أدانت وزارة الخارجية السورية بـ"أشد العبارات"، الثلاثاء، توغل القوات الإسرائيلية وشنها حملات اعتقال بحق المدنيين في بلدة سويسة بريف القنيطرة، وإعلانها الاستمرار في التمركز "غير المشروع" في قمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة.
كما أدانت الوزارة السورية، في بيان، "الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على أراضيها"، والتي أسفرت عن سقوط شاب جرّاء قصف منزله في قرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي.
وأكدت الوزارة أن "هذه الممارسات العدوانية تمثل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن في المنطقة"، وطالبت المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن بـ"التحرك العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة".
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلت، في وقت سابق الثلاثاء، عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله إن قوات الجيش ستبقى على قمة جبل الشيخ، وفي المنطقة العازلة لحماية مستوطنات الجولان، مما زعم أنها "تهديدات" قادمة من سوريا.
"انتهاك سافر لسيادة سوريا"
وكانت الخارجية السورية نددت، الاثنين، أيضاً بتوغل قوات إسرائيلية في منطقة بيت جن في ريف دمشق، والسيطرة على تل باط الوردة في سفح جبل الشيخ، معتبرة ذلك "انتهاكاً سافراً" لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وأكدت الخارجية السورية في بيان أن "هذا التصعيد الخطير يشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الإقليميين، ويجسد مجدداً النهج العدواني للاحتلال في تحد صارخ لأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، لا سيما المتعلقة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وجددت دمشق دعوتها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لـ"تحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لردع سلطات الاحتلال عن ممارساتها العدوانية، وضمان مساءلتها وفقاً لأحكام القانون الدولي، بما يكفل صون سيادة ووحدة الأراضي السورية".
وشددت الوزارة على أن "استمرار هذه الانتهاكات يقوّض جهود الاستقرار، ويفاقم حالة التوتر في المنطقة، ويشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليميين".
اتفاق أمني
وكانت مصادر سورية رفيعة المستوى قالت في تصريحات خاصة لـ"إندبندنت عربية"، إن سوريا وإسرائيل ستوقعان اتفاقاً أمنياً برعاية الولايات المتحدة في الـ25 من سبتمبر المقبل.
وأوضحت المصادر أن الاتفاق سيسبقه بيوم الـ24 من سبتمبر، خطاب لرئيس سوريا أحمد الشرع في نيويورك، ضمن مشاركته باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب المصادر، فإن تل أبيب ودمشق لن توقعا اتفاق سلام شامل في المستقبل القريب، وسيقتصر الاتفاق على الجانب الأمني لوقف التوترات بين البلدين.
وكان مصدران سوريان مطلعان أفادا بأن وزير الخارجية أسعد الشيباني اجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في باريس، لمناقشة ترتيبات أمنية في جنوب سوريا.
ويجري مسؤولون سوريون وإسرائيليون محادثات بوساطة أميركية في شأن تهدئة الصراع في جنوب سوريا، وأجريت جولة سابقة من هذه المحادثات في باريس في أواخر يوليو، لكنها انتهت من دون التوصل إلى اتفاق نهائي.