رئيسة الوزراء الإيطالية تواجه ضغوطاً متزايدة لاعتماد موقف أكثر صرامة ضد تل أبيب

بعد احتجاز "أسطول الصمود".. ميلوني تحت ضغط متصاعد للتشدد تجاه إسرائيل

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تحضر الجلسة الافتتاحية لقمة المجموعة السياسية الأوروبية في كوبنهاجن، الدنمارك، 2 أكتوبر 2025 - REUTERS
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تحضر الجلسة الافتتاحية لقمة المجموعة السياسية الأوروبية في كوبنهاجن، الدنمارك، 2 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

تواجه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ضغوطاً متزايدة لاعتماد موقف أكثر صرامة حيال حرب إسرائيل على غزة، وذلك عقب احتجاز أكثر من 20 ناشطاً إيطالياً على يد قوات الكوماندوز الإسرائيلية. 

واندلعت احتجاجات في مختلف أنحاء إيطاليا، الأربعاء، بعد أن اعترضت البحرية الإسرائيلية "أسطول الصمود العالمي"، المؤلف من 41 سفينة حاولت إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة.

وشهدت البلاد في الأسابيع الأخيرة مظاهرات حاشدة وإضرابات واعتصامات لعمال الموانئ، ما كشف عن عمق مشاعر الرأي العام الإيطالي ضد حرب إسرائيل على غزة، في وقت أظهرت فيه استطلاعات الرأي تأييداً واسعاً للناشطين المشاركين في الأسطول، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية. 

ووضع ذلك رئيسة الوزراء اليمينية في مأزق حرج على الرغم من أنها تتمتع بأعلى درجات الاستقرار السياسي والنفوذ التي شهدها أي زعيم إيطالي منذ سنوات.

"شرط الاعتراف بدولة فلسطين"

وبينما اتجهت دول غربية وأوروبية أخرى نحو الاعتراف بدولة فلسطين، تصر ميلوني على أن إيطاليا لن تقوم بذلك إلا في حال الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وخروج حركة "حماس" من السلطة، في محاولة منها للحفاظ على علاقاتها مع إدارة دونالد ترمب المحافظة في الولايات المتحدة. 

لكن الضغوط الداخلية المتصاعدة بشأن غزة، بما في ذلك موجة الإضرابات الكبرى، قد تدفعها إلى تعديل موقفها، الأمر الذي ستكون له تداعيات على المستوى الأوروبي أيضاً.

ومن المقرر أن يبحث قادة الاتحاد الأوروبي قريباً مقترحاً للمفوضية الأوروبية بفرض رسوم جمركية على إسرائيل؛ بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، لكن تطبيق هذه الإجراءات يتطلب موافقة أغلبية مؤهلة من العواصم الأوروبية، وحتى الآن لم يتحقق هذا الشرط بسبب معارضة دول قوية بينها ألمانيا وإيطاليا.

غير أن تغيير روما لموقفها قد يفتح الباب أمام تمرير العقوبات التجارية.

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول أوروبي رفيع، اشترط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الحساسيات السياسية، إن "الضغوط الداخلية التي تواجهها ميلوني قد تدفعها لتأييد الإجراءات رسمياً خلال اجتماع القادة في أكتوبر".

"احتجاز الأسطول"

ووفر احتجاز الأسطول، الذي كان على متنه 4 نواب معارضين من البرلمان الإيطالي، فرصة جديدة لخصوم ميلوني في الداخل للضغط عليها، خصوصاً قبيل الانتخابات المحلية في 6 مناطق إيطالية خلال الشهرين المقبلين، حيث تعهد مرشحون يساريون بجعل قضية فلسطين جزءاً من حملاتهم الانتخابية. 

وتشهد المدن الإيطالية احتجاجات متصاعدة أيضاً، ففي نابولي، قامت مجموعات مؤيدة لفلسطين بإغلاق محطة القطار، بينما تظاهر نحو 10 آلاف شخص في روما متجهين نحو مقر رئاسة الوزراء قبل أن توقفهم الشرطة.  

كما دُعي إلى مزيد من التظاهرات يومي الخميس والجمعة، فيما أعلن أكبر اتحاد نقابي في البلاد CGIL عن إضراب عام الجمعة فور الإعلان عن احتجاز الأسطول، في حين أغلق عمال الموانئ في جنوة بوابات الدخول إلى الميناء.

وفي البرلمان، وجّه قادة المعارضة انتقادات للحكومة، الخميس، متهمين إياها بالفشل في الدفاع عن إيطاليا أمام ما وصفوه بـ"هجوم غير قانوني" من إسرائيل. 

وتساءلت إيلي شلاين، زعيمة الحزب الديمقراطي اليساري، عن سبب عدم وصف ميلوني لما حدث بأنه "عمل من أعمال القرصنة في المياه الدولية".

وأضافت أن "موقف ميلوني بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يسخر من الإيطاليين، قائلة: "إما أن يتم الاعتراف بدولة فلسطين أو لا، ولا وجود لاعتراف مشروط". 

وشددت ميلوني، الخميس، على أن المعارضة تستغل قضية الأسطول سياسياً، معتبرة أن الإضرابات "لن تساعد الفلسطينيين، بل ستؤذي الإيطاليين". 

وفي فيديو نشرته على "فيسبوك"، قالت إن "المواطنين الإيطاليين سيواجهون في الأيام المقبلة، على ما أخشى، مختلف أشكال الإزعاج؛ بسبب قضية تبدو لي أقل ارتباطاً بالمسألة الفلسطينية وأكثر صلة بالشأن الإيطالي الداخلي". 

وكانت ميلوني قد صرّحت في وقت سابق بأن الأسطول تصرف "بشكل غير مسؤول"؛ لأنه قد يعرقل اتفاق السلام المقترح بين إسرائيل وغزة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

تصنيفات

قصص قد تهمك