إيطاليا ترفض وألمانيا تدرس.. وواشنطن تقصر دورها على الدعم الجوي والاستخباراتي

قبل محادثات مع ترمب.. انقسام أوروبي بشأن نشر قوة متعددة الجنسيات بأوكرانيا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتبادلان التحية أثناء لقائهما في قصر الإليزيه في باريس. 3 سبتمبر 2025 - reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتبادلان التحية أثناء لقائهما في قصر الإليزيه في باريس. 3 سبتمبر 2025 - reuters
دبي-الشرق

تواجه العواصم الأوروبية ضغوطاً متزايدة، لتقديم تعهدات ملموسة بشأن نشر قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا، ضمن خطط ما بعد الحرب، وذلك، فيما يستعد القادة الأوروبيون لإجراء محادثات، الخميس، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن ما هم على استعداد لتقديمه لكييف، بحسب ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وتُعد هذه القوة محور الضمانات الأمنية لأوكرانيا، والتي يدرسها ما يسمى بـ"تحالف الراغبين" بقيادة فرنسا وبريطانيا، بدعم محدود من الولايات المتحدة، لكن حالة من عدم اليقين تسيطر على القوى الأوروبية بشأن ما يرغب الأعضاء في المساهمة به، بما في ذلك القوات على الأرض، وما إذا كان ذلك يستند إلى اتفاقيات دفاع مشترك من شأنها أن تلزم الدول الأوروبية بالقتال مع أوكرانيا ضد أي عدوان مستقبلي.

ووفقاً لشخصين مطلعين على المناقشات، ينقسم التحالف تقريباً إلى ثلاث مجموعات: مجموعة مستعدة لنشر قوات، بما في ذلك بريطانيا؛ ومجموعة قررت أنها لن تنشر قوات برية هناك، مثل إيطاليا؛ وأغلبية لم تحسم أمرها بعد، مثل ألمانيا.

وتأتي المحادثات التي يستضيفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، حيث سيشارك بعض القادة شخصياً في باريس، وينضم آخرون افتراضياً، في أعقاب اجتماع تحضيري لمسؤولي الدفاع عقد الأربعاء.

وقال مسؤول في قصر الإليزيه إن الدول الراغبة والقادرة على تقديم ضمانات أمنية أنجزت العمل الفني، مضيفاً: "لدينا اليوم مساهمات كافية لنتمكن من إبلاغ الأميركيين بأننا مستعدون لتحمل مسؤولياتنا، شريطة أن يتحملوا مسؤولياتهم".

زيلينسكي: ناقشنا الإسهامات المحتملة

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه "ناقش الأعمال التحضيرية بشأن الضمانات الأمنية مع ماكرون في باريس قبل الاجتماع".

وأضاف: "ناقشنا أيضاً الدعم الدفاعي لأوكرانيا، بما في ذلك تلبية الاحتياجات الحالية، وتشديد العقوبات على روسيا، وإمكانيات استخدام الأصول الروسية المجمدة".

وأجرى زيلينسكي محادثات الأربعاء مع قادة الدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، ولاتفيا، وليتوانيا، وأيسلندا، والسويد في كوبنهاجن، حيث قال إنهم "ناقشوا هذا الأمر بالتفصيل، مع الإسهامات المحتملة لكل دولة".

وقال زيلينسكي: "سنضع الآن تفاصيل هذه المسألة: من يفعل ماذا في البر والجو والبحر والفضاء الإلكتروني. جيشنا هو جوهر هذه المنظومة؛ وهو قوي وكبير بما يكفي لمقاومة روسيا. وهذا يعني توفير الأسلحة والتمويل، ونحن نعمل على ذلك".

دعم أميركي جوي

وكان الرئيس الأميركي قد أبلغ القادة الأوروبيين أن الولايات المتحدة ستقدم دعماً استخباراتياً وأصولاً للقيادة والتحكم ومساهمات في درع الدفاع الجوي للبلاد، لكن على الأوروبيين قيادة المبادرة.

وشارك وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في رئاسة اجتماع مسؤولي الدفاع الأربعاء، وقال في الاجتماع إن بريطانيا "تراجع مستويات جاهزية القوات المسلحة البريطانية، وتسرع التمويل لتكون جاهزة لأي انتشار في أوكرانيا".

بدوره، صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، بأنه "يتوقع مقترحات ملموسة بشأن الضمانات الأمنية التي سيقدمها التحالف، اليوم أو بعد ذلك بوقت قصير".

وأضاف روته في تصريحات صحافية: "هذا يعني أنه بإمكاننا التواصل بشكل مكثف، حتى مع الجانب الأميركي، لمعرفة ما يريدون تقديمه من حيث مشاركتهم في الضمانات الأمنية".

وكانت فون دير لاين صرحت لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أن العواصم تعمل على "خطط دقيقة للغاية للانتشار العسكري المحتمل في أوكرانيا، مع خارطة طريق واضحة"، وهو ما رفضه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بـ"شدة"، قائلاً إن التصريحات "سابقة لأوانها" وأن فون دير لاين "ليست مخوّلة لمناقشة هذه المسألة".

تصنيفات

قصص قد تهمك