لافروف: إدارة بايدن تسببت في فوضى وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتصحيحها

روسيا تبدي استعدادها لاستئناف الحوار مع واشنطن بشأن العلاقات الثنائية و"نيو ستارت" وأوكرانيا

موسكو/ دبي -الشرق

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأحد، عن استعداده للقاء نظيره الأميركي ماركو روبيو، مشدداً على ضرورة أخذ مصالح روسيا في الاعتبار، حتى يتحقق السلام في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا، عبر قنوات دبلوماسية، أنها تدرس اقتراح الرئيس فلاديمير بوتين، بالحفاظ على القيود المنصوص عليها في معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية "نيو ستارت" بعد الموعد المحدد لانتهاء العمل بها في فبراير 2026.

وقال لافروف في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي": هناك العديد من العوامل المزعجة في العلاقات الروسية الأميركية؛ ورثناها من الإدارة الأميركية السابقة (إدارة جو بايدن). سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتصحيح هذه الفوضى".

وأضاف: "مع وصول الإدارة الجديدة، لمسنا رغبةً في استئناف الحوار. هذا يحدث بالفعل، ولكن ليس بالسرعة التي نتمناها".

وأشار إلى عقد جولتين من المشاورات في الربيع، جرى التوصل خلالها إلى عدد من الاتفاقيات لتحسين أداء البعثات الدبلوماسية". 

وتابع: "من جانبنا، نعتقد أنه من المهم أن يتجاوز هذا الحوار قضايا البعثات الدبلوماسية. من الضروري معالجة قضايا مثل إنشاء خدمة جوية مباشرة وإعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية التي استولى عليها (الرئيس الأميركي السابق) باراك أوباما بشكل غير قانوني في ديسمبر 2016، قبل ثلاثة أسابيع من تنصيب دونالد ترمب في ولايته الرئاسية الأولى"، في إشارة إلى إغلاق إدارة أوباما مجمعين سكنيين دبلوماسيين تعود ملكيتهما إلى روسيا، في ولايتي ميرلاند ونيويورك، وسط اتهامات أميركية بأنهما يستخدمان لـ"أهداف استخباراتية".

 وأردف: "نحن ننتظر. ومقترحاتنا المتعلقة بالممتلكات الدبلوماسية والرحلات الجوية نُقلت إلى الجانب الأميركي. ونحن حالياً نجري اتصالات عمل بشأن إمكانية استئناف الحوار".

ومضى لافروف قائلا: "أنا ووزير الخارجية ماركو روبيو نُدرك أهمية التواصل المُنتظم. فهو أمرٌ مهمٌ لمناقشة القضية الأوكرانية، ودفع جدول الأعمال الثنائي. ولهذا السبب نتواصل هاتفياً، ونحن أيضاً على استعداد لعقد اجتماعات شخصية عند الحاجة".

مفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا

وأجاب لافروف رداً على سؤال بشأن إذا ما كانت الإدارة الأميركية أشارت إلى استعدادها للاعتراف بشبه جزيرة القرم "أرضاً روسية"، في إطار خطة سلام لأوكرانيا: "لأسباب واضحة، فإننا لا نفصح عن كل تفاصيل مناقشاتنا مع الجانب الأميركي بشأن القضية الأوكرانية، على الرغم من أنه عندما تُسرّب وسائل الإعلام معلومات كاذبة بشكل صريح، فإننا ندلي بطبيعة الحال بتعليقات مناسبة".

وأوضح أن "النقاش (مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا) يشمل طيفاً واسعاً من المواضيع، ولا يقتصر على جانب واحد. مع أن هذا هو بالضبط ما يحاول بعض الصحافيين والخبراء تصويره، وهو أمر خاطئ جوهرياً".

وشدد لافروف على أنه "لا يمكن إنهاء الصراع دون مراعاة المصالح الروسية والقضاء على أسبابه الجذرية. فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، سكان شبه الجزيرة مارسوا حقهم في تقرير المصير في استفتاء أُجري في مارس 2014، وصوّتوا لصالح إعادة التوحيد مع روسيا. وبالتالي، فإن مسألة ملكية شبه الجزيرة قد حُسمت بالنسبة لنا".

ونفى الكرملين، الجمعة، تكهنات بشأن وجود خلاف بين لافروف والرئيس بوتين، بعد تقارير عن تهميش كبير الدبلوماسيين الروس إثر مكالمة وصفت بـ"الكارثية"، مع نظيره الأميركي ماركو روبيو في أكتوبر الماضي، والتي ألغت واشنطن بعدها خطط قمة بودابست التي كانت مقررة بين بوتين وترمب.

وقال بيسكوف، في مؤتمر صحافي يومي، إن مثل هذه التكهنات "لا تتوافق مع الواقع"، وإن لافروف مستمر في أداء مهامه وزيراً للخارجية.

وكانت تقارير قد قالت إن بوتين "همش" وزير خارجيته بعد أن ألقى عليه باللوم في "استفزاز" إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما أدى إلى إلغاء خطط القمة.

وأفادت وكالة "رويترز" ووسائل إعلام أخرى، بأن واشنطن أرجأت القمة الجديدة بعد أن بعثت وزارة الخارجية الروسية رسالة تشير إلى أن موسكو "غير مستعدة للتنازل" عن مطالبها بشأن أوكرانيا. 

كما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن مصدر، أن محادثة لافروف مع روبيو، هي التي دفعت واشنطن لإرجاء القمة.

وأشارت التقارير إلى غياب لافروف عن الظهور علناً خلال الأيام الأخيرة، وعدم حضوره لقمم واجتماعات مهمة داخل روسيا، وفق ما نقلت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية المستقلة الناطقة بالإنجليزية، التي كانت تصدر في موسكو، قبل نقل مقرها إلى أمستردام في 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبعد مكالمتهما في 21 أكتوبر، ألغي الاجتماع الذي كان مقرراً بين روبيو ولافروف، وقالت مصادر حينها إن الوزير الأميركي أوصى بعدم المضي قدماً في عقد القمة؛ بسبب "تشدد الموقف الروسي".

اتصال روبيو ولافروف

ويُعتقد أن لافروف أغضب روبيو خلال المكالمة التي أدت إلى تعليق خطط القمة بين ترمب وبوتين، رغم رغبة الرئيس الروسي في الحصول على مزيد من الدعم من واشنطن، وفق "موسكو تايمز"، وقناة روسية على تليجرام.

وزعم التقرير أن لافروف "رفض الانخراط في مسار للسلام، ما أدى إلى اتهامه من قبل بعض المسؤولين في الكرملين بتخريب المحادثات".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن العقوبات التي فرضتها بلاده على أكبر "شركتين روسيتين للنفط تهدف إلى دفع موسكو نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وبعد وقت قصير من المكالمة الهاتفية، تعرضت روسيا لحزمة عقوبات أميركية واسعة النطاق قالت واشنطن إنها تهدف إلى دفع بوتين إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب على أوكرانيا.

ويشغل لافروف منصب وزير الخارجية منذ 21 عاماً، لكنه كان "غائباً بشكل لافت" عن اجتماع مجلس الأمن الروسي هذا الأسبوع، كما استبعد من رئاسة وفد بوتين في قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا.

وتشير روايات أخرى إلى أن لافروف، الذي قال مؤخراً إنه لا يعاني من أي مشكلات صحية، كان يرغب منذ فترة للتقاعد، لكن بوتين رفض السماح له بذلك حتى الآن.

وكان آخر ظهور بارز للافروف الشهر الماضي، في اجتماع رفيع المستوى مع الرئيس الروسي، حين استضافا معاً وزيرة خارجية كوريا الشمالية شوي سون هوي في الكرملين.

تصنيفات

قصص قد تهمك