الرئيس الأميركي: الحرب كلفت موسكو أكثر من 112 ألف جندي خلال 2025

ترمب يتحدث عن خسائر حرب أوكرانيا بالأرقام.. ولافروف يشيد بدوره في دفع الحوار

رجال إطفاء أمام مبنى تعرض لضربة روسية في منطقة دونيتسك. 31 يوليو 2025 - REUTERS
رجال إطفاء أمام مبنى تعرض لضربة روسية في منطقة دونيتسك. 31 يوليو 2025 - REUTERS
دبي/موسكو -الشرقرويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه تلقى معلومات تفيد بأن خسائر روسيا البشرية من الحرب في أوكرانيا بلغت 112 ألف و500 جندي وذلك منذ بداية العام الجاري، في وقت ثمّن فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف جهود ترمب في تحريك قنوات التفاوض بين موسكو وكييف، معتبراً أن الحوار الأميركي–الروسي "مفيد للغاية ويثمر نتائج".

وفي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، أشار ترمب إلى أن 20 ألف جندي روسي لقوا حتفهم خلال شهر يوليو فقط وذلك في الحرب الدائرة مع أوكرانيا.

وذكر أن كييف هي الأخرى "عانت كثيراً"، لافتاً إلى سقوط نحو 8 آلاف جندي أوكراني منذ 1 يناير، وهو رقم لا يشمل المفقودين.

واعتبر أن أوكرانيا تكبدت أيضاً خسائر في صفوف المدنيين، "لكن بأعداد أقل"، نتيجة سقوط الصواريخ الروسية على العاصمة كييف ومواقع أوكرانية أخرى.

ووصف ترمب الحرب بأنها "سخيفة"، معتبراً أنها "حرب لم يكن ينبغي أن تحدث أبداً"، وقال: "هذه حرب (الرئيس السابق جو) بايدن، وليست حرب ترمب. أنا هنا فقط لأرى إن كان بإمكاني إيقافها".

"إصرار ترمب"

من جهته، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الجمعة، أن كييف وافقت على اقتراح موسكو باستئناف محادثات إسطنبول بـ"فضل إصرار ترمب".

ونقلت وزارة الخارجية الروسية عن لافروف قوله، إن "النقاش الجوهري بشأن القضية الأوكرانية بين موسكو وواشنطن، والمستمر منذ بداية العام، مفيد للغاية ويثمر نتائج".

وأشار لافروف، إلى أن "استئناف الإدارة الأميركية الحالية للحوار المباشر يتوافق تماماً مع الممارسات الدبلوماسية المعتادة، والتي كان التخلي عنها في عهد جو بايدن مخالفاً للمنطق السليم".

وأضاف: "أميركا تدرك الواقع الحالي المحيط بأوكرانيا، وتسعى لأخذ الأسباب الجذرية للأزمة بعين الاعتبار.. وموسكو تقدر النهج المسؤول لواشنطن بضرورة تفادي مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وأميركا".

وبحث وفدا روسيا أوكرانيا، الأسبوع الماضي، تنفيذ المزيد من عمليات تبادل الأسرى في اجتماع وجيز ضمن محادثات السلام في مدينة إسطنبول التركية، لكن الجانبين لا يزالان مختلفين بشأن شروط وقف إطلاق النار، وعقد اجتماع محتمل بين زعيمي البلدين.

"نتائج إيجابية"

وفي وقت سابق الجمعة، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أمل بلاده إجراء المزيد من محادثات السلام مع أوكرانيا، لكنه يرى في الوقت ذاته، أن زخم الحرب يصب في مصلحة روسيا.

وكان ترمب صرح بأنه سيفرض عقوبات جديدة على موسكو، وكذلك على الدول التي تشتري صادراتها من الطاقة، وأبرزها الصين والهند، في حال لم تتحرك روسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات ونصف قبل 8 أغسطس المقبل.

وعبّر ترمب عن استياء متزايد تجاه بوتين، واتهمه بـ"الهراء"، واصفاً الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا بأنها "مثيرة للاشمئزاز".

من جانبه، لم يشر بوتين بشكل مباشر إلى مهلة ترمب، لكنه قال، إن 3 جولات من محادثات السلام مع أوكرانيا أسفرت عن "بعض النتائج الإيجابية"، وإن روسيا تتوقع استمرار المفاوضات.

وأضاف: "أما عن خيبات الأمل لدى البعض، فإن جميع الخيبات تنبع من التوقعات المبالغ بها. هذه قاعدة معروفة"، "لكن من أجل معالجة المسألة بسلام، يجب إجراء محادثات مفصلة. ليس علناً، بل بهدوء وفي أجواء تفاوضية هادئة".

وذكر أن "القوات الروسية تهاجم على طول خط الجبهة، وأن الزخم في صالح موسكو"، مشيراً إلى ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، الخميس، عن سيطرة قواتها على بلدة تشاسيف يار الأوكرانية بعد معركة دامت 16 شهراً. إلا أن أوكرانيا نفت أن تكون البلدة تحت السيطرة الروسية الكاملة.

سلام طويل الأمد

وكانت كييف دعت منذ أشهر إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما تقول موسكو إنها تريد تسوية نهائية ودائمة، لا مجرد هدنة مؤقتة. ومنذ بدء محادثات السلام في إسطنبول خلال مايو الماضي، نفذت روسيا أعنف ضرباتها الجوية، خصوصاً على العاصمة كييف.

وقالت الحكومة الأوكرانية، إن المفاوضين الروس لا يملكون صلاحية اتخاذ قرارات كبيرة، ودعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي إلى عقد لقاء مباشر. 

وقال زيلينسكي عبر منصة "إكس"، الجمعة: "نحن نعرف من يتخذ القرار في روسيا، ومن بيده إنهاء هذه الحرب. والعالم كله يعرف ذلك أيضاً"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة اقترحت ذلك، وأوكرانيا وافقت، وما هو مطلوب الآن هو استعداد روسيا".

في المقابل، تقول موسكو، إن لقاء القادة يمكن أن يتم فقط لوضع اللمسات النهائية على اتفاقات تم التوصل إليها عبر التفاوض.

وغالباً ما كررت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون اعتقادهم، بأن بوتين لا يسعى فعلياً إلى السلام، واتهموه بالمماطلة، وهو ما ينفيه الكرملين.

من جهته، قال الرئيس الروسي: "أكرر مرة أخرى، نحن بحاجة إلى سلام طويل الأمد ومستقر، قائم على أسس قوية ترضي روسيا وأوكرانيا، وتضمن أمن البلدين".

جاءت تصريحات بوتين خلال لقائه رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، في جزيرة ببحيرة لادوجا الروسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك