حظيت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، الاثنين، بترحيب واسع من دول أوروبية وغربية، وسط دعوات لاغتنام المبادرة باعتبارها فرصة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين، وتمهيد الطريق نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، بالتزام نظيره الأميركي دونالد ترمب بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين.
وأضاف ماكرون، في أعقاب إعلان ترمب خطة أميركية لإنهاء حرب غزة: "نتوقع من إسرائيل أن تتفاعل بنشاط على هذا الأساس"، لافتاً إلى أن "فرنسا مستعدة للمساهمة وستظل تتابع التزامات كل طرف".
بدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في بيان، "دعمه القوي" لجهود ترمب من أجل وقف القتال، والإفراج عن المحتجزين، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة، معتبراً أن ذلك يمثل "أولوية قصوى، ويجب أن يتم فوراً".
ودعا ستارمر، جميع الأطراف لـ"التكاتف والعمل مع الإدارة الأميركية لإنجاز هذا الاتفاق وتحويله إلى واقع"، مطالباً حركة "حماس" بـ"الموافقة على الخطة، وإنهاء المعاناة من خلال إلقاء السلاح، والإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين".
وأوضح أن بريطانيا بالتعاون مع شركائها، ستواصل العمل لبناء توافق يفضي إلى تثبيت وقف دائم لإطلاق النار، مؤكداً "الالتزام بإنهاء حرب غزة وتحقيق سلام مستدام، "يتيح للفلسطينيين والإسرائيليين العيش جنباً إلى جنب بأمن وسلام".
كندا: خطة تاريخية
كما رحب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بخطة ترمب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلاً إنها "تاريخية"، وحث جميع الأطراف على المساعدة في تحقيقها.
وقال كارني، في منشور على منصة "إكس": "نرحب بخطة الرئيس ترمب التاريخية للسلام في الشرق الأوسط، ونحث جميع الأطراف على المساعدة في تحقيق كامل إمكاناتها".
وتابع: "كخطوة حاسمة تالية، يجب على حماس أن تطلق سراح جميع المحتجزين فوراً".
وذكر كارني أن "كندا مستعدة لدعم إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر، دون عوائق، وعلى نطاق واسع إلى غزة وفي جميع أنحاءها".
وأضاف: "سنواصل التنسيق الوثيق مع الشركاء الدوليين لبناء سلام عادل ودائم يستند إلى التقدم المحرز اليوم، مع قيام دولة فلسطين ذات السيادة والديمقراطية والقابلة للحياة ببناء مستقبلها في سلام وأمن مع دولة إسرائيل".
كما رحبت وزارة الخارجية الكندية بخطة ترمب، قائلة إن حركة "حماس" يجب أن تتخلى عن السلاح، وتطلق سراح جميع المحتجزين، وألا يكون لها أي دور في حكم فلسطين.
"فرصة فريدة"
من جهته، وصف وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، خطة ترمب، بأنها "فرصة فريدة" لإنهاء الحرب المروعة على القطاع الفلسطيني، مؤكداً استعداد حكومة بلاده لـ"دعم الخطة بشكل ملموس".
واعتبر فاديفول، في بيان، أن "الخطة تمنح الأمل لمئات الآلاف ممن يعانون في غزة من القتال العنيف.. ومن أزمة إنسانية لا تُحتمل".
وأضاف: "أخيراً، هناك أمل للإسرائيليين والفلسطينيين بأن هذه الحرب قد تنتهي قريباً"، مشدداً على أنه "لا يجوز تفويت هذه الفرصة، وعلى حركة حماس أن تغتنمها.. وأدعو جميع من لهم تأثير على حماس إلى التحرك فوراً".
ويرى الوزير الألماني، أن رغبة ترمب في تولي رئاسة "مجلس السلام" المعني بالإشراف على قطاع غزة "تُظهر مدى جديته".
كما أعرب عن شكره للدول العربية والإسلامية التي تتحمل المسؤولية وتسعى، من خلال مواردها ودعمها العملي، إلى تمكين السلام في غزة.
وختم بيانه بالقول: "يمكن لهذا الاتفاق أن يمهّد الطريق لعملية تسوية أوسع في الشرق الأوسط.. ويجب اغتنام هذه الفرصة.. سأسافر إلى المنطقة نهاية هذا الأسبوع للمساهمة في تحقيق هذا الهدف".
"نقطة تحول"
وذكر مكتب رئيسة وزراء إيطاليا، أن روما ترحب باقتراح ترمب لإنهاء الحرب على غزة، وأبدت استعدادها للقيام بدورها، بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، والشركاء الأوروبيين، والجهات الفاعلة في المنطقة.
وأضاف المكتب، في بيان: "الاقتراح الذي قدمه ترمب يمكن أن يمثل نقطة تحول، ما يتيح وقفاً دائماً للأعمال القتالية والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، ووصولاً إنسانياً كاملاً، وآمناً للسكان المدنيين".
وجاء في البيان أن "حركة حماس، لديها الآن الفرصة لإنهائها بالإفراج عن الرهائن، والموافقة على عدم الاضطلاع بأي دور في مستقبل غزة، ونزع سلاحها بالكامل".
ارتياح أوروبي
كما رحب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بخطة ترمب لإنهاء حرب غزة، معبّراً عن ارتياحه إزاء رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بـ"الإيجابي".
وقال كوستا، عبر منصة "إكس"، إن على جميع الأطراف "اغتنام هذه اللحظة لمنح السلام فرصة حقيقية"، مشدداً على أن الوضع في غزة "لا يمكن تحمله"، وأن "الأعمال العدائية يجب أن تتوقف فوراً، مع الإفراج عن جميع المحتجزين".
وأضاف أن "الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يستحقان العيش جنباً إلى جنب في أمن وسلام بعيداً عن العنف والإرهاب"، مؤكداً أن حل الدولتين يبقى "المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
كما رحّبت الحكومة النرويجية بخطة ترمب، مشيرة إلى أنها تتوقع رداً واضحاً من إسرائيل على هذا الأساس.
وذكرت الحكومة، في بيان، أنها "على اتصال وثيق بالشركاء في المنطقة وخارجها بشأن التقدم للأمام".