أورسولا فون دير لاين: نمضي نحو إنهاء إجراءات تشكيل قوة عسكرية فاعلة في أوكرانيا

الاتحاد الأوروبي يخطط لتحسين دفاعاته بـ"خارطة طريق" تمتد لـ5 سنوات

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تتفقد الحدود البولندية مع بيلاروس رفقة رئيس الوزراء دونالد توسك. 31 أغسطس 2025 - Agencja Wyborcza.pl via REUTERS
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تتفقد الحدود البولندية مع بيلاروس رفقة رئيس الوزراء دونالد توسك. 31 أغسطس 2025 - Agencja Wyborcza.pl via REUTERS
دبي -الشرق

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال لزيارة إلى ليتوانيا، الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تحسين وضعه الدفاعي "في أسرع وقت"، مشيرة إلى المجلس الأوروبي يعتزم تقديم "خارطة طريق" لهذا المسار، للسنوات الخمس المقبلة.

وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسيدا: "نحن بحاجة إلى تحسين وضعنا الدفاعي بسرعة، وعلى نطاق واسع".

وتقوم فون دير لاين بجولة تشمل 7 دول تُعرف بـ"دول الخطوط الأمامية" لطمأنتها إلى دعم الاتحاد الأوروبي في مواجهة العدوان الروسي المحتمل، وتركز خلالها على جهود تعزيز الإنفاق الدفاعي الوطني ورفع مستوى الجاهزية العسكرية للقارة.

وأضافت: "أنه سيجري عرض خارطة طريق للسنوات الخمس المقبلة، خلال اجتماع المجلس الأوروبي غير الرسمي المقرر في أكتوبر المقبل، على أن تتناول الفجوات في الاستثمار والقدرات الدفاعية وكيفية سدها".

وتابعت: "أنا هنا للتأكيد على تضامن أوروبا مع ليتوانيا. أوروبا تحتاج إلى ليتوانيا قوية لحماية حدودنا وشعوبنا"، مشددة على أن "سياسة التماسك ستظل في قلب ميزانية الاتحاد الأوروبي. وسنواصل دعم أمن الحدود وسبل العيش القوية على حد سواء".

وإلى جانب ليتوانيا، زارت رئيسة المفوضية الأوروبية كلاً من بلغاريا وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وبولندا، وجميعها تشترك في حدود مع روسيا أو بيلاروس. ومن المقرر أن تتوجه، الاثنين، إلى رومانيا.

وتتزامن جولتها مع تكثيف الرئيس الأميركي دونالد ترمب جهوده للتوسط بوقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية التي تقترب من دخول عامها الرابع. 

توتر داخلي في بلغاريا

وأثارت زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، إلى أكبر شركة إنتاج أسلحة مملوكة للدولة في بلغاريا، احتجاجات من قبل أحزاب قومية، كاشفةً عن توتر داخلي بشأن الدور المتنامي للبلاد كمركز لإنتاج السلاح، وفق مجلة "بوليتيكو".

ورافق رئيس الوزراء البلغاري روزين جيليازكوف، رئيسة المفوضية الأوروبية في زيارتها لمجمع VMZ "سوبوت"، حيث ناقشا قضايا مرتبطة بالأمن الأوروبي، وقاما بجولة في مرافق المصنع.

وقالت فون دير لاين: "هذا بالضبط هو النوع من المشروعات الذي نريد أن نراه. فهو سيوفر وظائف جيدة للمنطقة. ما يصل إلى ألف وظيفة جديدة ستتوفر هنا في سوبوت بفضل هذه المشاريع، وفي الوقت نفسه سنزيد أيضاً من إنتاجنا للذخيرة".

وتابعت: "بلغاريا تسهم بنشاط في دعم الأمن الدفاعي لكل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. مساهمة بلغاريا وصناعتها الدفاعية ليست مصدر فخر وطني فحسب، بل أوروبي أيضاً. لذلك، شكراً جزيلاً على ذلك".

لكن محتجين من حزب "النهضة" اليميني المتطرف وحزب "فيليتشيه" القومي تجمعوا أمام مدخل المصنع للتعبير عن رفضهم لزيارة الاتحاد الأوروبي.

وتأتي زيارة فون دير لاين لمصنع الأسلحة البلغاري المملوك للدولة، عقب إعلان شركة الدفاع الألمانية "راينميتال" عن خططها لبناء مصنعين جديدين في هذه الدولة البلقانية، من بينها توسيع المنشآت في سوبوت، في خطوة تهدف إلى جعل بلغاريا أكبر منتج للبارود في أوروبا.

خطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا

وفي وقت سابق الأحد، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن عواصم أوروبية تعمل على إعداد "خطط دقيقة للغاية" لنشر قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا ضمن إطار ضمانات أمنية لمرحلة ما بعد الحرب، والتي ستحظى بدعم كامل من القدرات الأميركية، فيما توقَّع المستشار الألماني فريدريش ميرتس استمرار الحرب في أوكرانيا لفترة طويلة.

وأضافت فون دير لاين في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن هناك "خريطة طريق واضحة" لعمليات الانتشار المحتملة. وأضافت: "الضمانات الأمنية بالغة الأهمية وضرورية للغاية. لدينا خريطة طريق واضحة، وقد توصلنا إلى اتفاق في البيت الأبيض… والعمل يسير بشكل جيد للغاية".

اقرأ أيضاً

المفوضية الأوروبية: نعمل على وضع "خطط دقيقة" لنشر قوات في أوكرانيا

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن أوروبا تعمل على وضع "خطط دقيقة للغاية" لنشر قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا وبدعم من القدرات الأميركية.

تزامنت هذه التصريحات مع التحضير لاجتماع سيعقده القادة الأوروبيون، هذا الأسبوع، لتأكيد التزاماتهم الوطنية تجاه القوة الغربية المشتركة. وأوضحت فون دير لاين أن العواصم تعمل على خطط لنشر "قوات متعددة الجنسيات، مع ضمان الدعم الأميركي".

وأضافت: "الرئيس دونالد ترمب طمأننا إلى وجود مشاركة أميركية ضمن هذا الدعم. كان الأمر واضحاً جداً، وتم التأكيد عليه مراراً".

وطالبت أوكرانيا بضمانات أمنية ملموسة من داعميها الغربيين، تشمل وجود قوات على الأرض، في إطار من أي اتفاق سلام ينهي الحرب المستمرة منذ 3 سنوات ونصف.

ومن المقرر أن تضم القوات المحتملة عشرات الآلاف من الجنود بقيادة أوروبية، بدعم أميركي يشمل أنظمة قيادة وتحكم، إلى جانب قدرات الاستخبارات والمراقبة. وقد جرى التوصل إلى هذا الترتيب الشهر الماضي خلال اجتماع جمع ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدداً من القادة الأوروبيين البارزين.

اجتماع مرتقب في باريس

ومن المتوقع أن يجتمع القادة هؤلاء مجدداً في باريس، الخميس المقبل، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمواصلة المناقشات رفيعة المستوى، وفق ما أكد 3 دبلوماسيين للصحيفة. ومن بين المشاركين المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إضافة إلى فون دير لاين.

وأشارت فون دير لاين، إلى أن قادة الدفاع مما يُعرف بـ "تحالف الراغبين" عقدوا اجتماعاً الأسبوع الماضي، و"وضعوا خططاً دقيقة للغاية"، شملت مناقشات حول "العناصر اللازمة لتشكيل قوة عسكرية فاعلة".

وأضافت: "بالطبع، يتطلب الأمر دائماً قراراً سياسياً من كل دولة، لأن نشر القوات أحد أهم القرارات السيادية. لكن الشعور بالإلحاح مرتفع للغاية… الأمور تتقدم وتتشكل بوضوح".

وأثنت فون دير لاين على التزام ترمب بالمشاركة في جهود السلام، بعد أشهر من الغموض في العواصم الأوروبية بشأن موقف الرئيس الأميركي، الذي سبق أن امتدح بوتين واصطدم بزيلينسكي.

تصنيفات

قصص قد تهمك