قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الاثنين، إن المحادثات الجارية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة تشهد أكثر المحاولات المبشرة منذ بداية الحرب قبل عامين.
وأضاف الوزير في تصريحات لتلفزيون ARD الألماني العام: "بعد عامين مريرين من العنف والدمار، يجب الآن اغتنام هذه الفرصة السانحة (...) لأول مرة منذ عامين، لا يقتصر الأمر على مجرد وقف لإطلاق النار، بل على حل سياسي قابل للتطبيق. تتبادل الجهات الفاعلة الإسرائيلية والعربية والفلسطينية الآن أفكارها بشأن كيف يمكن أن تمضي الأمور في قطاع غزة".
ودعا فادفول الشركاء في الاتحاد الأوروبي ومنطقة الخليج إلى "بذل جهود متضافرة لضمان نجاح خطة الرئيس الأميركي في غزة"، قائلاً: "لتنفيذ الخطة الأميركية بسرعة، ما نحتاجه الآن هو تعاون دولي مباشر. إن مؤشرات الأيام الأخيرة تمنحني الثقة بأن إسرائيل وحماس مستعدتان لاتخاذ الخطوات اللازمة، لكن الأمر يتطلب مساعدة كل من يستطيع التأثير. سأسافر إلى المنطقة نهاية الأسبوع المقبل للعمل على تحقيق هذا الهدف"، وفق ما أورده موقع وزارة الخارجية الألمانية.
يأتي ذلك فيما، تنطلق المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، في مدينة شرم الشيخ المصرية، الاثنين، بمشاركة 3 أطراف وسيطة هي الإدارة الأميركية ومصر وقطر، لمناقشة ترتيبات بنود تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء حرب غزة.
والأحد، قال ترمب في منشور على "تروث سوشيال"، إن الفرق الفنية ستجتمع مجدداً في مصر، الاثنين، لبحث التفاصيل النهائية، مضيفاً: "أُبلغتُ بأن المرحلة الأولى من الخطة ستُنجز هذا الأسبوع"، وتشمل المرحلة الأولى وقفاً للنار، وانسحاب إسرائيلي أولي مقابل الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات.
ودعا الرئيس الأميركي إلى التحرك بسرعة، قائلاً: "سأواصل متابعة هذا الصراع المستمر منذ قرون.. الوقت هو الفيصل، وإلا سيليه سفك دماء هائل، وهو أمر لا يريد أحد رؤيته".
ورحب ترمب برد من حركة حماس قالت فيه إنها تقبل بعض الأجزاء الرئيسية في مقترحه المؤلف من 20 بنداً بما يشمل إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيلي
وأعلنت حركة "حماس"، في بيان، وصول وفدها التفاوضي، برئاسة خليل الحية، إلى مصر مساء الأحد، لبدء المفاوضات بشأن آليات وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، وتبادل الأسرى.
وفي المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن وفداً إسرائيلياً برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيتوجه إلى مصر، الاثنين، للمشاركة في المحادثات المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة.
وجاءت الدعوة إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ شهور بعد موافقة حركة "حماس" على خطة الرئيس الأميركي، وهي الموافقة التي أبدت الحركة فيها الاستعداد للتفاوض على المرحلة الأولى من الصفقة التي تنص على إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل 250 أسيراً فلسطينياً محكوم عليه بالسجن مدى الحياة و1700 أسير من قطاع غزة ممن اعتقلوا في أثناء الحرب دون أن يكون لهم علاقة بهجوم السابع من أكتوبر.
لكن الحركة وضعت موافقتها هذه في إطار "يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع"، ما يثير بعض الشكوك بشأن فرص نجاحها.
ستتركز المفاوضات التي ستجري بحضور وفد أميركي رفيع، حول آليات ومعايير تنفيذية لصفقة التبادل. وقالت مصادر في حركة حماس لـ"الشرق"، إن هذه الآليات تتضمن المطالبة بوقف تام لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي تواجد فيها في أثناء تطبيق الصفقة السابقة التي تم التوصل إليها في يناير الماضي، أي خارج التجمعات السكانية، وتوقف حركة الطيران الحربي والطائرات المسيرة لمدة 10 ساعات يومياً و12 ساعة في الأيام التي يجري فيها التبادل.
وقالت المصادر إن الحركة ستطالب بتطبيق هذه الإجراءات طيلة فترة المفاوضات التي قد تستغرق أسبوعاً وربما أكثر. وذكر مسؤولون في الحركة أن المفاوضات ستتناول أيضاً معايير إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مشيرين إلى أن الحركة تتمسك مبدأ الأقدمية والسن بحيث يجري إطلاق سراح القائمة وفق تاريخ الاعتقال ووفق السن.