دعت الصين، الأحد، الولايات المتحدة إلى احترام السيادة الصينية والتوقف عن التدخل في شؤون هونج كونج، وذلك رداً على توجيه الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم ملاذ آمن مؤقت لبعض سكان المستعمرة البريطانية السابقة.
وفي بيان حمل نبرة خطابية حادة، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينج المذكرة التي أصدرها الرئيس بايدن في هذا الخصوص، بالعمل على "تشويه ومهاجمة قوانين جمهورية الصين الشعبية المتعلقة بحفظ الأمن القومي في منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة، وسياسة الصين في هونج كونج، ما يعد مثالاً آخر لسلوك الولايات المتحدة الدنيء، وتدخلها الفاضح في شؤون هونج كونج".
وأكدت تشونينج أن الصين "ترفض بشدة هذا التدخل وتستنكره"، لافتة إلى أن بكين "قدمت شكوى رسمية إلى الولايات المتحدة" بهذا الخصوص.
وقالت إن "تشريع القوانين الصينية المتعلقة بالأمن القومي وتنفيذها أدى إلى تحسين حكم القانون في هونج كونج، وإعادة الأمن والاستقرار إليها، وضمان الحقوق والمصالح الشرعية والقانونية لسكانها"، على حد تعبير المتحدثة باسم الخارجية الصينية.
تنديد واتهامات
واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن الغاية الحقيقية من تقديم الولايات المتحدة ملاذاً آمناً لسكان هونج كونج إنما هو "دعم للحركات المضادة للصين وقوى الاضطراب في هونج كونج، وإضعاف ازدهار هونج كونج واستقرارها، وعرقلة نمو الصين".
وحثت الولايات المتحدة على "احترام السيادة الصينية والالتزام بالقانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية".
كما حثت واشنطن على "التوقف عن التدخل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخلية للصين، والامتناع عن دعم قوى التخريب المضادة للصين وإيوائها، وإلا فإنها ستضر بمصالحها في هونج كونج، حاصدة بذلك ما زرعته".
"ملاذ آمن"
وقدَّم الرئيس جو بايدن، الخميس الماضي، "ملاذاً آمناً" مؤقتاً لمواطني هونج كونج المقيمين في الولايات المتحدة، ما يسمح للآلاف منهم بتمديد إقاماتهم.
ووفقاً لوكالة "بلومبرغ" الأميركية يسمح القرار الأميركي الجديد لأهالي هونج كونج المقيمين في الولايات المتحدة بالبقاء في البلاد لمدة تصل إلى 18 شهراً.
ويعد هذا القرار بحسب الوكالة، الأحدث في سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن للرد على ما تصفه بقمع الصين للديمقراطية وسيادة القانون في المستعمرة البريطانية السابقة.
وقال بايدن في مذكرة "خلال العام الماضي، واصلت الصين هجومها على الحكم الذاتي لهونج كونج، وعملت على تقويض ما تبقى لديها من عمليات ومؤسسات ديمقراطية، فضلاً عن فرضها قيوداً على الحرية الأكاديمية وقمع حرية الصحافة".
وأضاف أن تقديم ملاذ آمن لمواطني هونج كونج "يعزز مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. والولايات المتحدة لن تتردد في دعم شعب هونج كونج".
آلية التطبيق
ومن غير الواضح عدد المعنيين بهذه الخطوة لكن من المتوقع أن تكون الغالبية العظمى من مواطني هونج كونج الموجودين حالياً في الولايات المتحدة مؤهلة لذلك، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية.
وكشف وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس أن المؤهلين يمكنهم أيضاً طلب الحصول على تصريح عمل، وذلك بحسب ما ذكرته "رويترز".
وقال البيت الأبيض إن هذه الخطوة أوضحت أن الولايات المتحدة "لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تخل الصين بوعودها لهونج كونج وللمجتمع الدولي".
وفرضت الحكومة الأميركية، في يوليو الماضي، مزيداً من العقوبات على مسؤولين صينيين في هونج كونج وحذرت الشركات من مخاطر العمل بموجب قانون الأمن القومي الذي أقرته الصين العام الماضي، لتجريم ما تعتبره تخريباً أو انفصالاً أو إرهاباً أو تواطؤاً مع قوى أجنبية.
وردت الصين على الإجراءات الأميركية الشهر الماضي بفرض عقوبات على أميركيين من بينهم وزير التجارة الأميركي السابق ويلبر روس.