دعا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني جانتس، مساء السبت، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة المعارضة إلى تشكيل "حكومة طوارئ مؤقتة" تُعنى بمهمتين أساسيتين: إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، وإقرار تشريعات تخص تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية (الحريديم) في الجيش.
وعرض جانتس، رئيس حزب "أزرق أبيض-الوحدة الوطنية"، مبادرته خلال مؤتمر صحافي، موجّهاً حديثه إلى نتنياهو، وزعيم المعارضة يائير لبيد، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، وفق ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال جانتس إن جنود الاحتياط "ينهارون تحت العبء" بعد نحو عامين من حرب إسرائيل على غزة.
واقترح تشكيل ما أسماه "حكومة إنقاذ الأسرى والمساواة في العبء العسكري"، بولاية واضحة مدتها 6 أشهر فقط، لتتوجه البلاد بعدها إلى انتخابات مبكرة.
"تردد نتنياهو في إبرام صفقة أسرى"
واتهم جانتس نتنياهو بالتردد في إبرام صفقة تبادل مع "حماس" نتيجة ضغوط حلفائه من اليمين المتطرف، "لا بسبب اعتبارات أمنية حقيقية"، وقال: "في أنفاق حماس هناك 50 أسيراً.. كل أسير قد يكون ابننا أو ابنك".
ووصف مبادرته بأنها "ليست لإنقاذ نتنياهو سياسياً بل لإنقاذ الأسرى".
وجاء رد حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان متحفظاً، إذ قال في بيان: "ندعو إلى إعادة جميع الأسرى فوراً ومن دون شروط". وأضاف: "الحكومة الوحيدة التي سنشارك فيها هي حكومة صهيونية شاملة، ولن نكون جزءاً من أي مناورة سياسية".
وليبِرمان على خلاف متكرر مع نتنياهو بشأن السياسات الأمنية، والتجنيد الإجباري للحريديم وقضايا فساد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها جانتس الانضمام لحكومة وحدة مع نتنياهو. ففي 2020 انضم إلى حكومة طوارئ خلال جائحة كورونا، لكنها انهارت سريعاً بعد اتهامات لنتنياهو بالتحايل على اتفاق تقاسم السلطة.
كما دخل جانتس حكومة طوارئ مع نتنياهو بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، لكنه انسحب في يونيو 2024 احتجاجاً على إدارة نتنياهو للحرب وغياب استراتيجية واضحة. وحالياً، يواجه حزبه تراجعاً في استطلاعات الرأي، خصوصاً بعد استقالة زميله البارز جادي آيزنكوت.
تجنيد الحريديم
وإلى جانب قضية المحتجزين، يضع غانتس ملف "تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية" في صلب مبادرته.
فالتحالف الحكومي الذي يعتمد على الأحزاب الحريدية يرفض إصلاحات واسعة للنظام القائم منذ عقود، فيما يرى منتقدوه أنه يحمّل غير الحريديم عبئاً "غير عادل"، خاصة في ظل استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط منذ أكتوبر 2023، في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
واعتبر جانتس أن هذه "فرصة لتخفيف الضغط عن الجيش والمجتمع"، مشيراً إلى أن الحكومة المؤقتة "سيكون لها هدف ضيق ومحدد، قبل إعادة السلطة إلى الناخبين".
ودعا لبيد في السابق إلى وحدة وطنية واسعة، لكنه ظل متردداً في الانضمام إلى حكومة يقودها نتنياهو.