ألمانيا.. ميركل تتخلى عن حيادها وتدعم المرشح لخلافتها

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتحدث عن استجابة الحكومة لوباء كورونا في برلين - REUTERS
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتحدث عن استجابة الحكومة لوباء كورونا في برلين - REUTERS
برلين -أ ف ب

شاركت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، للمرة الأولى في الحملة الانتخابية لدعم المرشح لخلافتها أرمين لاشيت، في محاولة لكسب تأييد لمعسكرها المحافظ الذي يواجه تراجعاً ملحوظاً في استطلاعات الرأى.

وأبدت ميركل "قناعة تامة" بترشح لاشيت لخلافتها في المستشارية، في أعقاب الانتخابات التشريعية القادمة.

وقالت خلال مشاركتها في تجمّع انتخابي في برلين: "كان من المهم بالنسبة إليه على الدوام جعل كرامة الفرد التي لا تتجزأ محور كل شيء".

وأضافت "أنا على قناعة تامة بأنّه سيخدم الألمان بهذا النهج".

يأتي ذلك في وقت يواجه مرشح حزب ميركل (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) صعوبات ويفقد الزخم في استطلاعات الرأي.

وظهرت ميركل البالغة من العمر 67 عاماً، التي تستعد للانسحاب من الحياة السياسية بعد 16 عاماً في السلطة، في تجمع قبيل الظهر ضمن حملة زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين الوسط) المرشح للمستشارية، في الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية سبتمبر المقبل.

وبدا أن ميركل قررت تغيير موقفها من الحياد الذي التزمت به إلى حد كبير قبل الاقتراع، نظراً للصعوبات التي يواجهها معسكرها (الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بعد تراجع نسب التأييد في استطلاعات نوايا التصويت إلى ما بين 22 و23%، السبت، مقابل حوالى 30% قبل بضعة أسابيع، في حين كانت نسبة التأييد له في بداية العام، 36%، قبل أن تسجل تراجعاً حاداً.

شعبية ميركل

وشكلت هذه المناسبة لميركل التي خاضت 4 حملات انتخابية ناجحة، فرصة لإلقاء واحد من خطبها الانتخابية الأخيرة بعد 31 عاماً من العمل السياسي.

وتحاول ميركل بفضل التأييد القياسي الذي لا تزال تحظى به وسط الرأى العام الألماني، كسب نقاط للمحافظين.

وتلتقي ميركل، الاثنين، المرشح لخلافتها أرمين لاشيت، مرة جديدة للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس ولاية شمال الراين فيستفاليا التي تضم أكبر عدد من السكان وحكمها لاشيت لمدة أربع سنوات.

تراجع المرشح لخلافة ميركل

وأدى سوء الإدارة السياسية من قبل أرمين لاشيت، لأزمة الفيضانات المدمرة في غرب البلاد، في يوليو الماضي، إلى تسريع سقوطه في استطلاعات التصويت، لأنه يشغل منصب رئيس إحدى المنطقتين اللتين تضررتا من الكارثة، .

وتسببت صورة ظهر فيها "لاشيت" يضحك خلف الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، وسط فيضان، في تأثير كارثي على الرجل الذي لم يلق يوماً إجماعاً في حزبه السياسي.

زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت يضحك، خلال خطاب للرئيس الألماني يكرم ضحايا الفيضانات، ما أثار موجة انتقادات واسعة. - REUTERS
زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت يضحك خلال خطاب للرئيس الألماني يكرم ضحايا الفيضانات، ما أثار موجة انتقادات واسعة - REUTERS

وأودت فيضانات مدمرة في أوروبا بحياة نحو 118 مواطناً، معظمهم في غرب ألمانيا، فيما قالت أكبر شركة لتوزيع الكهرباء بألمانيا، إن التيار انقطع عن 114 ألف منزل في غرب البلاد.

وقبل 5 أسابيع من موعد الاقتراع الذي ستراقب كل أوروبا نتائجه، تتصاعد المعارضة داخل حزب "لاشيت" حيث يطالب البعض بسحب ترشيحه.

وانتخب لاشيت البالغ من العمر 60 عاماً على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في يناير الماضي، وواجه صعوبات جمة في فرض نفسه في مواجهة منافسه البافاري ماركوس سودر لقيادة قائمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي الديمقراطي.

وحذر منافسه السابق ماركوس سودر، هذا الأسبوع، من أن "الوضع صعب"، حسبما ورد في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع للمسؤولين التنفيذيين في حزبه ونشرتها صحيفة "سود دويتشه تسايتونج".

وتحدث "سودر" الذي لا يبدي حماساً لدعم لاشيت عن "احتمال واقعي لحكومة من دون الاتحاد" بين الحزبين المحافظين.

تقدم "الاشتراكي الديمقراطي"

في المقابل، يأتي بعد حزب المحافظين حالياً الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بقيادة وزير المالية أولاف شولتز.

وحقق الحزب الذي يتمتع بوجود قوي في الحياة السياسية بعد الحرب، تحسناً مفاجئاً بحصوله على 21% من نوايا التصويت، حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، وأفادت بعض الاستطلاعات، بتقدمه حتى على حزب الخضر.

وتمكن شولتز على الرغم من افتقاره إلى حضور قوي وإلى قدرات خطابية، من تطوير صورة تؤكد كفاءة الحزب لدى الناخبين.

الخضر يتراجع

ومع حصولهم على 17% من نوايا التصويت، يمر دعاة حماية البيئة بحالة ركود طويل منذ بداية الصيف، بعيداً عن الحماسة التي أعقبت إعلان ترشيح أنالينا بربوك في إبريل الماضي، حين نجح وقتها حزب الخضر في التفوق على المحافظين في استطلاعات الرأي.

وتراجعت شعبية أنالينا بيربوك بعد عدد من الأخطاء الفادحة التي اضطرت فيها للدفاع عن نفسها كان أبرزها عدم إعلامها مجلس النواب الألماني "البوندستاج" بمكافآت معفاة من الضرائب دفعها لها حزبها، بالإضافة إلى احتواء سيرتها الذاتية إلى عدد من المغالطات تتعلق بعضويتها في منظمات غير حكومية.

اقرأ أيضاً: