إسرائيل تشدد على رفض الضغوط الدولية بشأن غزة وتشكك في "أزمة التجويع"

دبي -الشرق

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الثلاثاء، إن الوضع في غزة "صعب"، لكنه شكك في "أزمة التجويع"، إذ زعم أن ما ترصده الحكومات والمنظمات الدولية بشأن أزمة الجوع الطاحنة التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة بأنها "أكاذيب"، بينما شدد على رفض تل أبيب، للضغوط الدولية بشأن غزة، مع تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.

وجاءت تصريحات ساعر، بعد تأكيد هو مرصد عالمي للجوع، من أن ملامح المجاعة تتكشف في غزة، وحذر المرصد من أن "أدلة متزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يقود لارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع".

وأثارت صور الفلسطينيين الجوعى، والأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، انتقادات دولية متصاعدة، منها حلفاء تقليديون لإسرائيل، وطالبوا بالإنهاء الفوري للحرب والسماح بدخول المساعدات.

وأضاف ساعر خلال مؤتمر صحافي في القدس: "سنتعاون مع أي جهة ترغب في المشاركة في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة"، وقال إن "أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات دخلت غزة خلال الشهرين الماضيين"، وهو ما شككت فيه العديد من المنظمات الدولية التي تؤكد أن السلطات الإسرائيلية لا تسمح سوى بكميات محدودة غير كافية من المساعدات. 

وأعلنت إسرائيل، الأحد الماضي، تعليق العمليات العسكرية لعشر ساعات يومياً في مناطق محددة بغزة وفتح ممرات مساعدات جديدة، فيما قام الأردن والإمارات بعملية إسقاط جوي للإمدادات على القطاع.

لكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، قال، الثلاثاء، إنه لم يتمكن بعد من إيصال كميات المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزة، رغم إعلان إسرائيل اتخاذ إجراءات جديدة.

ضغوط متزايدة

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن "هناك مجاعة حقيقية" في قطاع غزة، وإن الأولوية القصوى هي إطعام الناس لأن "الكثير منهم يتضورون جوعاً".

وتحدث ترمب، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، قائلاً إن "هناك مجاعة حقيقية، وهذا أمر لا يمكن التشكيك فيه". وأضاف: "إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تدفق المساعدات"، و"قادرة على فعل الكثير فيما يتعلق بإيصال الطعام".

وتجاهل وزير الخارجية الإسرائيلي الضغوط الدولية على بلاده لوقف الحرب على غزة، وقال إنها دفعت حركة "حماس" إلى "تصلب موقفها وتخريب فرص وقف إطلاق النار والتوصل لصفقة بشأن الأسرى".

وأضاف ساعر: "لن تجبر أي قوة خارجية إسرائيل على التضحية بأمنها لكننا منفتحون دائماً على الحوار البناء"، وتابع: "الضغط العسكري في غزة فعال ولكنه ليس الخيار الوحيد"، وادعى أن إسرائيل مستعدة أيضاً لاستخدام الدبلوماسية.

وأعلنت مصر وقطر، اللتان تتوسطان في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، عن إحراز تقدم في المحادثات، لكن الجولة الأخيرة من المفاوضات في الدوحة توقفت الأسبوع الماضي دون التوصل إلى اتفاق في الأفق.

أزمة إنسانية متفاقمة

وكشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، أنه لم يتمكن بعد من إيصال كميات المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزة، رغم إعلان إسرائيل أنها ستتخذ إجراءات جديدة للسماح بدخول المزيد من الإمدادات.

وقال روس سميث، كبير مستشاري البرامج الإقليمية في المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق ووسط إفريقيا، خلال إحاطة إعلامية في الأمم المتحدة بجنيف عبر الفيديو "لم نحصل على التصريح اللازم لنقل الكميات التي طلبناها".

وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي للجوع، من أن المجاعة "تتكشف" في قطاع غزة، وأن "أدلة متزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يقود لارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع".

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تشترك فيها 21 منظمة إغاثة ومنظمة دولية ووكالة تابعة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تقييم مدى الجوع الذي يعاني منه السكان.

ووفق التحذير، تشير أحدث البيانات إلى أن استهلاك الغذاء وصل لحد المجاعة في معظم أنحاء القطاع الذي لا يزال يعيش به نحو 2.1 مليون شخص، إلى جانب سوء التغذية الحاد في مدينة غزة.

وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، في بيان، قبل صدور تحذير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "الإعلانات الرسمية عن المجاعة تأتي دائما متخلفة عن الواقع".

وأضاف: "بحلول الوقت الذي أُعلنت فيه المجاعة في الصومال في عام 2011، كان 250 ألف شخص، نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة، قد ماتوا جوعاً. عندما يتم إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات بالفعل".

تصنيفات

قصص قد تهمك