الرئيس الأميركي: حققنا تقدماً كبيراً.. وزيلينسكي: نعتمد على زخم السلام بالشرق الأوسط

ترمب: اتفقت مع بوتين على لقاء في المجر لبحث إنهاء حرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية. 15 أغسطس 2025 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية. 15 أغسطس 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أجرى "محادثة مثمرة للغاية" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أنهما اتفقا على عقد قمة في المجر لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وكتب ترمب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إنهما اتفقا على أن يكون هناك "اجتماع لمستشارينا رفيعي المستوى الأسبوع المقبل"، لافتاً إلى أن "الاجتماعات الأولية سيقودها من الجانب الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو، إلى جانب أشخاص آخرين سيتم تحديدهم".

وأوضح أن مكان الاجتماعات الأولية "سيتم تحديده لاحقاً"، مضيفاً: "بعد ذلك، سألتقي مع الرئيس بوتين في مكان متفق عليه، بودابست، المجر، لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب المخزية بين روسيا وأوكرانيا".

وتابع ترمب: "سألتقي الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي غداً (الجمعة) في المكتب البيضاوي، حيث سنناقش محادثتي مع الرئيس بوتين، وأكثر من ذلك بكثير. أعتقد أن تقدماً كبيراً تحقق من خلال مكالمة اليوم الهاتفية".

القمة خلال أسبوعين

وفي وقت لاحق، قال ترمب، خلال تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض، إنه سيجتمع على الأرجح مع بوتين خلال الأسبوعين المقبلين، مشيراً إلى أن روبيو تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، مساء الخميس، عقب المكالمة مع بوتين، واصفاً اتصال وزيري الخارجية بأنه "كان جيداً جداً، مثمر للغاية".

وأضاف: "أولاً، سيلتقي روبيو مع لافروف، كما أن جي دي فانس، نائب الرئيس، منخرط بشكل كبير في هذا الملف، والفريق بأكمله مشارك. وستيف ويتكوف (المبعوث الرئاسي الأميركي) سيكون مشاركاً أيضاً".

وتكتسب مكالمة بوتين وترمب أهميتها من تزامنها مع ترتيبات لقاء الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني، الجمعة، والذي من المتوقع أن يبحث مسألة تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى.

وكان ترمب قال الأسبوع الماضي، إنه أبلغ زيلينسكي بنيّته طرح إنذار جديد لبوتين، يتمثل في خيارين لا ثالث لهما: "إما أن تبدأ روسيا محادثات سلام جادة، أو تحصل أوكرانيا على صواريخ توماهوك".

السلام في الشرق الأوسط

وقال ترمب إن بوتين هنأه على "الإنجاز العظيم المتمثل في إحلال السلام بالشرق الأوسط"، مضيفاً أن الرئيس الروسي قال إنه "كان حلماً لقرون".

وأضاف ترمب: "أعتقد بالفعل أن النجاح في الشرق الأوسط سيساعد في مفاوضاتنا لتحقيق إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

اقرأ أيضاً

ترمب: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "أعظم إنجازاتي"

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة قد يكون "أهم إنجاز شاركتُ فيه على الإطلاق".

وذكر الرئيس الأميركي أن بوتين "شكر السيدة الأولى ميلانيا على مشاركتها في قضايا الأطفال. كان ممتناً للغاية، وقال إن هذا سيستمر".

وأردف ترمب: "أمضينا وقتاً طويلاً في الحديث عن التجارة بين روسيا والولايات المتحدة عندما تنتهي الحرب مع أوكرانيا".

زيلينسكي يأمل في إنهاء الحرب

وعقب الإعلان عن الاتصال، قال زيلينسكي، الخميس، إن الزخم في عملية السلام في الشرق الأوسط سيساعد في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف مع روسيا، وذلك دون أن يشر بشكل مباشر إلى موافقة ترمب على إجراء محادثات جديدة مع بوتين.

وقال زيلينسكي، في منشور على منصة "إكس"، إنه وصل إلى واشنطن بالفعل، مضيفاً: "من الواضح أن روسيا حريصة على استئناف الحوار بعد سماعها عن صواريخ توماهوك"، في إشارة إلى اقتراح ترمب بأنه ربما يزود كييف بتلك الصواريخ.

صواريخ توماهوك

من جانبه، قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الاتصال بين الرئيسين "استمرّ لقرابة ساعتين ونصف الساعة، وكان مفصلاً وصريحاً"، مضيفاً أن "المكالمة جاءت بمبادرة من روسيا".

وأضاف: "بوتين أبلغ ترمب، خلال المكالمة، أن "تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز الأميركية من طراز توماهوك سيضر بعملية السلام، ويؤذي العلاقات بين البلدين".

وأوضح أوشاكوف، في تصريحات للصحافيين: "بوتين أبلغ ترمب أن صواريخ توماهوك لن تغير الوضع في ساحة المعركة، لكنها ستضر بالعلاقات الروسية الأميركية، وبالتسوية في أوكرانيا".

وكان ترمب قال الأسبوع الماضي، إنه أبلغ زيلينسكي بنيّته طرح إنذار جديد لبوتين، يتمثل في خيارين لا ثالث لهما: "إما أن تبدأ روسيا محادثات سلام جادة، أو تحصل أوكرانيا على صواريخ توماهوك".

وجاء الاتصال المفاجئ بينما كان زيلينسكي في طريقه إلى البيت الأبيض، الجمعة، للدفع نحو مزيد من الدعم العسكري، بما في ذلك احتمال الحصول على صواريخ "توماهوك" الهجومية بعيدة المدى، لكن لهجة ترمب التصالحية بعد مكالمته مع بوتين بدت وكأنها تثير الشكوك حول إمكانية تقديم مثل هذا الدعم في المدى القريب.

وبحسب أوشاكوف، أبلغ ترمب بوتين أنه خلال اتصالاته مع زيلينسكي سيأخذ في الاعتبار وجهات نظر رئيس روسيا.

وأضاف مساعد الرئيس الروسي: "بوتين طلب من ترمب نقل أطيب تمنياته لزوجته ميلانيا وشكرها على مشاركتها في مسألة لم شمل الأطفال الروس والأوكرانيين مع عائلاتهم".

تحضيرات قمة بودابست

وذكر أن ترمب هو من اقترح بودابست كمكان لعقد القمة، قبل أن يوافق بوتين، منبهاً أن اللقاء سيسبقه مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الأيام المقبلة، وتابع: "من خلال عمل الوزيرين سيتضح موعد انعقاد القمة".

وأثار موقع القمة اهتماماً واسعاً، إذ أن بوتين مطلوب بتهم جرائم حرب في بعض الولايات القضائية، مما يقيّد سفره.

وتوترت علاقة أوكرانيا مع المجر بشكل متزايد. فقد اتهم زيلينسكي الشهر الماضي طائرات مسيّرة مجرية بعبور الحدود إلى أوكرانيا، ما دفع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للرد بأن أوكرانيا ليست دولة مستقلة ذات سيادة.

وعلى عكس معظم قادة الناتو والاتحاد الأوروبي، حافظ أوربان على علاقات ودية مع روسيا، بينما شكك في منطق المساعدات العسكرية الغربية لكييف، وهو موقف وضعه مراراً في خلاف مع زيلينسكي.

وقال أوربان على منصة "إكس": "الاجتماع المخطط له بين الرئيسين الأميركي والروسي خبر رائع لمحبي السلام في العالم. نحن جاهزون!".

والتقى ترمب وبوتين، في 15 أغسطس الماضي، في ولاية ألاسكا الأميركية، لكن القمة فشلت في تحقيق أي انفراجة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.

وتزايد انتقاد ترمب لبوتين في الأسابيع القليلة الماضية، إذ عبر عن إحباطه من الرئيس الروسي، كما قال زيلينسكي مراراً إنه لا يعتقد أن بوتين صادق في سعيه إلى السلام، متهماً إياه بالمماطلة في المفاوضات من أجل مواصلة القتال.

تصنيفات

قصص قد تهمك