مسؤول سوري: لن نجلس على طاولة التفاوض مع أي طرف يسعى لإحياء عهد النظام السابق

رداً على مؤتمر "قسد".. دمشق: لن نشارك باجتماعات الأكراد في باريس

الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي عقب التوقيع على اتفاق يقضي بدمج قوات الأخير في مؤسسات الدولة. 10 مارس 2025 - @G_CSyria
الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي عقب التوقيع على اتفاق يقضي بدمج قوات الأخير في مؤسسات الدولة. 10 مارس 2025 - @G_CSyria
دبي-الشرق

انتقدت الحكومة السورية، السبت، عقد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مؤتمراً لمكونات شمال وشرق سوريا في مدينة الحسكة، موضحة أنها لن تشارك في اجتماعات مزمعة يقودها الأكراد في باريس، ودعت إلى الانخراط الجاد في تنفيذ اتفاق 10 مارس.

وقال مسؤول بالحكومة السورية تعليقاً على مؤتمر "قسد"، إن المؤتمر يشكل "ضربة لجهود التفاوض الجارية وبناءً على ذلك فإنها لن تشارك في أي اجتماعات مقررة في باريس ولن تجلس على طاولة التفاوض مع أي طرف يسعى لإحياء عهد النظام السابق تحت أي مسمى"، وفق ما نقلت الوكالة السورية الرسمية (سانا).

وأضاف: "المجموعات الدينية أو القومية لها كامل الحق في التعبير عن رؤاها السياسية وتأسيس أحزابها، كما يشترط للمجموعات الدينية أو القومية أن يكون نشاطها سلمياً، وألا تحمل السلاح في مواجهة الدولة، وألا تفرض رؤيتها على شكل الدولة السورية".

وأوضح المسؤول الحكومي أن شكل الدولة "لا يُحسم عبر تفاهمات فئوية، بل عبر دستور دائم يُقرّ عبر الاستفتاء الشعبي، بما يضمن مشاركة جميع المواطنين على قدم المساواة، ويحق لأي مواطن طرح رؤاه حول الدولة، لكن ذلك يتم عبر الحوار العام وصناديق الاقتراع، لا عبر التهديد أو القوة المسلحة".

ودعا المسؤول في الحكومة السورية "قسد" إلى "الانخراط الجاد في تنفيذ اتفاق 10 مارس الماضي"، ونقل جميع المفاوضات إلى دمشق باعتبارها "العنوان الشرعي والوطني للحوار بين السوريين".

واعتبر أن المؤتمر "لا يمثل إطاراً وطنياً جامعاً، بل تحالفاً هشّاً يضم أطرافاً متضررة من انتصار الشعب السوري وسقوط عهد النظام البائد، وبعض الجهات التي احتكرت أو تحاول احتكار تمثيل مكونات سوريا بقوة الأمر الواقع".

واتهم المسؤول السوري هذه الأطراف بأنها "تستند إلى دعم خارجي وتلجأ لمثل هذه المؤتمرات، هروباً من استحقاقات المستقبل، وتنكراً لثوابت الدولة السورية القائمة على جيش واحد، حكومة واحدة، وبلد واحد"، على حد قوله.

وأضاف أن الحكومة السورية تندد بشدة بـ"استضافة المؤتمر لشخصيات انفصالية ومتورطة في أعمال عدائية"، واصفاً إياه بأنه "محاولة لتدويل الشأن السوري واستجلاب التدخلات الأجنبية وإعادة فرض العقوبات"، وفق وصفه.

يشار إلى أن الرئاسة السورية أعلنت في 10 مارس الماضي، توقيع اتفاق يقضي باندماج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية، والتأكيد على وحدة أراضي البلاد ورفض التقسيم.

مؤتمر "قسد"

واختتم "كونفرانس وحدة الموقف" لمكونات شمال وشرق سوريا أعماله، الجمعة، في مدينة الحسكة، بإصدار بيان ختامي شدّد فيه المشاركون على ضرورة ترسيخ التعدد القومي والديني والثقافي في البنى السياسية، واعتماد دستور ديمقراطي يضمن لا مركزية الحكم والمشاركة الفعلية لجميع المكونات، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

كما دعا البيان إلى عقد مؤتمر وطني سوري شامل، وإطلاق مسار للعدالة الانتقالية يضمن عودة آمنة وكريمة للمهجّرين، ورفض التغيير الديمغرافي، وفق ما ذكرت وكالة "هاوار" الكردية.

وعُقد المؤتمر تحت شعار "معاً من أجل تنوّع يعزز وحدتنا وشراكة تبني مستقبلنا"، في المركز الثقافي بمدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة، بمشاركة أكثر من 400 شخصية يمثلون الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، والمؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية وممثلي مكونات شمال وشرق سوريا.

اقرأ أيضاً

قائد قسد يعلن نفسه ضامناً للاستقرار ويثير الغضب في دمشق

قائد قسد يعلن أن قواته الضامن الأساسي للاستقرار في شمال شرق سوريا، ما أثار انتقادات واسعة من دمشق ومخاوف من تصعيد جديد يهدد وحدة البلاد.

وتُعتبر "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة أكبر كتلة مسلحة خارج إطار القوات المسلحة، وتسيطر على منطقة الجزيرة الغنية بالنفط (الإنتاج الحالي حوالي 100 ألف برميل)، إلى جانب إنتاج سوريا من القمح.

وتُسيطر "قسد" على مناطق واسعة شمالي وشرق سوريا، ولم تشارك في المعارك الأخيرة التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وكانت تتركز أولويتها بالحفاظ على مناطق سيطرتها، ومنع تقدم فصائل المعارضة باتجاه مواقعها.

تصنيفات

قصص قد تهمك