واصلت إسرائيل خطوات تقويض الوحدة الجغرافية والسكانية لفلسطين، بعد موافقتها على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في إطار "مشروع E1" الاستيطاني الذي يهدف لفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية المحتلة، ما يقوض فكرة "حل الدولتين" لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويهدف المشروع إلى ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" مع القدس الشرقية، وهو ما يعتبره معظم المجتمع الدولي خرقاً للقانون الدولي، إذ تُعد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والاحتلال العسكري للمنطقة منذ عام 1967، غير شرعيين.
وأعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الخميس، إقرار خطط لإقامة مستوطنات جديدة، في خطوة قال إنها ستقوّض تماماً إمكانية قيام دولة فلسطينية.
وتستعرض "الشرق" في هذا التقرير تفاصيل مخطط E1 الاستيطاني الذي تعمل إسرائيل على تنفيذه منذ نحو 26 عاماً.
ما هو المخطط الاستيطاني E1؟
مخطط E1 هو مشروع استيطاني اعتمدته الحكومة الإسرائيلية عام 1999 على أراضٍ فلسطينية تبلغ مساحتها 12,000 دونم (حوالي 12 مليون متر مربع).
وتعمل إسرائيل على تنفيذ مخطط تسميه "القدس الكبرى" ويستهدف توسيع حدود المدينة المقدسة لتشمل 3 تكتلات استيطانية إسرائيلية حولها، وهي: "مستوطنة معاليه أدوميم شرقاً، ومستوطنة جفعات زئيف شمالاً، ومستوطة جوش عتصيون جنوباً".
ويهدف ربط هذه المستوطنات بالقدس الشرقية إلى خلق تواصل جغرافي بين التكتلات الاستيطانية من جهة، وعزل وإخراج التجمعات الفلسطينية خارج حدود المدينة وحرمانها من حقها التاريخي.
وتعد مستوطنة "معاليه أدوميم" الواقعة في الضفة الغربية المحتلة شرق القدس القديمة "نقطة محورية" ضمن مخطط E1 الاستيطاني، بحسب نشرة أصدرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ويسعى رئيس مستوطنة "معاليه أدوميم" للبناء في مواقع مختلفة في محيط القدس ضمن مخطط E1، مثل بناء مدينة ملاهي كبيرة على مساحة 800 دونم (حوالي 800 ألف متر مربع) تضم متنزهاً وبحيرة صناعية وملاعب رياضية وفنادق تهدف لجذب السياح، إضافة إلى بناء حي استعماري جديد يحمل اسم "مفسيرت أدوميم" يتضمن أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية بهدف ربط القدس الشرقية بمنطقة غور الأردن ومنها إلى الحدود الشرقية.
ويخطط الاحتلال الإسرائيلي أيضاً لربط مستوطنة "كيدار" بمستوطنة "معاليه أدوميم" والبناء في المنطقة الواقعة بينهما.
وفي عام 2012، أقرت إسرائيل عدة مخططات تفصيلية ضمن E1، منها:
مخططات إسرائيل لتوسيع مشروع E1
- مخطط رقم (2/4/420): الاستيلاء على 1350 دونم (حوالي مليون و350 ألف متر مربع) لإقامة منطقة صناعية شمال غرب منطقةE1
-
مخطط رقم (9/4/420): الاستيلاء على 180 دونم (حوالي 180 ألف متر مربع) لإقامة مقر لشرطة الاحتلال.
-
الاستيلاء على مساحة 500 دونم (حوالي 500 ألف متر مربع) من أراضي بلدتي عناتا وشعفاط لإقامة مكب نفايات على أن يتم تحويله لاحقاً لحديقة عامة للمستوطنين.
-
مخطط (10/4/420) لبناء 2176 وحدة استعمارية
-
مخطط (3/4/420) لبناء 256 وحدة استعمارية إضافة إلى 2152 غرفة فندقية
-
مخطط (7/10/420) لبناء 1250 وحدة، وآخر لإقامة حديقة توراتية شمال غرب المخطط
طريق محظور على الفلسطينيين
بالإضافة إلى المخططات السابقة، يشمل المشروع الاستيطاني أيضاً طريقاً أطلقت عليه إسرائيل اسم "نسيج الحياة".
وتم إنجاز جزء من هذا الطريق بالقرب من جدار الفصل، ويمتد شرق قرية عناتا الفلسطينية، شمال شرق القدس، وصولاً إلى قرية الزعيم الفلسطينية، شرق القدس.
وترغب إسرائيل أيضاً في إنشاء جزء آخر من الطريق بداية من قرية الزعيم وصولاً إلى بلدة العيزرية، شرق القدس، ليصبح هذا الجزء وسيلة لتنفيذ وتطوير مخطط البناء في E1.
ويهدف المشروع أيضاً إلى تحويل طريق القدس–العيزرية إلى طريق يخدم المستوطنات الإسرائيلية، مع منع المواطنين الفلسطينيين من استخدامه، ما يعمق العزلة الجغرافية للقدس الشرقية.
التهجير القسري للبدو
ومن أجل إنجاح المشروع الاستيطاني، تواصل إسرائيل سياسة تهجير التجمعات البدوية، إذ بدأت بالنقب ثم الأغوار، وذلك منذ عامي 1948 و 1967.
وتستهدف إسرائيل تهجير 46 تجمعاً بدوياً، بعضهم جرى تهجيرهم بالفعل بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، بهدف تفريغ المناطق الشرقية من الوجود الفلسطيني.
وسعت سلطات الاحتلال إلى إيجاد بدائل سكنية للبدو في مناطق مثل العيزرية وأريحا، لكن صمود المواطنين حال دون تنفيذ هذه الخطط.
ويعتبر تشييد المستوطنات في المناطق الخاضعة للاحتلال مخالف لأحكام القانون الدوليّ الإنسانيّ التي تحظر نقل سكان الدولة المحتلة إلى المنطقة الخاضعة للاحتلال.
كما يحظر القانون الدولي إجراء تغييرات دائمة في داخل المنطقة الخاضعة للاحتلال، كما أنّ تشييد المستوطنات يؤدّي إلى المسّ بسلسلة من حقوق الإنسان الخاصة بالفلسطينيين، كطرد التجمعات السكانية البدوية التي تعيش في هذه المنطقة اليوم.