قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير إن الجيش عمق العمليات العسكرية في مدينة غزة بعد مباحثات مع القيادة السياسية في إسرائيل، فيما قدر الجيش أن العملية البرية التي بدأها مساء الاثنين، وسط انتقادات وتنديد دولي واسع، سوف تستغرق عدة أشهر، مشيراً إلى أنه "ليس مقيداً بزمن"، وذلك، في وقت دعت الأمم المتحدة لـ"وقف المذبحة" في مدينة غزة، ويبحث الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات ضد تل أبيب.
وأضاف زمير أن الجيش بات يعمل الآن في عمق مدينة غزة بهدف "توجيه ضربة لحماس تقود إلى هزيمتها". وذكر أن كل عمليات الجيش الإسرائيلي "تتم وفقاً لخطة منظمة".
وقال زمير إن حماس "تلقت ضربات قوية من إسرائيل، وهزمنا الجزء الرئيسي من قوتها العسكرية، والآن نعمق إنجازاتنا، بما يسمح لنا بالاقتراب من إنهاء الحرب".
العملية ستستغرق عدة أشهر
وخلال مؤتمر صحافي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين الثلاثاء، إن العملية البرية الجديدة في مدينة غزة ستستغرق عدة أشهر لإكمالها.
وأضاف ديفرين أن الجيش "سيواصل العمل حتى تحقيق أهداف الحرب.. نحن لسنا مقيدين بجدول زمني".
وتابع: "نقدر أن تأمين المدينة ومراكز الثقل فيها سيستغرق عدة أشهر، وسيستلزم الأمر أشهراً إضافية لتطهير المدينة بالكامل بسبب البنية التحتية العميقة والراسخة"، على حد زعمه.
وقتلت الغارات الإسرائيلية 94 فلسطينياً في قطاع غزة، منذ منتصف ليل الثلاثاء، منهم 82 في مدينة غزة جرّاء أحزمة نارية وغارات جوية في غرب المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، بدء العملية البرية لاجتياح مدينة غزة من خلال توغل لواءين (98 و162) إلى أطراف المدينة، تمهيداً للتقدم باتجاه الأحياء، وذلك وسط تحذيرات من كارثة إنسانية ومطالب دولية بإيقاف الهجوم العسكري الذي تسبب في نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين باتجاه جنوب القطاع.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن العملية بدأت حوالي الساعة العاشرة من مساء الاثنين، مع غارات جوية مكثَّفة لتمهيد الطريق، مشيراً إلى أنه من المقرر أن ينضم اللواء 36 إلى القتال خلال الأيام المقبلة.
الاتحاد الأوروبي يبحث التحرك ضد إسرائيل
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، إن الهجوم البري الإسرائيلي في مدينة غزة "سيفاقم الوضع المتأزم أصلاً"، مؤكدةً أن المفوضية الأوروبية ستعرض، الأربعاء، إجراءات للضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل تغيير نهجها في غزة.
وذكرت كالاس على منصة "إكس" أن "تعليق الامتيازات التجارية، وفرض عقوبات على الوزراء المتطرفين والمستوطنين المتورطين في العنف، سيشير بوضوح إلى أن الاتحاد الأوروبي يطالب بإنهاء هذه الحرب"، مشيرةً إلى أن الهجوم الإسرائيلي البري "يعني المزيد من الموت، والدمار، والتهجير".
الأمم المتحدة تدعو لـ"وقف المذبحة"
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، إن ما يحدث في مدينة غزة مروع، وإن الحرب في الأراضي الفلسطينية غير مقبولة أخلاقياً، وسياسياً، وقانونياً.
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إسرائيل إلى الوقف الفوري لهجومها البري على مدينة غزة، قائلاً إن الأدلة تتزايد على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما أكثر من ذلك.
وأضاف، خلال تصريحات للصحافيين في جنيف: "لا يسعني إلا أن أفكر فيما يعنيه ذلك بالنسبة للنساء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص ذوي الإعاقة، إذا ما تعرضوا للهجوم مرة أخرى بهذه الطريقة. وعلي أن أقول إن الرد الوحيد على ذلك هو: أوقفوا المذبحة".
وتابع: "الفلسطينيون والإسرائيليون يصرخون من أجل السلام. الجميع يريد وضع حد لهذا، وما نراه هو مزيد من التصعيد وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".