قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان لـ"الشرق"، إن الموقف الذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو الماضي، بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، يأتي في سياق أنه لا يمكن أن يكون الحل في قطاع غزة عسكرياً، معتبراً أن الاعتراف هو المفتاح للحل السياسي.
وأضاف لوموان في مداخلة مع برنامج "البعد الرابع" أن "القضية الفلسطينية بشكل عام يجب أن يتم حلها سياسياً، لإعطاء الشعب الفلسطيني أي أمل سياسي، وهذا هو الهدف من المؤتمر الذي قمنا به برئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية لحل الدولتين"، مبيناً أن الاعتراف بدولة فلسطين يمهد لحل الدولتين.
وتابع: "يجب على الفلسطينيين أن تكون لديهم دولة، والحل الوحيد هو حل الدولتين، دولتان تعيشان بسلام جنباً إلى جنب والطريق الوحيد لذلك هو الاعتراف بدولة فلسطين".
وأشار لوموان إلى أن باريس تمكنت من إطلاق ما أسماها بـ"ديناميكية إيجابية" ستلقى صداها في نيويورك خلال سبتمبر المقبل، عندما يعترف الرئيس الفرنسي بدولة فلسطين.
وأشار إلى أن الديناميكية التي أطلقها المؤتمر أسهمت في خلق تفاعل واسع، إذ أعلنت دول عدة مثل المملكة المتحدة وكندا والبرتغال، إلى جانب دول أوروبية أخرى، استعدادها للانخراط في هذه المسار الإيجابي.
كما كشف أن أكثر من دولة تتجه نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أن الاعتراف يشكّل المفتاح الجوهري لأي حل سياسي في الأراضي الفلسطينية.
واعتبر أنه لا يمكن الوصول إلى حل عبر الوسائل العسكرية، موضحاً أن هذه الدول تدعو إلى إنهاء النزاع، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، والعمل على إطلاق سراح الرهائن.
الضغط على إسرائيل
وأفاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، بأن فكرة الجهود الدبلوماسية هي أن "نضغط على إسرائيل من أجل أن توقف العمليات العسكرية في غزة، وأن تتخلى حكومة نتنياهو عن خططها المزعومة؛ لأنها لا تحترم القوانين الدولية".
وأكد لوموان أنه لا يمكن إفراغ أرض معينة من سكانها بحسب القانون الدولي، مبيناً أنه كل ما انضمت دول أخرى إلى هذا الائتلاف كان ذلك أفضل وضغط إضافي على تل أبيب، على أمل أن تناقش إسرائيل مستقبل الأراضي الفلسطينية.
وذكر أن هنالك صور تأتي من غزة، تظهر مستوى المجاعة التي اعترفت بها الأمم المتحدة، معتبراً أنه يصعب التصديق بأن الحل سيكون بهذه الطريقة.
وشدد لوموان على أن باريس تؤمن بأن الحل يجب أن يكون سياسياً؛ لأن خلاف ذلك سيؤدي إلى دوامة نزاع لا نهاية لها، وإذا ما ضغط الطرف الأميركي على إسرائيل قد نرى نتائج أخرى.
وعند سؤاله عمّا إذا كانت فرنسا تنوي فرض عقوبات محتملة على إسرائيل، أجاب قائلاً: "لا نستبعد أي خيار، كما سبق أن أوضح وزير الخارجية الفرنسي في مناسبة سابقة، غير أن مسألة العقوبات يجب أن تُبحث في إطار الاتحاد الأوروبي مع الدول الأعضاء التي تعتمد مثل هذه الإجراءات، وهو ما يستدعي أيضاً التشاور مع شركائنا الآخرين".
وأبان لوموان أن فرنسا على المستوى الوطني، أقرت بعض العقوبات على مستوطنين إسرائيليين من الذين يقومون بسرقة الأراضي وتهجير سكانها، لافتاً إلى أن هناك اتفاقيات تعاون بين فرنسا وإسرائيل جاري العمل على إعادة النظر فيها.
وضع إنساني كارثي
وفيما يتعلق بتصريحات ترمب بشأن ضرورة إنهاء الحرب في غزة، قال لوموان إن الرئيس الأميركي محق في تأكيده على وجوب وضع حد للصراع، لا سيما وأنه يخلق وضعاً إنسانياً كارثياً، مشيراً إلى أنه من الضروري أيضاً وقف عمليات الاستيطان في الضفة الغربية.
وأضاف لوموان أن الأوروبيين يسعون لإقناع الجانب الأميركي بتبني نفس الموقف الذي نتبناه نحن، موضحاً أنه لم يتم الوصول بعد إلى هذه المرحلة، لكن تصريحات ترمب واعدة، وتتوافق مع التوجه الأوروبي تجاه القضية."