شنت روسيا هجوماً واسعاً بالطائرات المسيرة والصواريخ على عدد من المناطق في أوكرانيا، الأحد، ما دفع ببولندا المجاورة إلى نشر مقاتلات وإغلاق المجال الجوي بالقرب من اثنتين من مدنها الحدودية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إن روسيا أطلقت حوالي 500 طائرة مسيرة وأكثر من 40 صاروخا في الهجوم. وأضاف أنه ألحق أضراراً بالبنى التحتية وقتل "4 أشخاص".
شوهد دخان أسود كثيف يتصاعد من انفجار بالقرب من وسط كييف. وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن القصف الروسي هو الأول منذ الهجوم الجوي على كييف الشهر الماضي.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، إن روسيا شنت هجوماً جوياً "ضخماً" على البلاد بمئات الصواريخ والمسيرات. وأضاف أن الهجوم يؤكد الحاجة إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
ويأتي هذا الهجوم عقب إعلان زيلينسكي، السبت، عن ما وصفه بـ"صفقة ضخمة" لشراء أسلحة من الولايات المتحدة، تبلغ قيمتها 90 مليار دولار، وتشمل اتفاقاً رئيسياً للأسلحة، وصفقة منفصلة لشراء الولايات المتحدة لطائرات مسيّرة أوكرانية الصنع.
تحركات في بولندا
وأدى الهجوم إلى ردود فعل في بولندا المجاورة، حيث نُشرت مقاتلات، صباح الأحد، وأغلقت الأجواء جزئياً في مناطق جنوب شرقي البلاد، قرب الحدود الأوكرانية.
ووصف المسؤولون العسكريون البولنديون هذه الإجراءات الدفاعية بأنها "وقائية".
وأفادت خدمة "فلايت رادار 24" لتتبع الرحلات الجوية، بأن المجال الجوي بالقرب من مدينتي لوبلين وزيسوف في بولندا تم إغلاقه بسبب "نشاط عسكري غير مخطط له يتعلق بالحفاظ على أمن البلاد".
وأعلنت القوات المسلحة البولندية أنها دفعت بطائراتها لتأمين مجالها الجوي، بعد أن شنت روسيا ضربات على أوكرانيا.
وقال الجيش البولندي في منشور على منصة "إكس": "فيما يتعلق بنشاط الطيران بعيد المدى التابع لروسيا الذي يشن ضربات على أراضي أوكرانيا، بدأت الطائرات البولندية والحليفة في العمل في مجالنا الجوي"، ووصف الجيش هذه الإجراءات بأنها وقائية وتهدف إلى تأمين المجال الجوي وحماية المواطنين.
وكانت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية زعمت، الجمعة، أن "روسيا تعمدت إرسال طائرات مسيرة إلى المجال الجوي لبولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا الشهر لاختبار رد فعل الحلف، وتكثيف الضغوط على الغرب".
وتنفي روسيا عزمها استهداف مناطق في بولندا بطائرات مسيرة في أثناء هجومها على جارتها أوكرانيا. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقب الواقعة مباشرة، إنه من المحتمل أن تكون الطائرات المسيرة قد وصلت إلى هناك عن طريق الخطأ.
وبعد الواقعة التي شهدتها بولندا، دشن الناتو عملية أطلق عليها "الحارس الشرقي"، بهدف تعزيز الدفاعات على طول جناحه الشرقي؛ لكن مسؤولين في دول البلطيق قالوا إنهم ما زالوا بحاجة إلى مزيد من الحماية. وتنظم طائرات "الناتو" دوريات في أجواء دول البلطيق منذ عام 2004.
