"حماس": نبحث مع المسؤولين المصريين جهود إنهاء الحرب و"التوافق الفلسطيني"

مفاوضات غزة.. "محادثات تمهيدية" في القاهرة وسط جهود مكثفة لـ"كسر الجمود"

دبي -الشرقوكالات

تبدأ في العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، "محادثات تمهيدية" بين وفد من حركة "حماس" الفلسطينية، ومسؤولين مصريين، في إطار جهود "كسر الجمود" في مفاوضات غزة الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، والمتعثرة منذ يوليو الماضي، بينما تدرس إسرائيل، إرسال وفدها التفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. 

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في تصريحات لـ"الشرق"، إن الوسطاء في مفاوضات غزة (مصر وقطر والولايات المتحدة)، يعملون على "جهود جديدة" لإبرام اتفاق يضمن وقف الحرب.

وتجري مصر جهوداً مكثفة واتصالات مع كافة الأطراف لـ"تجاوز الخلافات من أجل التوصل إلى هدنة مؤقتة في القطاع"، حسبما نقلت قناة "القاهرة" الإخبارية المصرية، عن مصادر مطلعة، مشيرة إلى أن زيارة وفد "حماس"، "تأتي بعد فترة جمود شهدتها عملية التفاوض"، مؤكدة أن "مساعي القاهرة في ملف الهدنة تجري بالتوازي مع الجهود التي تبذلها حالياً لإدخال المساعدات إلى القطاع"، الذي يعاني من أزمة إنسانية طاحنة مع تصاعد أعداد ضحايا التجويع الإسرائيلي للفلسطينيين في القطاع. 

في المقابل، تدرس إسرائيل إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، للاجتماع مع مسؤولين قطريين كبار، في إطار جهود استئناف المفاوضات، حسبما أفاد مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مصدرين مطلعين.

وذكر مراسل الموقع الأميركي، عبر منصة "إكس"، أن هذه المحادثات المرتقبة، ستتناول الجهود الرامية إلى صياغة "اتفاق شامل ينهي الحرب" على غزة، ويضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين. 

وأعلنت حركة "حماس"، أن "المحادثات التمهيدية"، التي تبدأ، الأربعاء، في القاهرة، مع المسؤولين المصريين، تبحث آخر التطورات المتعلقة بالحرب، ومجمل الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة. 

وقالت "حماس"، حسبما ورد في بيان للحركة، في وقت مبكر الأربعاء، إن وفد الحركة المفاوض، برئاسة، خليل الحية، سيبحث في "المحادثات التمهيدية"، "سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة شعبنا في غزة، والعلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، والعلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها".

وأوضح القيادي في "حماس"، طاهر النونو، وفق البيان، أن المحادثات ستجرى مع المسؤولين المصريين، دون الإشارة إلى مشاركة محتملة لأي أطراف أخرى، بينما لفتت تقارير إسرائيلية، إلى أن مصر تعتزم دعوة فريق التفاوض الإسرائيلي إلى زيارة القاهرة، خلال الأيام المقبلة، حال إحراز تقدم في المحادثات مع "حماس".

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لن توافق على اتفاق يتم بموجبه الإفراج عن بعض المحتجزين فقط في قطاع غزة، وأضاف في مقابلة مع تلفزيون I24 NEWS الإسرائيلي، الثلاثاء: "لن أعود إلى الاتفاقات الجزئية... أريدهم (الرهائن الإسرائيليين) جميعاً"، فيما تضغط الولايات المتحدة لإبرام "صفقة شاملة".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن "الوسطاء طرحوا مبادرة جديدة على (حماس)، وهي صفقة شاملة تتضمن تحرير جميع الرهائن الأحياء والجثامين، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ونزع سلاح الحركة".

وأشارت الهيئة، إلى أن هناك انقساماً داخل فريق التفاوض الإسرائيلي، بشأن إمكانية التقدم في المفاوضات، "حتى في حال عرض اتفاق جزئي".

خطة الاجتياح الإسرائيلي

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، في وقت سابق، إن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) يجرون "اتصالات ماراثونية حثيثة" مع إسرائيل وحركة "حماس"، في محاولة للتوصل إلى اتفاق قبل حدوث اجتياح إسرائيلي شامل جديد لمدينة غزة.

وأكدت المصادر أن هذه الاتصالات تبحث رزمة مقترحات لإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الشامل من قطاع غزة مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وإبعاد عدد من قادة الجناح العسكري لحركة "حماس" إلى الخارج، وتشكيل إدارة محلية مهنية غير سياسية لحكم القطاع يعاونها جهاز شرطي مهني.

وأشارت المصادر، إلى أن الوسطاء، يبحثون هذه المقترحات مع بعضهم أولاً قبل نقلها إلى الجانبين، وأن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق، "إلا إذا كان الجانب الإسرائيلي مصمماً على الحرب لأغراض وحسابات خاصة".

ورغم المزاعم الإسرائيلية بشأن الفجوة مع "حماس"، إلا أن مصادر مطلعة على الاتصالات مع الوسطاء، قالت إن "الحركة تبدي مرونة بهدف التوصل إلى اتفاق لكنها تستعد للسيناريو الأسوأ في حال رفض الجانب الإسرائيلي المقترحات المقدمة".

وفي 24 يوليو الماضي، سحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة "حماس" ردّها على مقترح الهدنة.

ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر، الجمعة، على اقتراح نتنياهو بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة، بعدما أعلن نتنياهو، اعتزام تل أبيب "فرض السيطرة العسكرية على كامل قطاع غزة". 

وقوبلت موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الجمعة، على خطة جديدة لتوسيع العمليات العسكرية والسيطرة على مدينة غزة، أكبر مركز حضري في القطاع، بإدانات إقليمية ودولية واسعة.

وأظهرت الخطة الجديدة، نية إسرائيل السيطرة العسكرية على مناطق إضافية من وسط غزة، في عملية قد تستمر عدة أشهر وتشمل تهجيراً إضافياً لنحو مليون فلسطيني.

وتسيطر إسرائيل حالياً على 75% من مساحة القطاع، بحسب تصريحات نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي.

أوضاع إنسانية كارثية وأزمة جوع طاحنة

ويعاني قطاع غزة، من أوضاع إنسانية كارثية وأزمة جوع طاحنة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي والقصف الذي أودى بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023.

وندد وزراء خارجية 27 دولة وكيانا غربياً، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، بالوضع الإنساني في غزة، وطالبوا إسرائيل بالسماح بإدخال جميع شحنات المساعدات الدولية غير الحكومية إلى القطاع، وشددوا على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. 

ووقع على البيان وزراء خارجية كل من أستراليا، وبلجيكا، وكندا، وقبرص، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وأيسلندا، وإيرلندا، واليابان، وليتوانيا، ولوكسمبورج، ومالطا، وهولندا، والنرويج، والبرتغال، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، بريطانيا.

وجاء في البيان المشترك، الثلاثاء: "لقد وصلت المعاناة الإنسانية في غزة إلى مستويات لا تُصدق.. المجاعة تتكشف أمام أعيننا.. لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة الآن لوقف المجاعة وعكس مسارها. يجب حماية المجال الإنساني، ويجب عدم تسييس المساعدات".

وأضاف البيان: "يجب عدم استخدام القوة المميتة في مواقع توزيع المساعدات، ويجب حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والعاملين في المجال الطبي. يجب اتخاذ خطوات فورية ودائمة وملموسة لتسهيل وصول آمن وواسع النطاق للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين".

وتتسارع المواقف الدولية الرافضة للتصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما تتسع دائرة الدول العازمة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وطالبت المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، باتخاذ "إجراءات عاجلة" بعد أن أعلنت مصادر طبية في غزة وفاة أكثر من 100 طفل بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب على القطاع في أكتوبر 2023.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، عن مصادر طبية قولها إن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع ارتفع إلى 227 فلسطينياً، من بينهم 103 أطفال.

تصنيفات

قصص قد تهمك