قيادي بالحركة لـ"الشرق": لم نتسلم أي مقترحات جديدة.. وربما تُجرى تعديلات على خطة واشنطن

اتصالات مكثفة لاستئناف مفاوضات غزة.. و"حماس": إسرائيل تريد مواصلة الحرب

آلاف النازحين الفلسطينيين يتجهون إلى جنوب قطاع غزة وسط غارات إسرائيلية مكثفة على شمال القطاع. 25 سبتمبر 2025 - REUTERS
آلاف النازحين الفلسطينيين يتجهون إلى جنوب قطاع غزة وسط غارات إسرائيلية مكثفة على شمال القطاع. 25 سبتمبر 2025 - REUTERS
غزة/ الدوحة -الشرق

قال قيادي في حركة "حماس" لـ"الشرق"، إن الوسطاء في مصر وقطر، يجرون اتصالات مكثفة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، من خلال "العودة إلى المقترح الأميركي الأخير الذي وافقت عليه الحركة"، مرجحاً "إجراء بعض التعديلات"، فيما نفى تسلم الحركة أي مقترح جديد.

وجاءت تصريحات القيادي في "حماس" بعدما طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خطة من 21 نقطة، تهدف لإنهاء الحرب الإسرئيلية على غزة، وذلك خلال اجتماع مع قادة وممثلي 8 دول عربية وإسلامية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال القيادي في "حماس"، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "لم نتسلم أي مقترح جديد"، فيما شدد على "ضرورة الضغط على حكومة إسرائيل لوقف الحرب، والتوصل لاتفاق شامل".

وأضاف أن "الاتصالات مستمرة مع الوسطاء بمصر وقطر، والذين يسعون لاستئناف المفاوضات والعودة إلى المقترح الأميركي الأخير الذي وافقت عليه حماس، وربما مع بعض التعديلات ليصبح اتفاقاً شاملاً".

تعطيل المفاوضات

وشدد القيادي في "حماس"، على أن الحركة الفلسطينية "تريد خيار التفاوض والتوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والأسرى دفعة واحدة أو على دفعتين".

وتشترط إسرائيل، وأيضاً الولايات المتحدة، إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة دفعة واحدة.

وأضاف القيادي في "حماس"، أن إسرائيل "لا تزال هي المعطل الرئيسي"، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و"حكومته المتطرفة" بالسعي إلى "مواصلة حرب الإبادة وقتل الأطفال وتدمير الحياة في غزة"، معرباً عن أسفه لـ"مواصلة إدارة ترمب الانحياز للاحتلال المجرم"، بحسب تعبيره.

وشدد على أن "المقاومة مستمرة في الدفاع عن شعبنا، ولن تستسلم، ولن تخضع لابتزاز الاحتلال" الإسرائيلي.

وعقد ترمب، الثلاثاء، اجتماعاً مع قادة وممثلي 8 دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لبحث جهود وقف الحرب على غزة.

وأفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مصادر، بأن ترمب أبلغ القادة خلال الاجتماع، بضرورة إنهاء الحرب بشكل عاجل، موضحاً أنه يطرح هذه الخطة لأن "استمرار الحرب يجعل إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية يوماً بعد يوم".

وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترمب خطة أميركية لإنهاء الحرب منذ توليه منصبه في يناير الماضي، فيما ذكرت المصادر، أن ردود الفعل داخل القاعة كانت "إيجابية" في مجملها.

ووفق المصادر، قدّم ترمب مبادئ أميركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بصيغة معدلة عن أفكار طُرحت خلال الأشهر الستة الماضية، متضمنة تحديثاً لمقترحات كان قد صاغها صهر ترمب، جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير.

وتضمنت هذه المبادئ الدعوة إلى الإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.

كما تضمنت المبادئ، خطة لليوم التالي للحرب، تقوم على إنشاء آلية حكم جديدة في غزة من دون مشاركة حركة "حماس"، إلى جانب تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية.

ونصت المبادئ أيضاً على تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة، وإعادة إعمار القطاع، مع مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية.

خطة سلام أميركية

وقال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الأربعاء، إن ترمب قدم لقادة دول عربية وإسلامية خلال اجتماع الثلاثاء، خطة سلام من 21 نقطة تتعلق بالشرق الأوسط وقطاع غزة، معرباً عن تفاؤله بإمكانية تحقيق "انفراجة" خلال الأيام المقبلة.

وأضاف ويتكوف، خلال جلسة حوارية في قمة "كونكورديا" المنعقدة في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "عقدنا جلسة مثمرة للغاية، قدّمنا خلالها ما نسميه خطة ترمب ذات الـ21 نقطة للسلام في الشرق الأوسط وغزة".

وأعرب عن اعتقاده بأن الخطة "تعالج المخاوف الإسرائيلية ومخاوف جميع دول الجوار"، مضيفاً: "متفائلون، ويمكن القول إننا واثقون من أننا سنتمكن خلال الأيام المقبلة من الإعلان عن شكل ما من أشكال الانفراجة" بشأن حرب غزة.

وذكر موقع "أكسيوس" أن القادة المشاركين في الاجتماع مع ترمب، قدموا مجموعة شروط لدعم الخطة الأميركية، إذ شددوا على ضرورة أن تمتنع إسرائيل عن ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة، وألا تحتل أي مناطق في القطاع، وألا تُنشئ مستوطنات جديدة.

كما طالبوا بوقف الممارسات الإسرائيلية التي تقوض الوضع القائم في المسجد الأقصى، إلى جانب زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة.

وأبلغ ترمب القادة، بأنه سيبحث الخطة مع نتنياهو في البيت الأبيض، الاثنين المقبل، لضمان موافقته.

وقال مسؤولون مطلعون على الاجتماع لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن ترمب أبلغ المشاركين في اللقاء بأنه سيضغط على نتنياهو للقبول بالخطة الأميركية وسيشرف على تنفيذها، لكن بعض المسؤولين العرب أبدوا شكوكهم.

واعتبر مسؤول عربي في تصريحات لـ"أكسيوس"، أن المبادئ الأميركية "جيدة لكنها تحتاج إلى مزيد من الصياغة بمشاركة عربية"، مضيفاً أن "واشنطن ستكون مضطرة بعد بلورتها إلى إقناع نتنياهو بها".

تصنيفات

قصص قد تهمك