قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه "لم يفعل أحد ما فعله"، بعد أن نجح في إخماد "سبعة حروب"، معرباً عن تفاؤله بإمكانية تحقيق "إنجاز مذهل" في الشرق الأوسط من خلال التوصل إلى "سلام شامل" وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معتبراً أن بإمكانه حل قضية الشرق الأوسط، التي وصفها بأنها "مستمرة منذ 3 آلاف عام".
وذكر الرئيس الأميركي في مقابلة مع شبكة "وان أميركا نيوز" OAN: "لقد أوقفنا سبعة حروب.. سبع حروب والآن من الممكن أن تصبح ثمانية... يبدو أنه بعد 3 آلاف عام يمكن حل قضية الشرق الأوسط. سيكون لدينا أكثر من غزة. سيكون لدينا غزة بالإضافة إلى السلام... سلام شامل. سيكون ذلك إنجازاً مذهلاً".
وتابع: "بعد ذلك سنتولى أمر روسيا، بطريقة ما، سنحقق ذلك. ظننتُ أن الأمر سيكون سهلاً. لكنه صعباً. 5 آلاف شخص يموتون كل أسبوع، معظمهم جنود جنود روس وأوكرانيون، لكنني أنهيت سبع حروب مختلفة. وقريباً ستصبح ثمانية. وعندما تفكر في الأمر، لم يفعل أحد شيئاً كهذا".
وتطرّق ترمب في مقابلته مع كبير مراسلي الشبكة في البيت الأبيض، دانيال بالدوين، إلى ملفات عدة، من بينها الإغلاق الحكومي، وانتخابات التجديد النصفي لعام 2026، والاقتصاد، وارتفاع معدلات الجريمة في المدن الأميركية.
وأعلن البيت الأبيض في وقت سابق من الأسبوع الجاري، خطة من 20 نقطة، تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتبادل المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة "حماس" في غزة، مع أسرى فلسطينيين، وانسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة، ونزع سلاح "حماس"، وتشكيل حكومة انتقالية بقيادة هيئة دولية.
وأمهل ترمب، الثلاثاء، الحركة الفلسطينية من ثلاثة إلى أربعة أيام للموافقة على الخطة، بينما قال قيادي في "حماس" لـ"الشرق"، إن الحركة "أبلغت الوسطاء أنها لا تزال تواصل المشاورات حول خطة ترمب للسلام في غزة، لكنها تحتاج لبعض الوقت لإتمام المشاورات".
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة
وفيما يتعلق بأزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وهو الاول من نوعه منذ عام 2018، اعتبر ترمب أنه نتيجة لـ"تعنت الديمقراطيين"، الذين يطالبون بـ"توفير رعاية صحية مجانية للمهاجرين غير الشرعيين على حساب دافعي الضرائب الأميركيين"، بحسب وصفه، محذراً من أن ذلك "سيؤدي إلى انهيار مالي للدولة"، وأضاف: "أي بلد في العالم لا يمتلك ما يكفي من المال لتغطية هذه التكاليف"، لكنه أكد أن "إدارته تحقق نمواً اقتصادياً غير مسبوق بفضل الرسوم الجمركية والاستثمارات الجديدة".
وكانت الحكومة الفيدرالية أغلقت بعض أنشطتها، الأربعاء، مع عدم تمكن الكونجرس من التوصل إلى اتفاق تمويل، واستمرت الخدمات الأساسية فقط.
وشدد الرئيس الأميركي، خلال المقابلة، على أنه رغم الاتهامات التي توجه إليه بشأن رغبته في الإغلاق، إلا أنه "لا يرغب في تعطيل مؤسسات الدولة"، ويتمنى أن تكون الأزمة قصيرة.
وألمح ترمب إلى أن استمرار تعثر إقرار الموازنة، سيؤدي إلى تسريح واسع للموظفين الفيدراليين، وإلغاء مشروعادة عديدة، "حتى تلك التي دعمها الديمقراطيون سابقاً".
الاقتصاد والرسوم الجمركية
وأشاد ترمب بما وصفه بـ"القانون الكبير والجميل"، الذي يتضمن حزمة من التخفيضات الضريبية والإعفاءات على العمل الإضافي والإكراميات، إضافة إلى إعفاءات لكبار السن.
وقال إن هذه الإجراءات، إلى جانب استثمارات بمليارات الدولارات تدفقت إلى البلاد خلال الأشهر الثمانية الأولى من ولايته الثانية، ستقود الولايات المتحدة إلى "نمو اقتصادي قياسي".
وأوضح أن الرسوم الجمركية التي فرضها قلّصت العجز التجاري إلى النصف، مؤكداً أن العوائد السنوية من هذه الرسوم ستبلغ تريليونات الدولارات ستُستخدم في خفض الدين العام.
وقال الرئيس الجمهوري، إن إدارته تدرس استخدام عوائد الرسوم الجمركية لإصدار شيكات خصم للأميركيين.
وأضاف في المقابلة: "قد نوزعها على الشعب، مثل توزيع أرباح على الشعب الأميركي.. نفكر في مبلغ يتراوح بين ألف وألفي دولار للفرد. سيكون ذلك رائعاً".
وتتجاوز تقديرات ترمب لإيرادات التعريفات الجمركية بكثير تقديرات وزير الخزانة، سكوت بيسنت، الذي قال الشهر الماضي، إن عوائد رسوم ترمب الجمركية قد تصل إلى 500 مليار دولار سنوياً.
وتُظهر بيانات وزارة الخزانة الأميركية، ارتفاع ديون الحكومة الفيدرالية الأميركية إلى 37.64 تريليون دولار.
توسيع نشر "الحرس الوطني"
وأعلن الرئيس الأميركي خلال المقابلة، خططاً لتوسيع نشر قوات "الحرس الوطني" في عدد من المدن الكبرى والولايات الأميركية، لـ"مواجهة ارتفاع معدلات الجريمة".
وأكد ترمب أن أولويته منذ عودته إلى البيت الأبيض هي "إعادة الأمان" إلى المدن الأميركية، معتبراً أن أن نشر أكثر من ألفي عنصر من الحرس الوطني في واشنطن "أدى خلال أسبوعين فقط إلى انخفاض كبير في معدلات العنف"، واصفاً الوضع في العاصمة بأنه "الأفضل منذ سنوات".
وكشف عن خطط لنشر القوات في ممفيس (بولاية تينيسي)، وبورتلاند (أوريجون) وشيكاجو (إلينوي)، رغم معارضة حاكم الولاية الديمقراطي جي بي بريتزكر.
ومضى قائلاً: "سننقذ شيكاجو... لا نريد أن نخسرها". وأشار إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ووكالات أمنية أخرى تعمل بالفعل في المدينة منذ 5 أشهر تمهيداً للانتشار العسكري.
وفي إطار عملية أمنية واسعة هذا الأسبوع، اعتُقل 37 شخصاً في شيكاجو خلال مداهمات نفذتها قوات فيدرالية ضمن ما عُرف بـ"عملية ميدواي بلايتز".
الهجرة والسياسة الداخلية
هاجم ترمب الديمقراطيين واتهمهم بتبني سياسات "الحدود المفتوحة"، ودعم عمليات التحول الجنسي للقُصَّر، والسماح للرجال المتحولين بالمشاركة في الرياضات النسائية، واصفاً هذه السياسات بأنها "مدمرة للنسيج الأميركي".
وأشار إلى أن نحو 25 مليون مهاجر دخلوا الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بعضهم من السجون ودور الأمراض النفسية في بلدانهم الأصلية، وهو ما اعتبره "تهديداً للأمن والنظام الاجتماعي".
وأكد ترمب أن إدارته الحالية تعطي الأولوية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، خصوصاً من لديهم سجلات جنائية.
انتقاد الديمقراطيين
وعند سؤاله عن لقائه مع زعيم الأقلية في مجلس النواب الأميركي، حكيم جيفريز (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وصف ترمب بشكل مفاجئ كلا الزعيمين بأنهما "رجُلان بكل معنى الكلمة".
وأوضح أن اجتماع المكتب البيضاوي سار بشكل جيد جداً، لكنه أضاف أنه بمجرد مغادرتهما البيت الأبيض "تغيّر كل ذلك".
كما انتقد ما وصفه بـ"تصعيد الخطاب السياسي" من جانب الديمقراطيين الذين يصفون المحافظين بـ"النازيين أو الفاشيين"، محذراً من أن هذا المناخ الخطير يزيد من حدة الانقسام داخل البلاد.
وأكد ترمب أن الولايات المتحدة "أصبحت بلداً غنياً وقوياً على نحو لم يكن يتخيله أحد"، مشدداً على أن هذه القوة الاقتصادية تمنحها القدرة على رعاية مواطنيها وحتى مساعدة دول أخرى.
وقال: "الشعب يريد الأمان، وإذا كنت ديمقراطياً أو جمهورياً، فستتمنى أن يتدخل ترمب لإعادة النظام".