تسلّمت أوكرانيا دفعة جديدة من أنظمة الدفاع الجوي الأميركية "باتريوت"، بالإضافة إلى صواريخ "ستورم شادو" البريطانية، التي يمكنها شن ضربات بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية.
ومع تصاعد الضغوط على الاقتصاد الروسي بفعل العقوبات، يكثّف حلفاء كييف دعمهم العسكري بهدف زيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويقولون إن الهدف من ذلك هو "دفع الكرملين إلى طاولة التفاوض".
ولا يزال البلدان يتبادلان الضربات الجوية، إذ أعلنت السلطات الروسية أن هجوماً أوكرانياً، الثلاثاء، ألحق أضراراً بمصنع "ستيرليتاماك" للبتروكيماويات في عمق الأراضي الروسية، على بعد نحو 1500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية. وفي المقابل، قالت كييف إن القوات الروسية شنّت هجوماً واسعاً بطائرات مسيّرة ليل الاثنين إلى الثلاثاء، استهدف بنية تحتية للطاقة وميناءً أوكرانياً.
وفي ظل تزايد وتيرة الهجمات، تعمل أوكرانيا على تعزيز قدراتها العسكرية عبر الحصول على مزيد من الأسلحة الغربية. ونقلت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة أن الحكومة البريطانية زودت كييف بدفعة جديدة من صواريخ "ستورم شادو" الموجهة، لضمان امتلاكها مخزوناً كافياً قبل حلول فصل الشتاء.
وساعدت صواريخ "ستورم شادو" أوكرانيا في استهداف العمق الروسي، ففي أكتوبر، قالت كييف إنها أصابت مصنعاً كيميائياً روسياً باستخدام هذا السلاح بعيد المدى المصنوع في بريطانيا.
وكان هذا أول استخدام مؤكد لصواريخ "ستورم شادو" داخل روسيا منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وفق "بلومبرغ".
وتُعد صواريخ "ستورم شادو" أسلحة دقيقة التوجيه تُطلق من الجو، ويزيد مداها عن 250 كيلومتراً. وهي تحلق بسرعة عالية على ارتفاع منخفض بالقرب من التضاريس.
ولم تكشف الحكومة البريطانية عن عدد الصواريخ التي زودت بها أوكرانيا منذ بدء الحرب، ولا تعلن عادة عن عمليات التسليم.
منظومة "باتريوت"
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده استلمت دفعة جديدة من أنظمة الدفاع الجوي طراز "باتريوت" أميركية الصنع.
وتعد منظومة "باتريوت" المتطوّرة أكثر الأسلحة فعالية ضد الصواريخ الروسية. وكان زيلينسكي ناشد شركاء غربيين لتوفير المزيد منها، ولكن قيود الإنتاج والحاجة إلى الحفاظ على المخزونات أبطأت من عمليات تسليمها، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وقال زيلينسكي إن "أوكرانيا لديها الآن المزيد من أنظمة باتريوتات.. ويجري تشغيلها"، مضيفاً: "بالطبع، هناك حاجة إلى المزيد من الأنظمة لحماية مواقع البنية التحتية الرئيسية ومدننا". وأعرب عن شكره لألمانيا ومستشارها فريدريش ميرتس لتزويد كييف بأنظمة باتريوت.
وقالت ألمانيا قبل 3 أشهر إنها ستسلم منظومتي دفاع جوي إضافيتين من طراز "باتريوت" أميركية الصنع إلى أوكرانيا. ووافقت على هذه الخطوة بعد أن حصلت على تأكيدات بأن الولايات المتحدة ستعطي الأولوية لتسليم باتريوت جديدة إلى ألمانيا لملء مخزونها.
وقالت وزارة الدفاع الألمانية، الاثنين، إنها قدمت لأوكرانيا أنظمة باتريوت من قواتها المسلحة أكثر من أي دولة أخرى. كما قدمت ألمانيا أنظمة دفاع جوي أقصر مدى، مثل أنظمة IRIS-T وSkynex.
وينسق حلف شمال الأطلسي "الناتو" عمليات تسليم منتظمة لحزم أسلحة كبيرة إلى أوكرانيا. كما يشتري حلفاء أوروبيون، وكندا الكثير من المعدات من الولايات المتحدة.
تصدير الأسلحة الأوكرانية
وفي السياق، تعمل كييف على توسيع صناعة الدفاع المحلية المتنامية لديها بدعم من شركائها الغربيين، إذ أشار زيلينسكي في تصريح للصحافيين، مساء الاثنين، إلى أن أوكرانيا ستنشئ مكاتب لتصدير الأسلحة والإنتاج المشترك للمعدات العسكرية في برلين وكوبنهاجن خلال العام الحالي، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".
وأضاف زيلينسكي أن "المسيرات وأنظمة المدفعية من بين الأسلحة التي ستكون أوكرانيا قادرة على تصديرها"، لافتاً إلى أن "الأمر يتعلق بالإنتاج المشترك والتصدير... للأسلحة التي يمكننا ببيعها، من أجل الحصول على المزيد من الأموال لإنتاج المعدات التي نعاني نقصاً فيها ولا نملك التمويل اللازم لها".
ولا تزال أوكرانيا تعتمد على حلفائها في أسلحة مثل الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي، لكنها حققت تقدماً في تطوير برامج الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تخطط لبدء الإنتاج الضخم لصواريخها المحلية، "فلامنجو" و"روتا"، بحلول نهاية هذا العام.
كما قال إن وفداً أوكرانياً سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء مزيد من المحادثات بشأن اتفاق للطائرات المسيّرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وتأمل كييف أن يعزز هذا الاتفاق العلاقات مع إدارة ترمب.








