قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن زيارته إلى الصين إيجابية، وأشاد بالوثائق التي وُقعت عقب محادثاته مع عدد من الدول، وأكد أن روسيا لم تطرح أبداً مسألة منح ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل أراض.
وأضاف بوتين خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الصين أن "روسيا ستزود الصين بأكثر من 100 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، واحتياجات موارد الطاقة في دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ تزداد، بما في ذلك الصين التي تبقى قاطرة للاقتصاد العالمي".
وأوضح أن "روسيا لم تطرح أبداً مسألة منح ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل أراض، ولم تشكك في حق أوكرانيا في ممارسة نشاطها الاقتصادي كما تريد بما في ذلك عضوية الاتحاد الأوروبي".
وأشار الرئيس الروسي إلى أنه مستعد لعقد محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "إذا جاء إلى موسكو"، لكنه أضاف أنه "ليس من الواضح ما إذا كان هذا الاجتماع سيكون مجدياً".
ولاحقاً، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، إن سبع دول على الأقل، من بينها النمسا، والفاتيكان، وسويسرا، وتركيا، وثلاث دول خليجية، أبدت استعدادها لاستضافة اجتماع بين رئيسي أوكرانيا وروسيا، مضيفاً أن زيلينسكي مستعد للمشاركة في مثل هذا الاجتماع في أي وقت، لكنه اتهم بوتين بالمماطلة عبر طرح مقترحات وصفها بأنها غير مقبولة عن قصد.
كما أكد الرئيس الروسي أن "لكل دولة الحق في اختيار نظام تأمين أمنها بنفسها وهو ما ينطبق على أوكرانيا أيضاً"، واستطرد: "حرب أوكرانيا مسألة لا علاقة لها بالرسوم الجمركية الأميركية".
ومضى بوتين قائلاً: "روسيا لطالما اعترضت على عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.. لا يمكن ضمان أمن أوكرانيا على حساب أمن روسيا".
وأشار إلى أن "موسكو لا تناضل من أجل الأرض بقدر ما تناضل لأجل حق الشعوب في التحدث بلغتهم، والعيش في ثقافتهم، ويجب احترام رأي الشعب الذي قرر العيش كجزء من روسيا".
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الرئيس الأميركي قال بوتين إن "علاقتي مع دونالد ترمب إيجابية ومبنية على الاحترام المتبادل، ودعوته إلى زيارة روسيا مطروحة على الطاولة، ولكن لا توجد تحضيرات لمثل هذه الزيارة في الوقت الحالي".
ونوه إلى أن "قيادات دول كبيرة مثل الصين، والهند لا يمكن أن تظهر ضعفاً، أو تتراجع في مواجهة التهديدات".
الكرملين يرد على منشور ترمب
إلى ذلك، رد الكرملين الأربعاء، على منشور الرئيس الأميركي، والذي اتهم فيه قادة الصين وروسيا وكوريا الشمالية بـ"التآمر" على الولايات المتحدة، خلال حضورهم للعرض العسكري الصيني في بكين، بمناسبة مرور 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأعرب الكرملين عن أمله أن يكون المنشور "من باب الدعابة".
وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، إن الكرملين أحيط علماً بالتصريحات التي نشرها ترمب، وأضاف: "ليس لدى قادة روسيا، والصين، وكوريا الشمالية أي نية أو فكرة عن نسج أي مؤامرة خلال مشاركتهم في الاحتفالات الرسمية في الصين".
وأضاف: "من غير الوارد أن تدور في أذهان الزعماء الثلاثة فكرة التآمر على أميركا في أثناء حضورهم احتفالات النصر على الفاشية".
وأعرب عن أمله في أن يكون منشور ترمب قد صدر "من باب الدعابة"، مضيفاً: "نأمل ألا يُؤخذ هذا المنشور على محمل الجد، وأن يكون مجرد تندر كما يبدو".
وأضاف أوشاكوف: "الجميع يدركون الدور المركزي الذي تلعبه الولايات المتحدة، ودونالد ترمب تحديداً في المشهد الدولي الراهن"، معتبراً أن مثل هذه التصريحات "لا تؤثر على طبيعة العلاقات الدولية".
وكان ترمب قد تساءل بشأن ما إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينج سيذكر الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة إلى الصين لـ"مساعدتها في نيل حريتها"، وذلك في تدوينة نشرها عبر "تروث سوشيال" بالتزامن مع انطلاق احتفالات "يوم النصر" في بكين.
وقال ترمب: "السؤال المهم الذي يجب الإجابة عليه هو ما إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينج سيذكر الدعم الهائل، والتضحيات التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية للصين، لمساعدتها في نيل حريتها من غزاة أجانب غير ودودين".
وأضاف: "لقد لقي العديد من الأميركيين حتفهم في سعي الصين نحو النصر والمجد.. آمل أن يُكرموا وتخلد ذكراهم لشجاعتهم وتضحياتهم.. أتمنى للرئيس شي جين بينج والشعب الصيني العظيم يوماً عظيماً ودائماً من الاحتفال".
وتابع: "أرجو أن تبلغوا أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين (الرئيس الروسي)، وكيم جونج أون (زعيم كوريا الشمالية)، بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأميركية".