ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) السبت، أن الاجتماع الأول للجنة التحقيق في أحداث السويداء، عُقد في مقر وزارة العدل بدمشق، برئاسة الوزير مظهر الويس.
ونقلت الوكالة عن وزير العدل تأكيده على أعضاء اللجنة بضرورة "العمل وفق المبادئ الأساسية للعدالة التي تنصف جميع المتضررين"، موضحاً أن "نتائج العمل يجب أن تصب في مصلحة السلم الأهلي، وإعادة الأمن والأمان والاستقرار لجميع مكونات الشعب السوري".
وأشارت إلى أنه بعد الاجتماع، عقد أعضاء اللجنة جلسة عمل داخلية، تم خلالها اختيار حاتم النعسان رئيساً، وعمار عز الدين متحدثاً إعلامياً، إضافة إلى تخصيص مقر دائم للجنة داخل وزارة العدل، كما تم فتح خطين هاتفيين للتواصل مع الأهالي في السويداء وتلقّي الشكاوى.
وقال رئيس اللجنة حاتم النعسان، إن "التحقيقات ستبدأ فوراً باللقاء مع المسؤولين في محافظتي السويداء ودرعا والأهالي المتضررين".
وأضاف النعسان أن "الهدف من اللجنة كشْف الحقيقة كاملة وتحديد المسؤولين عن الأحداث الأليمة كأساس لتحقيق السلم المجتمعي، مع العمل بصلاحيات كاملة وشفافية".
لجنة تحقيق في أحداث السويداء
وكانت وزارة العدل السورية أعلنت تشكيل لجنة تحقيق بشأن أحداث السويداء الأخيرة، وذلك بعد أن أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية قبل أسبوع تشكيل لجنتي تحقيق أيضاً حول ما جرى وصفه بـ"الجرائم والانتهاكات" التي وقعت في المحافظة الواقعة جنوبي سوريا.
وشهدت محافظة السويداء مواجهات دامية إثر تدخل القوات الحكومية لفض اشتباك وقع بين فصائل بدوية وفصائل درزية، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة ولا سيما بعد تدخل عشرات آلاف المقاتلين من العشائر العربية الموالية لدمشق والتوجه نحو السويداء، وانتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي توثق انتهاكات بحق سكان دروز، ما دفع 3 وزارات هي الدفاع والداخلية والعدل إلى الإعلان عن تشكيل لجان تحقيق وملاحقة المتورطين.
وكانت وزارة الداخلية السورية أدانت في 22 يوليو بأشد العبارات مقاطع الفيديو المتداولة التي تظهر تنفيذ إعدامات ميدانية "من قِبَل أشخاص مجهولي الهوية" في مدينة السويداء، مؤكدة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن هذه الأفعال تُمثّل جرائم خطيرة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات.
وفي يوليو، أعلنت الرئاسة السورية في بيان، "وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار"، ودعت "جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الالتزام الكامل بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، إن سوريا "ليست ميداناً لمشاريع الانفصال أو التحريض الطائفي"، واتهم من لديهم "مصالح ضيقة" و"طموحات انفصالية" بأنهم وراء اشتعال الموقف في السويداء، مضيفاً أن هذه المصالح "لا تعبر عن الطائفة الدرزية بأكملها"، وشدد على أن الدروز "ركن أساسي من النسيج الوطني السوري".
وأضاف الشرع أن "الوساطات الأميركية والعربية" ساهمت في تهدئة الأوضاع بالسويداء في ظل "ظروف معقدة"، وانتقد إسرائيل لشنها غارات جوية على قوات الحكومة السورية، وعلى دمشق خلال الأيام الماضية.