مسؤول أميركي بعد محادثات في واشنطن: أصبحنا قريبين جداً من إبرام اتفاق وننتظر رد "حماس"

وسط ترقب لـ"اتفاق وشيك" بشأن غزة.. ترمب يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض

دبي -الشرق

يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في أعقاب تصريحات ترمب التي أشار فيها إلى قرب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بينما تتوغل الدبابات الإسرائيلية إلى عمق مدينة غزة، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، في إطار الخطة الإسرائيلية لإعادة اجتياح شمال القطاع.

ويأتي هذا الاجتماع، وهو الرابع بينهما منذ تولي ترمب منصبه في يناير الماضي، بعد أن طرح الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي خطة من 21 نقطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، خلال اجتماعاته مع قادة ومسؤولين لدول عربية وإسلامية، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.

وأعرب ترمب في مقابلة مع وكالة "رويترز"، عن أمله بـ"الانتهاء" من مقترحه بشأن خطة سلام في غزة خلال اجتماعه مع نتنياهو. وأشار إلى أنه تلقى "رداً جيداً للغاية" من إسرائيل ومن قادة عرب بشأن خطة السلام، لافتاً إلى "رغبة الجميع  في التوصل إلى اتفاق".

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس"، إنه بعد المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنير، صهر ترمب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أصبحت الولايات المتحدة وإسرائيل "قريبتين للغاية من الاتفاق على خطة ترمب" لإنهاء الحرب على غزة.

وأضاف المسؤول الكبير في البيت الأبيض، أنه "على أي حال، لكي يكون الاتفاق ضرورياً، فإن موافقة حركة (حماس) ضرورية أيضاً"، مشيراً إلى أنها "لم تصل رسمياً بعد"، بينما أعلنت مصادر قيادية في الحركة الفلسطينية، خلال تصريحات لـ"الشرق"، عن ترحيبها بمقترح الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب، لكنها طالبت بـ"ضمانات" بأن تنفذ إسرائيل التزاماتها في الاتفاق المرتقب، كما طالبت بـ"جداول زمنية" لتنفيذ الخطة، حال إقرارها.

وأشارت مصادر "حماس" في تصريحاتها لـ"الشرق"، الأحد، إلى أن الحركة "تنتظر تلقي المقترح الأميركي الجديد رسمياً عبر الوسطاء (مصر وقطر وتركيا)، للرد عليه".

وقال ترمب لموقع "أكسيوس"، الأحد، إن المفاوضات حول مقترحه لإنهاء الحرب على غزة وصلت إلى "مراحلها النهائية". وأضاف: "كان من الرائع العمل مع الدول العربية في هذا الشأن، حماس تنضم إليهم، إذ لديهم (حماس) احترام كبير للعالم العربي".

جانب من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قادة دول عربية وإسلامية في نيويورك لبحث إنهاء الحرب على غزة. 23 سبتمبر 2025
جانب من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قادة ومسؤولين من دول عربية وإسلامية في نيويورك لبحث إنهاء الحرب على غزة. 23 سبتمبر 2025 - REUTERS

من المقرر أن تتضمن خطة ترمب المؤلفة من 21 نقطة، الإفراج عن جميع المحتجزين خلال 48 ساعة وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من القطاع.

 

وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، مساء الأحد: "نحن نعمل على ذلك.. لم يتم الانتهاء منه بعد، لكننا نعمل مع فريق الرئيس ترمب الآن، وآمل أن نتمكن من إنجاحه".

وأشار ترمب خلال تصريحاته لـ"أكسيوس"، إلى أن المفاوضات حول مقترحه لإنهاء الحرب في غزة وصلت إلى "مراحلها النهائية"، مضيفاً أن "نتنياهو يؤيد خطته، واعتبر أن التوصل لاتفاق قد يمهّد الطريق لتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط".

ومضى الرئيس الأميركي يقول: "العالم العربي يريد السلام، وإسرائيل تريد السلام، وبيبي (نتنياهو) يريد السلام".

واعتبر ترمب، أن خطته "تتجاوز وقف الحرب على غزة"، لافتاً إلى أن "الهدف هو استئناف جهود أوسع لتحقيق السلام في المنطقة".

وتابع في تصريحاته: "إذا أنجزنا هذا الاتفاق، فسيكون يوماً عظيماً لإسرائيل وللشرق الأوسط. ستكون هذه أول فرصة حقيقية للسلام في الشرق الأوسط. لكن علينا أن ننجزه (الاتفاق) أولاً".

وأشار مسؤول إسرائيلي، في تصريحات أوردتها "بلومبرغ"، إلى خمسة شروط رئيسية لإنهاء الحرب على غزة، وهي: نزع سلاح حماس، إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين، جعل غزة منطقة منزوعة السلاح، بقاء إسرائيل مسؤولة عن الأمن، وإنشاء إدارة جديدة لا ترتبط لا بـ"حماس" ولا بالسلطة الفلسطينية.

مطالب "حماس"

وتنص خطة ترمب أيضاً على انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة، لكنها لم تضع جداول زمنية لهذا الانسحاب، ما أثار مخاوف من أن تقوم إسرائيل بوقف الانسحابات لفترات قد تصل لأسابيع أو شهور وربما سنين.

وقال مسؤول في حركة "حماس" لـ"الشرق"، الأحد، إنه "استناداً إلى تجربة الشعب الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل، فإن الانسحابات قد تُؤجل لسنوات أو لعقود، أو ربما تُعطل بصورة نهائية كما حدث في الضفة الغربية".

وكان اتفاق سابق بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، نص على انسحاب إسرائيلي من 13% من المناطق الريفية في الضفة الغربية، وتحويلها إلى إدارة السلطة الفلسطينية، وهو ما لم يحدث حتى اليوم، بعد مرور نحو 30 عاماً على الاتفاق.

وتنص الخطة الأميركية أيضاً، على "حق إسرائيل" في القيام بهجمات مسلحة على قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، في حال حدوث تهديدات ضد أمنها، وهو ما يفتح الكثير من الاحتمالات أمام تفسيرات إسرائيلية متطرفة للتهديد الأمني، وفق وجهة النظر الفلسطينية.

ونص المقترح على إدارة دولية لقطاع غزة لفترة انتقالية، وهو ما يخشى فلسطينيون، من أن يتحول إلى ترتيب دائم شبيه بـ"وصاية أجنبية"، يفصل القطاع كلياً عن الضفة الغربية، وعن السلطة الفلسطينية.

وتطالب حركة "حماس"، حسبما قالت مصادر لـ"الشرق"، بـ"ضمانات بشأن الانسحاب، ووقف التدخل العسكري، وتشكيل حكم فلسطيني لإدارة القطاع".

دور السلطة الفلسطينية

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أشارت في وقت سابق، السبت، إلى أن خطة ترمب تترك الباب مفتوحاً أمام إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، وهو ما يعارضه نتنياهو بشدة.

ويقول نص العرض الأميركي بحذر، إنه عندما تنفّذ جميع الإصلاحات والتنمية التي تنص عليها عناصر الخطة، فإن "الظروف قد تكون أخيراً مهيأة لمسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما نعتبره طموح الشعب الفلسطيني". وتضيف أن الولايات المتحدة "ستؤسس حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى أفق سياسي من أجل تعايش سلمي ومزدهر".

ووفق الصحيفة، فإن الحكومات العربية أصرت على أنها لن تدعم أي اتفاق سلام دون الإشارة إلى دولة فلسطينية مستقبلية.

وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، إن هناك خلاف بين تل أبيب وواشنطن بشأن دور السلطة الفلسطينية في غزة، الذي يعتبره نتنياهو "خطاً أحمر" بالنسبة له، بالإضافة إلى معارضته قيام الدولة الفلسطينية.

وأعرب نتنياهو عن معارضته الشديدة لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وأكد لشبكة Fox News، أن هذا الأمر يُعد "خطاً أحمر" بالنسبة له.

أبرز محاور خطة ترمب لإنهاء الحرب على غزة

  • تدمير أسلحة "حماس" الهجومية.
  • عرض العفو العام على عناصر "حماس" الذين "يلتزمون بالتعايش السلمي"، وتسهيل المرور الآمن إلى دول أخرى للذين يختارون المغادرة.
  • بمجرد إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة، تُفرج إسرائيل عن 250 سجيناً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد إضافة إلى 1700 فلسطيني من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
  • كل رهينة إسرائيلي يُعاد جثمانه، ستُفرج إسرائيل عن جثامين 15 فلسطينياً متوفياً من غزة.
  • عند قبول هذا الاتفاق يتم إدخال المساعدات الكاملة فوراً إلى قطاع غزة، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه، الكهرباء، الصرف الصحي)، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال المعدات اللازمة لإزالة الركام وفتح الطرق.
  • إدخال وتوزيع المساعدات سيمضي قدماً دون تدخل من الطرفين (إسرائيل وحماس) عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، بالإضافة إلى مؤسسات دولية أخرى ليست مرتبطة بأي شكل بأحد الطرفين.
  • حكم انتقالي مؤقت يتولاه "فلسطينيون مؤهلون وخبراء دوليون" لإدارة الخدمات العامة اليومية في غزة، على أن تكون هذه الهيئة الحاكمة "مدعومة وخاضعة لإشراف هيئة دولية جديدة"، تُنشأ من قبل الولايات المتحدة بالتشاور مع أطراف أخرى، بينما تجري السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إصلاحات داخلية حتى تصبح قادرة على تولي إدارة غزة في مرحلة لاحقة.
  • تعمل الولايات المتحدة أيضاً على "التعاون مع الشركاء العرب والدوليين لتطوير قوة استقرار دولية مؤقتة تُنشر فوراً وتشرف على الأمن في غزة" بينما يجري تدريب قوات أمن فلسطينية. 
  • يسلم الجيش الإسرائيلي بشكل تدريجي أراضي غزة التي يحتلها، على أن ينسحب الإسرائيليون بالكامل في نهاية المطاف، باستثناء وجود "غير محدد" له في محيط غزة.
  • لن تكون هناك هجمات أخرى على قطر.
  • بعد تنفيذ جميع عمليات التنمية والإصلاحات السياسية، قد تتوافر أخيراً الظروف اللازمة لمسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو ما نعترف به كطموح للشعب الفلسطيني.
  • تؤسس الولايات المتحدة لحوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر.

تصعيد عسكري إسرائيلي

تتزامن المحادثات في واشنطن، مع تكثيف إسرائيل هجومها على مدينة غزة، التي يتحصن فيها مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، والذين يعانون أصلاً من تفشي المجاعة وانعدام الخدمات الطبية.

وأجبرت إسرائيل مئات الآلاف أيضاً على النزوح إلى جنوب القطاع، ودمرت أبراجاً ومبان سكنية حتى تدفع الفلسطيين إلى مغادرة مدينة غزة.

سيدة فلسطينية نازحة مع أطفالها من مدينة غزة تتجه إلى جنوب القطاع. 28 سبتمبر 2025
سيدة فلسطينية نازحة مع أطفالها من مدينة غزة تتجه إلى جنوب القطاع. 28 سبتمبر 2025 - Reuters

ودفعت القوات البرية الإسرائيلية، مساء الأحد، بمزيد من التعزيزات إلى عمق مدينة غزة، لتصل إلى مسافة كيلومتر واحد فقط من مستشفى الشفاء، في قلب المدينة.

وقتلت إسرائيل أكثر من 66 ألف فلسطيني في الحرب، وتسبب بكارثة إنسانية في غزة، وأوضاع معيشية وصحية مأساوية، ونقص شديد في الدواء، فيما أعلنت هيئة أممية الشهر الماضي تفشي المجاعة رسمياً في أجزاء من القطاع.

تصنيفات

قصص قد تهمك