

وقالت الوزارة، في بيان، إن خروج مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي عن الخدمة، يعني انهيار ما تبقى من مؤسسات صحية في مدينة غزة، لكن الوزارة أعلنت في وقت لاحق تزويد مجمع الشفاء بكميات محدودة من الوقود تكفي ثلاثة أيام فقط.

يحيى البطران، من سكان غزة، يحمل رضيعه جمعة الذي توفي بعد شهر من ولادته نتيجة موجة البرد وعدم توفر الاحتياجات الإنسانية العاجلة، قطاع غزة، 30 ديسمبر 2024
يحيى البطران من سكان غزة يحمل رضيعه جمعة الذي توفي بعد شهر من ولادته نتيجة موجة البرد وعدم توفر الاحتياجات الإنسانية العاجلة في قطاع غزة. 30 ديسمبر 2024 - REUTERS

وأشارت الوزارة إلى أن الوقود في مجمع ناصر الطبي، يكفي لمدة لا تتعدى اليومين، وطالبت الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل والضغط على إسرائيل للسماح بدخول الوقود والزيوت للمولدات الكهربائية بالمستشفيات.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، الشهر الماضي، أن 4 مستشفيات رئيسية، وهي "كمال عدوان"، و"الإندونيسي"، و"حمد"، و"غزة الأوروبي"، اضطرت إلى تعليق خدماتها الطبية بسبب قربها من مناطق الهجمات الإسرائيلية، أو مناطق الإجلاء فيما جُرّد شمال غزة من جميع مرافق الرعاية الصحية تقريباً.

697 هجوماً على القطاع الصحي

وسجلت المنظمة الأممية، 28 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية في غزة خلال مايو الماضي، و697 هجوماً منذ أكتوبر 2023.

وأصبح "المستشفى الإندونيسي"، خارج الخدمة بسبب استمرار التواجد والعمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي منذ 18 مايو الماضي.

وفي 20 مايو، خرج عن الخدمة مستشفى كمال عدوان، الذي كان المركز الوحيد لعلاج المرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في شمال غزة، بعد أعمال عدائية إسرائيلية مكثفة في المنطقة المجاورة له، مما أجبر المرضى على الإجلاء أو الخروج من المستشفى قبل الأوان.

ووفق تقرير على موقع مجلس اللوردات البريطاني في 13 يناير الماضي، فإن 1.9 مليون نازح في قطاع غزة، معرضون لخطر سوء التغذية والجوع وانتشار الأمراض المعدية.

فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية تتم معالجتهم على أرضية المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة. 16 نوفمبر 2023
فلسطينيون أصيبوا في غارات إسرائيلية تتم معالجتهم على أرضية المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة. 16 نوفمبر 2023 - Reuters

وفي جنوب غزة، تعاني مستشفيات "مجمع ناصر الطبي"، و"الأمل"، و"الأقصى"، من اكتظاظ أعداد ضخمة من المصابين، أدت إلى تفاقمه موجةٌ جديدة من النزوح إلى دير البلح وخان يونس.

ولا يزال مستشفى "غزة الأوروبي" خارج الخدمة في أعقاب هجوم وقع في 13 مايو الماضي، أدى إلى قطع الخدمات الحيوية، بما فيها جراحة الأعصاب ورعاية القلب وعلاج السرطان، وكل هذه الخدمات ليست متوفرة في أماكن أخرى في غزة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية ونقص الإمدادات الطبية والغذاء والمياه والوقود إلى استنزاف نظام صحي يعاني من نقص الموارد، إذ تعمل المستشفيات بما يتجاوز قدرتها بسبب الأعداد المتزايدة من المرضى وكذلك المدنيين النازحين الذين يبحثون عن مأوى.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 54 ألفاً و880 فلسطينياً على الأقل.

تصنيفات

قصص قد تهمك