قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الخميس، إن الولايات المتحدة قررت إعادة فريق التفاوض من الدوحة، حيث تجري المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، للتشاور، بعد الرد الأخير من الحركة على مقترح وقف النار، في خطوة مماثلة لإسرائيل، التي أعلنت الخميس عودة وفدها للتشاور.
واعتبر ويتكوف في منشور على منصة "إكس"، أن رد حماس "يظهر بوضوح عدم رغبة في التوصل إلى اتفاق لوقف النار". وقال إنه "فيما بذل الوسطاء جهوداً كبيرة، فإن حماس لا يبدو أنها تعمل بحسن نية"، وفق قوله.
وأضاف: "سوف نبحث الآن خيارات بديلة، لإعادة المحتجزين، وخلق بيئة أكثر استقراراً لسكان غزة".
وتابع: "من المؤسف أن حماس تتصرف بهذه الطريقة الأنانية. نحن عازمون على السعي لإنهاء هذا النزاع، والتوصل إلى سلام دائم في غزة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن الخميس، أنه قرر استدعاء فريق المفاوضين الإسرائيليين من الدوحة لإجراء مزيد من المشاورات، وذلك بعد تقديم "حماس" رداً جديداً على مقترح لوقف إطلاق النار في غزة.
وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع وصول ويتكوف إلى إيطاليا لإجراء محادثات بشأن غزة مع مسؤولين قطريين وإسرائيليين.
وقال مصدر في "حماس"، لـ"رويترز"، إنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لكن الأمر سيستغرق "بضعة أيام" بسبب ما وصفه بـ"المماطلة الإسرائيلية".
وأضاف أن "رد حماس تضمن طلب بند يمنع إسرائيل من استئناف الحرب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال فترة وقف إطلاق النار البالغة 60 يوماً".
مقترح من الوسطاء.. ورد حماس
وقدم الوسطاء القطريون والمصريون مقترحاً محدثاً إلى كل من إسرائيل و"حماس" قبل أسبوع. ووافقت إسرائيل عليه لكن "حماس" تأخرت في الرد الذي أرسلته، الثلاثاء الماضي، لكن الوسطاء المصريين والقطريين اعتبروا أنه غير كافٍ، ورفضوا نقله إلى الجانب الإسرائيلي، وفقاً 3 مصادر مطلعة مباشرة على الملف.
وصباح الخميس، قدمت "حماس" رداً جديداً وأكثر تفصيلاً، وقال مسؤولون إسرائيليون، إنه كان أفضل من الرد السابق، لكنه لا يزال يُظهر "فجوات كبيرة" بين الطرفين، لا سيما في قضية المحتجزين، بحسب "أكسيوس".
وطالبت "حماس" بأن تُفرج إسرائيل عن 200 أسير فلسطيني محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل إسرائيليين، بدلاً من 125 فقط كما جاء في المقترح.
كما طالبت بالإفراج عن ألفي معتقل فلسطيني من غزة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، بدلاً من الرقم المقترح البالغ 1200.
ووفقاً لموقع "أكسيوس" الأميركي، فإن ويتكوف كان يأمل في السفر إلى الدوحة لإتمام اتفاق على وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً هذا الأسبوع.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء الخميس، عن سحب طاقم المفاوضات من العاصمة القطرية الدوحة، عقب رد من حركة حماس وصفه بـ"العبثي".
وأوضح البيان أن الفريق سيعود إلى إسرائيل لإجراء مشاورات، مؤكداً تقدير الحكومة لجهود الوساطة التي تبذلها كل من قطر ومصر، إضافة إلى مبعوث الولايات المتحدة ستيف ويتكوف.
ونقلت القناة 14 عن مصدر سياسي نفيه الشائعات التي زعمت أن الوفد أعيد لاتخاذ "قرارات صعبة"، مؤكداً أن السبب الحقيقي هو ما وصفه بـ"رد حماس غير الجدي" على المقترح الإسرائيلي.
وفي تعليقها على الموقف، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن التصريحات الإسرائيلية تُحمّل حماس المسؤولية الكاملة عن تعثّر المفاوضات، وقد تمهد لـ"تحوّل في مسار الجهود الدولية".
وقال مسؤول إسرائيلي لـ"أكسيوس"، إن "قرار استدعاء المفاوضين جاء بهدف تحريك المفاوضات، وممارسة ضغوط إضافية على حماس للقبول بالمقترح، الذي يتضمن أيضاً إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء و18 جثة".
وذكر المسؤول أن "المحادثات لم تنهر"، لكنه أشار إلى أنه "من غير الواضح ما إذا كان هذا القرار سيؤدي إلى توقف المفاوضات"، كما قال مصدر إسرائيلي مطلع على الملف لشبكة CNN الأميركية، إن "قرار إسرائيل لا يُعد مؤشراً على وجود أزمة في المحادثات".
وأشار المصدر، إلى أن "الفريق التفاوضي استُدعي من الدوحة لأن هناك قرارات تتعلق بسير المفاوضات لا يمكن اتخاذها عن بُعد"، فيما صرّح مسؤول آخر مطلع على سير المحادثات للشبكة، بأن "رد حماس كان إيجابياً".
وزعم مسؤول إسرائيلي كبير ومصدر مطلع على التفاصيل في تصريحات لـ"أكسيوس"، أن وفد "حماس" طالب بزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل إطلاق سراح المحتجزين.