اختاره ماكرون رئيساً لوزراء فرنسا.. من هو سيباستيان لوكورنو؟

وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو يصل قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس. 4 سبتمبر 2025 - Reuters
وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو يصل قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس. 4 سبتمبر 2025 - Reuters
دبي-الشرق

كان وزير القوات المسلحة "الكتوم" سيباستيان لوكورنو على أهبة الاستعداد منذ فترة طويلة، وحان وقته أخيراً، فقد اختاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيساً جديداً للوزراء، مساء الثلاثاء، بعد أن مُني فرانسوا بايرو بهزيمة قاسية في تصويت على الثقة، الاثنين.

ويُعد لوكورنو، البالغ من العمر 39 عاماً، الوزير الوحيد الذي بقي في الحكومة منذ انتخاب ماكرون لأول مرة في عام 2017، متجاوزاً سلسلة لا تنتهي من التعديلات الوزارية وانتخابات مبكرة، بحسب مجلة "بوليتيكو". 

وقال مسؤول برلماني، طلب عدم كشف هويته للحديث بصراحة: "لقد نجح بشكل لافت في عالم ماكرون.. لديه جانب أشبه بالناجي (أي القادر على البقاء حياً)". 

حليف ماكرون الوفي

وخلال السنوات السبع الماضية، رسخ لوكورنو مكانته كحليف وفي للرئيس الفرنسي، وصاغ أسلوباً سياسياً يتناغم مع نهج ماكرون، خصوصاً عبر انخراطه في العمل السياسي على المستوى المحلي. 

وإلى جانب مهامه الحكومية، يشغل لوكورنو عضوية المجلس المحلي في منطقته نورماندي، حيث يقضي معظم عطلات نهاية الأسبوع. ويحرص على البقاء بعيداً عن الأضواء، ولا يكشف الكثير عن حياته الخاصة، ويظهر شخصية متحفظة. 

ونفى لوكورنو تطلعه لتولي رئاسة الحكومة، رغم أن المنافسين الآخرين يشملون صديقه وحليفه القديم وزير العدل جيرالد دارمانان، ووزيرة العمل والصحة كاثرين فوتران، ووزير الاقتصاد إريك لومبار. 

لكن خلف الأبواب المغلقة، يبدو لوكورنو أكثر حيوية بكثير، إذ ينظر إليه على نطاق واسع في دوائر النفوذ الفرنسية باعتباره "سياسياً بارعاً". 

وقال سيناتور من حزب معارض: "في أي مناظرة، يمكنك أن تطرح عليه السؤال نفسه ثلاث مرات، وسيعرف كيف يتجنب الإجابة (عندما لا يرغب في ذلك)، مع ترك الانطباع بأنه منصت جيد"، واصفاً إياه بأنه "بارع للغاية". 

وبدأ لوكورنو مسيرته السياسية في سن الـ19، كأصغر مساعد برلماني في فرنسا. وكان في البداية عضواً بحزب "الجمهوريون" المحافظ، قبل أن يعمل على كسب احترام الوسط واليمين معاً، بدءاً من نيل ثقة إيمانويل وبريجيت ماكرون، وصولاً إلى استضافة عشاءات مثيرة للجدل أحياناً مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. 

وساعد لوكورنو في توسيع هذا النفوذ، التوافق الواسع في فرنسا على ضرورة تعزيز القوات المسلحة وتجهيزها لحروب عالية الكثافة. 

"إعادة تسليح فرنسا"

ومنذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، برز لوكورنو، وهو نفسه عنصر احتياطي في الدرك الوطني، كواجهة لعملية التوسع العسكري الفرنسي. 

وفي عام 2023، قاد التصويت البرلماني على قانون جديد للتخطيط العسكري، خصص 413 مليار يورو للإنفاق الدفاعي بين عامي 2024 و2030. ويشتهر مقر وزارة القوات المسلحة بركض كلب لوكورنو "تيجا" في ممراته. 

ويرتبط لوكورنو بعلاقات وثيقة مع نظيره الألماني بوريس بيستوريوس، وهو وزير دفاع آخر نجا من انتخابات مبكرة. لكن في حين يجيد بناء العلاقات الثنائية والشخصية، يظهر الفرنسي أقل ارتياحاً في المحافل متعددة الأطراف، بما في ذلك اجتماعات الشؤون الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي ببروكسل، التي يتغيب عنها في الغالب. 

وفي العام الماضي، ذكرت تقارير أن رئيس الوزراء الأسبق ميشال بارنييه نصح لوكورنو بالحضور بوتيرة أكبر في العاصمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي. وقال مسؤول في قطاع الصناعة: "إنه ليس أوروبياً كثيراً في طريقة تفكيره". 

ويُعد لوكورنو داعماً قوياً للسيادة الفرنسية، وقد أبدى في بعض الأحيان حذراً تجاه مؤسسات الاتحاد الأوروبي، خصوصاً المفوضية الأوروبية. ويستشهد كثيراً في خطاباته بمؤسس الجمهورية الخامسة شارل ديجول، ووزير قواته المسلحة بيار ميسمير. 

ويرى المسؤول البرلماني أن جزءاً من إرث لوكورنو قد كتب بالفعل. وقال: "الصورة التي يريد أن يتركها، وسيتركها، هي أنه الوجه الذي مثل إعادة تسليح فرنسا". 

تصنيفات

قصص قد تهمك