الأعضاء الجدد سينضمون بدون حقوق تصويت كاملة وفق المقترح

الاتحاد الأوروبي يدرس إجراءات لتسهيل انضمام دول جديدة للتكتل وتخطي عقبة "الفيتو"

علام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية. 8 يوليو 2020 - REUTERS
علام الاتحاد الأوروبي أمام مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية. 8 يوليو 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت مصادر دبلوماسية أوروبية مطلعة، إن الاتحاد الأوروبي يعمل على اقتراح جديد يسمح بانضمام دول جديدة إلى التكتل دون التمتع بحقوق تصويت كاملة، في خطوة تصعّب على الدول المنفردة استخدام حق النقض (الفيتو) ضد سياسات التكتل، حسبما أفادت به مجلة "بوليتيكو".

وتعدّ هذه أحدث محاولة من جانب الحكومات المؤيدة لتوسيع الاتحاد الأوروبي، مثل النمسا والسويد، لإحياء عملية توسع تُعرقلها حالياً المجر وبعض العواصم الأخرى، خوفاً من أن تُؤدي إلى منافسة غير مرغوب فيها للأسواق المحلية أو تُعرّض المصالح الأمنية للخطر.

ولا يزال اقتراح تغيير قواعد عضوية الاتحاد الأوروبي في مراحله الأولى، ويحتاج إلى موافقة جميع الدول الأعضاء الحالية، إذ تتمثل الفكرة في أن يحصل الأعضاء الجدد على الحقوق الكاملة بمجرد أن يُجري الاتحاد الأوروبي إصلاحاً شاملاً لطريقة عمله، بما يُصعّب على الدول الفردية استخدام حق النقض.

وجعل الاتحاد الأوروبي توسيع عضويته أولوية استراتيجية في ظل سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن السعي لزيادة عدد الأعضاء من 27 عضواً حالياً إلى ما يصل إلى 30 عضواً خلال العقد المقبل يكشف عن الانقسامات الداخلية في التكتل.

وستتيح هذه المبادرة للدول التي تسير حالياً على طريق العضوية، مثل أوكرانيا ومولدوفا ومونتينجرو، التمتع بالعديد من مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي دون استخدام حق النقض، وهو ما لطالما اعتبرته حكومات الاتحاد الأوروبي الأداة المثلى لمنع سياسات التكتل التي لا تروق لها.

والفكرة وراء هذا الاقتراح، الذي يُناقش بشكل غير رسمي بين دول الاتحاد الأوروبي والمفوضية، هي أن ضمّ دول جديدة لا تتمتع بحق النقض، على الأقل في بداية عضويتها، سيسمح لها بالانضمام بشروط أكثر مرونة دون الحاجة إلى مراجعة شاملة للمعاهدات الأساسية للاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبرته العديد من الحكومات "أمراً مُجهداً".

"إحباط متزايد"

وفي الإطار، قال أنطون هوفرايتر، رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني (البوندستاج): "ينبغي إلزام الأعضاء المستقبليين بالتنازل عن حق النقض (الفيتو) إلى حين تطبيق إصلاحات مؤسسية رئيسية، مثل إدخال نظام التصويت بالأغلبية المؤهلة في معظم مجالات السياسة". 

وأضاف: "يجب ألا يُبطئ التوسع قيام بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعرقلة الإصلاحات".

وتابع هوفريتر أن "خطة انضمام أعضاء جدد دون حقوق تصويت كاملة، ستضمن قدرتنا على العمل حتى في ظل اتحاد أوروبي مُوسّع". 

وقال: "من خلال المناقشات مع ممثلي دول غرب البلقان، أتلقى إشارات واضحة بأن هذا النهج يُعتبر بنّاءً وقابلاً للتطبيق"، موضحاً أن المطالبة بعدم السماح للدول الجديدة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى يُصلح أسلوب عمله تُعرّض الاتحاد لخطر "عرقلة عملية التوسع من باب الخلفي".

وتتزامن هذه الضغوط مع تزايد الإحباط لدى دول أوروبا الشرقية وغرب البلقان المرشحة للانضمام، والتي أجرت إصلاحات داخلية واسعة النطاق، لكنها لم تقترب من العضوية بعد سنوات من تقديم طلب الانضمام. 

وفي السابق، أصرّ قادة الاتحاد الأوروبي على ضرورة إجراء مثل هذا الإصلاح الشامل قبل أن يتمكن التكتل من قبول أعضاء جدد مثل أوكرانيا، ما يُسلّط الضوء على خطر تزايد الجمود في بروكسل، ومع ذلك، واجهت محاولات إلغاء حق النقض للأعضاء الحاليين في الاتحاد الأوروبي معارضة شديدة، ليس فقط من المجر، بل أيضاً من فرنسا وهولندا.

وكان رئيس مونتينجرو، ياكوف ميلاتوفيتش، قال في تصريحات لـ"بوليتيكو": "كانت كرواتيا آخر دولة انضمت إلى الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من 10 سنوات، وفي غضون ذلك انسحبت بريطانيا. لهذا السبب أعتقد أن الوقت قد حان لإحياء العملية، ولإحياء فكرة الاتحاد الأوروبي كنادٍ لا يزال يتمتع بجاذبية تجاهه".

وأكد نائب رئيس الوزراء الأوكراني، تاراس كاتشكا، هذه المخاوف، داعياً إلى حلول "مبتكرة" لفك حصار توسع الاتحاد الأوروبي.

وقال كاتشكا: "الانتظار ليس خياراً، لذا، ما نحتاجه هو إيجاد حلٍّ الآن. هذا مهمٌّ لأوكرانيا، وللاتحاد الأوروبي أيضاً... أعتقد أن روسيا، كما تختبر الأمن الأوروبي بالطائرات المسيّرة، تفعل الشيء نفسه من خلال تقويض وحدة الاتحاد الأوروبي".

قمة "عملية برلين"

وفي حين وضعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، مسألة التوسع في صميم أجندتها الاستراتيجية، مروجةً لإمكانية انضمام أوكرانيا ومولدوفا بحلول عام 2030، قاومت دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن الجهود المبذولة لتسريع العملية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أحبطت دول الاتحاد الأوروبي محاولةً من رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، للمضي قدماً في عملية التوسع.

وسيجتمع قادة دول غرب البلقان، ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومونتينجرو ومقدونيا الشمالية وصربيا، مع قادة أوروبيين، الأربعاء المقبل، في لندن لحضور قمة "عملية برلين" Berlin Process التي تركز على تعزيز التكامل بين تلك الدول، تمهيداً لتوسيع الاتحاد الأوروبي.

تصنيفات

قصص قد تهمك