قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن نحو 170 ألف طن متري من المواد الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية الأخرى جاهزة للدخول إلى قطاع غزة، مؤكدة أنها تنتظر موافقة إسرائيل لزيادة حجم المساعدات بشكل كبير وذلك في أعقاب التوصل إلى اتفاق إنهاء الحرب، حسبما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
وأوضح منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني من إيصال سوى 20% من المساعدات اللازمة للتعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
وأضاف أنه بعد إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء، "يجب فتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة لتسليم المساعدات على نطاق أوسع بكثير".
وتابع فليتشر: "نظراً لحجم الاحتياجات، ومستوى الجوع، والمعاناة واليأس، فإن الأمر يتطلب جهداً جماعياً ضخماً، ونحن مستعدون تماماً لذلك.. نحن على أهبة الاستعداد للتحرك وتقديم المساعدات على نطاق واسع".
ويمثل الاتفاق الذي أُعلن عنه الأربعاء، من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب "أول بارقة أمل" لمسؤولي الأمم المتحدة منذ شهور بشأن قدرتهم على توسيع نطاق إيصال المساعدات، وذلك بعد عامين من الحرب، والتصعيد الإسرائيلي، والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، والتي أدت إلى أزمة جوع خانقة بلغت حد المجاعة في بعض مناطق القطاع.
وخلال حديثه للصحافيين في الأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو، قال فليتشر إن الأمم المتحدة كانت "تطلب، وتناشد، وتتوسل من أجل الحصول على حق الوصول"، مضيفاً: "نأمل أن يتحقق ذلك خلال الأيام المقبلة".
أولويات الأمم المتحدة خلال وقف النار
وذكر فليتشر أن الأمم المتحدة تسترشد بخطة وقف إطلاق النار المكونة من 20 بنداً، والتي طرحتها الولايات المتحدة، والتي تؤكد على "أهمية دور الأمم المتحدة في الاستجابة الإنسانية".
وأوضح أنه خلال أول 60 يوماً من وقف إطلاق النار، تهدف الأمم المتحدة إلى زيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات التي تدخل غزة إلى ما بين 500 و600 شاحنة يومياً، إلى جانب توسيع نطاق عمليات توزيع الغذاء لتشمل 2.1 مليون شخص، بالإضافة إلى 500 ألف بحاجة إلى مكملات غذائية.
وأكد قائلاً: "يجب عكس حالة المجاعة في المناطق التي انتشرت فيها، ومنعها في المناطق الأخرى"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ستقوم بتوزيع حصص غذائية خاصة على مَن يعانون من الجوع الحاد، وستدعم المخابز والمطابخ المجتمعية.
وأضاف أن الأمم المتحدة تهدف أيضاً إلى إيصال الأدوية والإمدادات اللازمة لإعادة تأهيل النظام الصحي المدمّر في غزة، وتوسيع نطاق الرعاية الصحية الطارئة والأساسية، بما في ذلك خدمات الصحة النفسية وإعادة التأهيل، إلى جانب دعم عمليات الإحالة الطبية والإجلاء الصحي، ونشر المزيد من الفرق الطبية الطارئة.
كما تسعى المنظمة، بحسب فليتشر، إلى إصلاح شبكة المياه في غزة وتحسين خدمات الصرف الصحي عبر تركيب مراحيض في المنازل، وإصلاح تسربات مياه الصرف الصحي، ومحطات الضخ، وإزالة النفايات الصلبة من المناطق السكنية.
وأشار إلى أنه مع اقتراب فصل الشتاء وتدمير معظم المساكن، تخطط الأمم المتحدة لإدخال آلاف الخيام أسبوعياً، بالإضافة إلى توفير أغطية بلاستيكية مقاومة للماء ذات جودة عالية.
مراكز تعليمية مؤقتة
وبخصوص التعليم، قال فليتشر إن الأمم المتحدة تخطط لإعادة فتح أماكن تعليمية مؤقتة لنحو 700 ألف طفل في سن الدراسة، بالإضافة إلى توفير المواد التعليمية والمستلزمات الدراسية لهم".
وشدد على أن الأمم المتحدة قادرة على تنفيذ هذه الخطة كما فعلت في السابق، لكنها تحتاج إلى ضمان حماية المدنيين، وخاصة النساء والفتيات اللواتي كنّ ضحايا للعنف الجنسي، إلى جانب تحديد مواقع الذخائر غير المنفجرة لتقليل خطر الوفيات والإصابات.
كما تحتاج الأمم المتحدة، وفقاً لفليتشر، إلى سماح إسرائيل بدخول شركائها من المنظمات الإنسانية وغيرها، إضافة إلى التمويل، وبكميات كبيرة.
وحذّر فليتشر من أن الـ170 ألف طن من المساعدات الجاهزة لدخول غزة لا تمثّل سوى "قمة جبل الجليد" مقارنة بما هو مطلوب، داعياً الدول المتقدمة إلى زيادة مساهماتها في جهود الإغاثة.
وختم قائلاً: "كل حكومة، وكل دولة، وكل فرد كان يشاهد هذه الأزمة تتكشف ويتساءل، (ماذا يمكننا أن نفعل؟ لو أن هناك شيئاً يمكننا القيام به)، الآن هو الوقت الذي يمكن فيه تحويل هذه الرغبة في المساعدة إلى عمل فعلي".