تهديد لـ"العمال".. جيرمي كوربين يبحث تأسيس حزب بريطاني جديد

زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربين مع أنصاره في نورث إزلنجتون. 4 يوليو 2025 - x/jeremycorbyn
زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربين مع أنصاره في نورث إزلنجتون. 4 يوليو 2025 - x/jeremycorbyn
دبي/لندن -الشرقرويترز

أعلن زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربين، الجمعة، أنه يجري محادثات لتأسيس حزب سياسي جديد، مشيراً إلى أن حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر "رفضت تقديم التغيير" الذي توقعه الناخبون خلال عامها الأول في الحكم.

وشدد كوربين في منشور عبر منصة "إكس"، على "حاجة بلدنا إلى تغيير المسار الآن"، لافتاً إلى أن "الأسس الديمقراطية لنوع جديد من الأحزاب السياسية ستتبلور قريباً"، وأن "المباحثات لا تزال جارية".

وأضاف: "أنا متحمس للعمل جنباً إلى جنب مع جميع المجتمعات من أجل مستقبل يستحقه الناس".

وجاءت تصريحات كوربين بعد يوم واحد من إعلان النائبة زارا سلطانة، مساء الخميس، استقالتها من حزب العمال، معربةً عن نيتها الانضمام إلى كوربين في حال إطلاقه حزباً جديداً.

وهنأ كوربين سلطانة، الجمعة، على ما وصفه بـ"قرارها المبدئي" بمغادرة حزب العمال، معرباً عن سعادته بانضمامها إليه لـ"بناء بديل حقيقي".

وسبق أن تم تعليق عضوية سلطانة في الكتلة البرلمانية لحزب العمال، العام الماضي، بسبب تصويتها ضد سياسات الحكومة في ملف الرعاية الاجتماعية.

وأعرب أحد المقربين من كوربين في وقت سابق، عن استيائه من إعلان سلطانة دون التنسيق معه أولاً، قائلاً: "زارا استعجلت كثيراً. لقد تسرّعت من أجل الحصول على بيانات الدعم والتبرعات".

وأعلن اثنان من أبرز حلفاء كوربين السياسيين، وهما النائبة عن حزب العمال ديان أبوت والنائب المستقل جون ماكدونيل، أنهما لا يعتزمان الانضمام للحزب الجديد، وسط حالة الغموض المحيطة بالمشروع المرتقب.

وقالت أبوت لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "لا أعرف الكثير عن الأمر... لكنني لن أنضم إليه في الوقت الحالي، فهناك غياب للوضوح".

أما ماكدونيل، الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة الظل خلال فترة قيادة كوربين، كان قد خسر عضوية الكتلة البرلمانية لحزب العمال في نفس توقيت سلطانة بعد تصويتهما لصالح اقتراح للمعارضة بإلغاء الحد الأقصى لإعانة الطفل الثاني.

وقال ماكدونيل، الجمعة: "أنا عضو في حزب العمال"، معرباً عن شعوره بـ"الحزن" لرحيل سلطانة، لكنه أكد: "أنا باقٍ في الحزب، وآمل أن تُستعاد عضويتي الكاملة قريباً".

ووفقاً لـ"فاينانشيال تايمز"، يبدو أن الانقسامات داخل الحزب الجديد، تشير إلى التحديات الجسيمة التي تواجه أي حركة يسارية منافسة، خصوصاً في ظل الخلافات والانشقاقات الأيديولوجية المعروفة في صفوف اليسار المتشدد.

وتولى كوربين قيادة حزب العمال في عام 2015، وكان أكثر قادة الحزب ميلاً لليسار، حيث طرح حينها برنامجاً واسعاً لتأميم قطاعات رئيسية، لكنه استقال من زعامة الحزب بعد انتخابات عام 2019، التي مُني فيها الحزب بأسوأ هزيمة له منذ عام 1935.

وفي عام 2020، علّق حزب العمال عضوية كوربين، ثم طرده لاحقاً عقب صدور تقرير بشأن كيفية تعامل الحزب مع الشكاوى المتعلقة بمعاداة السامية خلال فترة قيادته.

تراجع شعبية ستارمر

وجاء الإعلان عن إمكانية بروز تهديد جديد لحزب العمال من اليسار، بعد أسبوع كان من بين الأصعب لحكومة الحزب، اضطر خلاله ستارمر للتراجع عن أجزاء رئيسية من خطته لإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية، ما تسبب في ثغرات كبيرة في خطط الميزانية الحكومية.

وقال نائبان بارزان في حزب العمال، الخميس، إن رئيس الوزراء قد يُجبر على مغادرة منصبه خلال الأشهر المقبلة، في حال استمر أداء الحكومة البريطانية في التراجع، بحسب  SKY NEWS.

ومنذ فوزه المريح على حزب المحافظين في الانتخابات العامة العام الماضي، شهد ستارمر تراجعاً في شعبيته، كما بات حزبه يتراجع باستمرار خلف حزب "الإصلاح" اليميني الشعبوي بقيادة نايجل فاراج.

وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها مؤسسة "مور إن كومون"، الجمعة، أن الإجابة الأكثر شيوعاً عند سؤال الناخبين عن أبرز إنجازات حكومة العمال منذ فوزها بالانتخابات كانت: "لا شيء".

وأشارت المؤسسة، الأسبوع الماضي، إلى أن أي حزباً يسارياً جديداً يقوده كوربين قد يحصل على 10% من أصوات الناخبين، مما سيؤدي إلى خفض حصة حزب العمال من 23% إلى 20%.

وكان كوربين، الذي انتُخب نائباً مستقلاً في البرلمان العام الماضي، قال إن "حكومة العمال رفضت تقديم التغيير الذي توقعه الناس ويستحقونه".

تصنيفات

قصص قد تهمك