"وول ستريت جورنال": الرئيس الروسي يعرض على واشنطن وقف الحرب مقابل شرق أوكرانيا

ترمب يلتقي بوتين في ألاسكا 15 أغسطس

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإلى جانبه نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - Reuters
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإلى جانبه نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. 28 يونيو 2019 - Reuters
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الموافق 15 أغسطس الجاري في ولاية ألاسكا، مشيراً إلى إمكانية حدوث تبادل للأراضي بين موسكو وكييف "بما يخدم مصلحة الطرفين"، فيما تحدَّث مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون عن اقتراح للرئيس الروسي بـ"وقف الحرب مقابل شرق أوكرانيا".

من جانبه، أكد مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن بوتين وترمب سيلتقيان في ولاية ألاسكا الأميركية في 15 أغسطس، حسبما نقلت عنه وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.

وقال أوشاكوف في تصريحات صحافية: "روسيا والولايات المتحدة جارتان قريبتان، وتحدان بعضهما البعض. ويبدو منطقياً تماماً أن يعبر وفدنا مضيق بيرينج جوا، وأن تعقد قمة مهمة ومرتقبة كهذه بين زعيمي البلدين في ألاسكا".

كما أكد أن التحضيرات للقمة الروسية الأميركية بين بوتين وترمب في ولاية ألاسكا لن تكون سهلة، مشدداً على أن الطرفين سيبذلان جهوداً حثيثة لتحقيقها.

وتابع أوشاكوف: "ستكرس موسكو وواشنطن، بطبيعة الحال، الأيام القليلة المقبلة لبلورة أكثر نشاطاً وكثافة للمعايير العملية والسياسية لقمة ألاسكا".

ومضى يقول: "يبدو أن هذه العملية ستكون شاقة، لكننا سنشارك فيها بنشاط وكثافة".

وكان ترمب قال للصحافيين في وقت سابق: "سألتقي قريباً جداً بالرئيس بوتين. كان من الممكن أن يكون اللقاء أبكر، لكن أعتقد أن هناك ترتيبات أمنية يضطر البعض، للأسف، إلى اتخاذها".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان سيتعين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التنازل عن المزيد من الأراضي، أجاب ترمب: "سنستعيد بعض الأراضي. وسنُجري بعض التبديلات. سيكون هناك تبادل في الأراضي بما يخدم مصلحة الطرفين".

"وقف الحرب مقابل شرق أوكرانيا"

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين قولهم، إن الرئيس الروسي قدّم إلى إدارة ترمب اقتراحاً لوقف شامل لإطلاق النار في أوكرانيا، يتضمن مطالب إقليمية كبيرة من كييف، ودفعاً للاعتراف الدولي بمطالب موسكو.

أعرب مسؤولون أوروبيون عن تحفظات جدية تجاه المقترح الروسي الذي يتطلب من أوكرانيا التنازل عن منطقة دونباس في شرق البلاد، دون أن تقدم موسكو التزامات تُذكر سوى وقف القتال.

وأثار العرض، الذي نقله بوتين إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف خلال اجتماع في موسكو الأربعاء، جدلاً دبلوماسياً واسعاً.

وأعرب المسؤولون الأوروبيون والأوكرانيون -الذين أُطلعوا على المقترح خلال سلسلة اتصالات مع ترمب وويتكوف- عن قلقهم من أن يكون العرض مجرد مناورة روسية لتجنب العقوبات والرسوم الأميركية الجديدة، مع مواصلة الحرب على الأرض.

ورغم وصف ترمب لمقترح بوتين بأنه "ليس اختراقاً"، إلا أنه قال إنه كافٍ لبدء الترتيب لقمة محتملة قد تُعقد الأسبوع المقبل، ما يشير إلى تغير في الموقف الروسي، الذي كان يطالب سابقاً بالسيطرة الكاملة على جبهات القتال الممتدة، بما يتجاوز منطقة دونباس.

وبحسب مصادر مطلعة على الاتصال، أخبر بوتين المبعوث الأميركي أنه سيوافق على وقف شامل لإطلاق النار إذا انسحبت القوات الأوكرانية بالكامل من إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا، وهو ما يعني أن روسيا ستسيطر على دونيتسك ولوجانسك، إلى جانب شبه جزيرة القرم، التي ضمتها عام 2014 وتسعى للاعتراف الدولي بها كجزء من أراضيها.

وشارك ترمب بنفسه في الاتصال الأول، إلى جانب ويتكوف، ونائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو. فيما شارك في الاتصال الثاني، الخميس، الفريق نفسه دون ترمب، وانضم إليهم المبعوث الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج.

وفي اتصال ثالث الجمعة، قال ويتكوف لمسؤولين أوروبيين إن المقترح الروسي يتألف من مرحلتين: تنسحب أوكرانيا من دونيتسك ويتم تجميد خطوط القتال، يلي ذلك اتفاق سلام نهائي بين بوتين وترمب، يتم التفاوض عليه لاحقاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

اجتماع أميركي أوكراني أوروبي مرتقب

فيما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أن مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أوروبية يخططون لعقد اجتماع هذا الأسبوع في بريطانيا للتوصل إلى مواقف مشتركة قبل القمة المرتقبة بين ترمب وبوتين.

وأشار الموقع إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أبدى في مكالمة عبر الفيديو ضمت زيلينسكي وقادة أوروبيين موافقة بوتين على إنهاء الحرب مقابل تنازل أوكرانيا عن منطقتي لوجانسك ودونيتسك.

وأضاف الموقع أن بعض المشاركين في المكالمة أدركوا أن بوتين قبل التنازل عن مطالباته بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا.

ولفت إلى أن ويتكوف قال بعد المكالمة مع كبار المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين إن بوتين "وافق على تجميد الموقف الروسي الحالي فيما يتعلق بخيرسون وزابوريجيا".

لكن مسؤولاً أوكرانياً قال لـ"أكسيوس" إن زيلينسكي سيحتاج لإجراء استفتاء شعبي إذا قبل بمطالب بوتين فيما يتعلق بمنطقتي لوجانسك ودونيتسك لأنه لا يستطيع التنازل عن أراض بموجب الدستور.

"مسارات محتملة للسلام"

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترمب وفريقه للأمن القومي يناقشون "مسارات محتملة للسلام" مع نظرائهم الأوكرانيين والأوروبيين.

وأضافت ليفيت: "احتراماً لحساسية المشاورات الدبلوماسية مع روسيا وأوكرانيا وحلفائنا الأوروبيين، لن يعلّق البيت الأبيض على ما تردد في وسائل الإعلام بشأن تفاصيل المقترح".

ولم يتناول المقترح الروسي بشكل مباشر مساعي أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية، من ضمنها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأكد بوتين أن حكومته ستمرر تشريعات تتعهد بعدم مهاجمة أوكرانيا أو أوروبا، وهو تعهد قوبل بتشكيك كبير من قِبَل المسؤولين الأوروبيين، وفق "وول ستريت جورنال".

وخلال سلسلة اتصالات مع حلفاء أوروبيين هذا الأسبوع، قال ويتكوف إن العرض الروسي يمثل "تحركاً حقيقياً نحو السلام"، حتى وإن بدا أن الاتفاق النهائي قد يختلف عن الصيغة الحالية.

من جهته، أعلن الكرملين الجمعة، أن بوتين أطلع قادة الهند والصين وبيلاروس وجنوب إفريقيا ودول أخرى على تفاصيل اجتماعه مع ويتكوف، فيما أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتصالاً بنظيره التركي هاكان فيدان، في إطار المساعي لتوسيع الدعم الدولي للمقترح.

تصنيفات

قصص قد تهمك