دخل قادة الاحتجاجات بنيبال في محادثات مع القوات المسلحة استمرت ليومين، بهدف اختيار قيادة انتقالية واستعادة النظام، بعد اضطرابات دامية أطاحت بالقيادة العليا في كاتماندو هذا الأسبوع.
ونقلت "بلومبرغ" عن وكالة Press Trust of India، أن رئيسة المحكمة العليا السابقة سوشيلا كاركي، تعد أبرز المرشحين لتولي رئاسة الحكومة الانتقالية، وفي حال اختيارها، ستكون أول امرأة تشغل منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد.
كما أفادت وسائل إعلام هندية بأن كولمان جيسينج، المدير التنفيذي لهيئة الكهرباء في نيبال، يعد أيضاً من بين الأسماء المطروحة لتولي المنصب، مشيرة إلى أن خبرته في تجارة وتوزيع الطاقة قد تمثل قيمة كبيرة للبلاد، التي تمتلك إمكانات هائلة في مجال الطاقة الكهرومائية.
وذكرت "بلومبرغ" أن اختيار أي من المرشحين سيُعد انفصالاً عن المؤسسة السياسية التقليدية في نيبال، ويعكس في الوقت ذاته محاولة لتهدئة المتظاهرين الشباب المطالبين بإنهاء الفساد المستشري في البلاد.
غضب شعبي
وتشهد نيبال الآن أخطر أزمة سياسية منذ عقود، بعدما خرجت أعداد ضخمة من المتظاهرين من جيل "زد" (الذي وُلد بين عامي 1995 و2010) إلى الشوارع هذا الأسبوع احتجاجاً على قرار حكومي مفاجئ بحظر منصات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية.
ورغم أن الحكومة تراجعت سريعاً عن القرار، فإن الخطوة لم تُفلح في احتواء الغضب الشعبي، بل تصاعدت الاحتجاجات إلى مظاهرات عنيفة أسفرت عن سقوط مئات الجرحى، وإضرام النيران في عدد من المباني الحكومية.
وقالت الشرطة المحلية، الجمعة، إن ما لا يقل عن 51 شخصاً لقوا مصرعهم في الاحتجاجات، مؤكدة أن أكثر من 12500 سجين، بينهم مواطنون هنود، ما زالوا فارّين بعدما تمكّنوا من الهروب من عدة سجون في أنحاء البلاد، مستغلين حالة الفوضى.
وبعد استقالة رئيس الوزراء خادجا براساد شارما أولي، الثلاثاء، نشر الجيش النيبالي قواته في مختلف أنحاء العاصمة لمحاولة احتواء الفوضى المتصاعدة. ورغم استمرار التوتر، بدأت بعض مظاهر الحياة اليومية تعود تدريجياً إلى الشوارع.
وتعد نيبال الأحدث في سلسلة دول جنوب آسيا التي تعرضت لهزات عنيفة نتيجة احتجاجات قادها الشباب ضد الحكومات. ففي العام الماضي، أدت الاحتجاجات في بنجلاديش إلى الإطاحة بالزعيمة التي حكمت البلاد لسنوات طويلة الشيخة حسينة، بينما شهدت سريلانكا في عام 2022 سقوط الحكومة وسط مظاهرات حاشدة.
وعلى الرغم من أن الشرارة الأولى لاحتجاجات نيبال كانت قرار حظر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الأزمة تعكس في جوهرها شعور الشباب بالإحباط من البطالة والتفاوت الاجتماعي.
وانتشرت مصطلحات مثل "أبناء النخبة" على نطاق واسع في منشورات مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بالاحتجاجات، وهو تعبير يُستخدم في إشارة ساخرة إلى أبناء الطبقة الغنية الذين يستعرضون ثرواتهم.
ووفقاً للبنك الدولي، يعيش أكثر من 20% من سكان نيبال، البالغ عددهم 30 مليون نسمة، تحت خط الفقر، فيما تشير أحدث البيانات الرسمية إلى أن معدل البطالة بين الشباب وصل إلى 22%.