صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأن حكومته ستتخذ قراراً في الأيام المقبلة بشأن مقترح الاتحاد الأوروبي بتعليق المزايا التجارية التفضيلية لإسرائيل، رداً على مسؤوليتها عن تدهور الوضع الإنساني في غزة، إذ تقترح المفوضية الأوروبية، تعليق ترتيب تجاري يشمل صادرات إسرائيلية بنحو 5.8 مليار يورو (6.87 مليار دولار) بسبب الحرب على غزة.
وقال ميرتس، حسبما نقلت "بلومبرغ"، "سنناقش هذه القضايا مرة أخرى الأسبوع المقبل على مستوى مجلس الوزراء الاتحادي. أفترض أنه سيكون لدينا بعد ذلك موقف في اجتماع المجلس غير الرسمي في أول أكتوبر في كوبنهاجن والذي ستدعمه الحكومة الألمانية بأكملها أيضاً".
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، عند تقديم المقترح خلال خطاب "حالة الاتحاد" إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية.
وقالت فو ديرلاين: "يجب أن تتوقف الأحداث المروعة التي تشهدها غزة يومياً. يجب وقف إطلاق النار فوراً، وإتاحة وصول غير مقيد لجميع المساعدات الإنسانية (..) يظل الاتحاد الأوروبي أكبر مانح للمساعدات الإنسانية، وداعماً ثابتاً لحل الدولتين".
وبموجب المقترح، قد يتم فرض رسوم جمركية مماثلة لتلك المفروضة على الدول الأخرى التي لا تربطها اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي.
ويُعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل. ووفقاً للاتحاد، بلغ حجم التجارة في السلع بينهما 42.6 مليار يورو العام الماضي. ومن شأن تعليق الاتفاق التجاري بين الجانبين أن يترتب عنه نحو 227 مليون يورو من الرسوم الجمركية سنوياً.
وتأتي هذه الخطوة وسط احتجاج عالمي على معاناة المدنيين الفلسطينيين، خاصة بعد أن شنت إسرائيل هجوماً برياً على مدينة غزة في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات.
وفي حديثه خلال زيارة إلى مدريد، الخميس، حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قال ميرتس، إن الزعيمين يتشاركان "قلقاً عميقاً" إزاء الوضع الإنساني في غزة والهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة.
تردد ألماني
وذكر للصحافيين: "نتشاطر أيضاً المخاوف من اتخاذ خطوات ضم في الضفة الغربية، مما سيزيد من تعقيد حل الدولتين"، مؤكداً موقف ألمانيا الرافض للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتؤكد تعليقات ميرتس، أن ألمانيا باتت أكثر استعداداً لانتقاد إسرائيل، لكنها لا تزال مترددة في اتخاذ إجراءات عقابية ضد بلد تشعر حكومته بمسؤولية خاصة تجاهه.
وأضاف ميرتس، الذي كان متردداً في دعم فرض عقوبات على إسرائيل بسبب حربها على غزة، أن ألمانيا ستحدد موقفها في الاجتماع غير الرسمي القادم لقادة الاتحاد الأوروبي في الأول من أكتوبر المقبل.
وترى ألمانيا أن لديها التزاماً خاصاً تجاه إسرائيل بسبب مسؤوليتها عن "الهولوكوست"، إبان الحقبة النازية، وهو موقف يتعرض لضغوط سببها تزايد القلق الأوروبي إزاء الصراع في قطاع غزة الذي أودى بحياة نحو 64 ألف فلسطيني.
وقال ميرتس: "نحن نقف إلى جانب إسرائيل".
ويُعد سانشيز من أقوى المؤيدين لاتخاذ إجراءات صارمة ضد إسرائيل بين قادة الاتحاد الأوروبي. وفي المؤتمر الصحافي، الخميس، قال إن إسبانيا تدعم مقترح الاتحاد الأوروبي.
وأضاف سانشيز أيضاً، أنه لم يناقش مع ميرتس استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية"، لتعريف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
تحركات أوروبية
واقترحت المفوضية الأوروبية، الأربعاء، تعليق اتفاق تجاري مع إسرائيل إلى جانب حزمة عقوبات تستهدف وزيرين إسرائيليين ومستوطنين مارسوا "العنف" ضد الفلسطينيين، بالإضافة إلى 10 من قيادات حركة "حماس".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أن الوزيرين هما وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش.
كما دعا تحالف يضم هيئات مناصرة ومجموعات من المشجعين، اتحادات كرة قدم أوروبية إلى مقاطعة إسرائيل عبر لوحة إعلانية في ساحة "تايمز سكوير"، الثلاثاء الماضي، ليطلقوا بذلك حملة تحت اسم (#جيم أوفر إسرائيل) أو "انتهت اللعبة يا إسرائيل" قبل أشهر من انطلاق منافسات كأس العالم لكرة القدم.
وتطالب الحملة، اتحادات كرة القدم في بلجيكا وإنجلترا وفرنسا واليونان وإيرلندا وإيطاليا والنرويج واسكتلندا وإسبانيا بمقاطعة المنتخب الإسرائيلي ومنع اللاعبين الإسرائيليين من المشاركة في المسابقات المحلية، وتعزو ذلك إلى الهجمات المستمرة على غزة.
وفي إيطاليا، رفض ميناء رافينا المطل على البحر الأدرياتيكي، الخميس، دخول شاحنتين قيل إنهما تحملان أسلحة إلى إسرائيل، مع تصاعد الاحتجاجات على الحرب على غزة بين عمال الميناء ومجموعات عمالية أخرى في إيطاليا.
وقال أليساندرو باراتوني، رئيس بلدية رافينا الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط للصحافيين، إن هيئة الميناء قبلت الطلب المقدم منه ومن الحكومة المحلية بمنع دخول الشاحنتين اللتين تحملان متفجرات في طريقهما إلى ميناء حيفا الإسرائيلي.
وصوت مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية الرسمية، الثلاثاء، لصالح الانسحاب من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" المقبلة المقرر إقامتها في مايو في فيينا في حال مشاركة إسرائيل.
وإسبانيا هي خامس دولة تنسحب من المسابقة بعد هولندا وسلوفينيا وأيسلندا وإيرلندا. وهي الأولى من بين ما يعرف "بالدول الخمس الكبرى" وهي المجموعة التي تضم أيضاً بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والتي تتأهل تلقائياً إلى الجولة النهائية من المسابقة.
وتواجه "يوروفيجن"، التي تؤكد على حيادها السياسي، جدلاً هذا العام على خلفية الحرب على غزة.