قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء، إن بلاده لا يمكنها قطع علاقاتها بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بعد إقرار قانون يعلق التعاون مع الوكالة، فيما قال مصدر إيراني إن الاتصالات مع دول الترويكا الأوروبية، "مستمرة بشكل مباشر"، وسط تهديدات بإعادة فرض العقوبات.
وأضاف عراقجي قال في تصريحات نشرتها وسائل إعلام رسمية الأربعاء، أن طهران "لا يمكنها قطع التعاون بالكامل مع الوكالة... لذلك يجب أن يكون المفتشون هناك لإنجاز هذه المهمة.
وجاءت تصريحات عراقجي بعد يومين من قول متحدث باسم وزارة الخارجية إن إيران ستواصل المحادثات مع الوكالة وإن الجانبين سيعقدان على الأرجح جولة مفاوضات أخرى في الأيام المقبلة.
المحادثات مع واشنطن
ورداً على سؤال بشأن استئناف المحادثات مع واشنطن، قال عراقجي إن المفاوضات تحتاج إلى الوصول إلى مرحلة "النضج". وتابع: "طهران وواشنطن لم تصلا بعد إلى المرحلة التي تسمح بإجراء محادثات نووية فعالة، يجب عقد المفاوضات مع الولايات المتحدة في الوقت المناسب، لكل مفاوضات وقت محدد يسمى ’نضج المفاوضات’، ويجب أن تصل (المفاوضات) إلى هذا النضج قبل عقدها".
وأضاف "في رأيي، لم نصل بعد إلى مرحلة النضج التي تسمح بإجراء مفاوضات فعالة مع الولايات المتحدة".
وتم تعليق الجولة السادسة من المحادثات بين طهران وواشنطن بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية في يونيو.
تعليق التعاون مع الوكالة
ومنذ أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة منشآت إيران النووية خلال حرب الـ12 يوماً، في يونيو الماضي، لم يتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى المواقع النووية رغم تأكيد مديرها العام رافاييل جروسي أن عمليات التفتيش لا تزال ضرورية، وفق الوكالة.
وصدق البرلمان الإيراني الشهر الماضي، على تشريع يعلق التعاون مع الوكالة وينص على أن أي عمليات تفتيش فيما بعد ستحتاج إلى موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
واتخذ البرلمان هذه الخطوة بعد أن اتهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"تمهيد الطريق عملياً" للهجمات الإسرائيلية الأميركية من خلال تقرير أصدرته في 31 مايو، دفع مجلس محافظي الوكالة لإعلان أن إيران "تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة الحد من الانتشار النووي"..
المحادثات مع الترويكا
ونقلت وكالة "تسنيم" عن مصدر مطلع قوله إن الاتصالات مع دول الترويكا الأوروبية، (بريطانيا وألمانيا وفرنسا)، مستمرة بشكل مباشر.
وأضاف المصدر الإيراني، الذي لم تسمه الوكالة، أن المباحثات مستمرة بشأن تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات التي تعرف باسم Snap Back، مشيراً إلى أنه لا يمكن الجزم بالقرار النهائي للأوروبيين.
وتابع أنه لم يتحدد موعد حتى الآن للجولة المقبلة من المفاوضات بين إيران وأوروبا، مؤكداً على أن الرسائل بين الطرفين تُنقل باستمرار بشكل متبادل.
وأبلغت الترويكا الأمم المتحدة في 13 أغسطس، باستعدادها لتفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات على طهران، إذا لم تستأنف المفاوضات مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي.
وكتب وزراء خارجية الدول الثلاث، المعروفة بـ"الترويكا الأوروبية" E 3، وهي الدول الموقعة على الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، رسالة إلى الأمم المتحدة، الثلاثاء، قائلين: "لقد أوضحنا أنه إذا لم تكن إيران مستعدة للتوصل إلى حل دبلوماسي قبل نهاية أغسطس 2025، أو أنها لا تغتنم فرصة التمديد، فإن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث مستعدة لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات".
وتم توجيه الرسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش ومجلس الأمن الدولي، ووقّعها وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ووزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.